كتب : محمد شوقي 

يُنظر إلى الدراجات البخارية الإلكترونية " الاسكوتر "  على أنها طريقة سهلة للتنقل وتتميز بأسعار معقولة نسبيًا. ومع ذلك، فقد دفعت الوفيات والحوادث الأخيرة التي تسببت فيها الدراجات البخارية الإلكترونية السلطات إلى إلقاء نظرة فاحصة على استخدام مثل هذه المركبات.

وازدهرت سوق تأجير السكوتر الإلكتروني في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد شعبية الدراجات البخارية الإلكترونية في المناطق الحضرية وبين الشباب. ومن المقدر أن يصل عدد المستخدمين إلى 55.5 مليونًا بحلول عام 2026.

وعلى مستوى "الاتحاد الأوروبي"، تدرس المفوضية الأوروبية إمكانية وضع مبادئ توجيهية لقيادة الدراجات البخارية الإلكترونية، بينما يتم أيضًا النظر في المعايير الفنية في إطار الخطط المحتملة للتوحيد القياسي.

ما الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية لقيادة السكوتر الإلكتروني؟

تتحرك السلطات في العاصمة الإيطالية "روما" لتضييق الخناق على الدراجات البخارية الإلكترونية، بما في ذلك تقييد استخدامها على البالغين الذين يجب عليهم تقديم بطاقة هوية رسمية، والحد من السرعة التي يمكن أن يسيروا بها.

وسيتم تخفيض حد السرعة للدراجات البخارية الإلكترونية في روما من 25 كم/ساعة إلى 20 كم/ساعة على الطرق، و6 كم/ساعة في مناطق المشاة بدون سيارات. كما سيتم تحديد عدد معين لمشغلي تأجير السكوتر الإلكتروني، بواقع ثلاثة مشغلين، وستكون هناك قيود على وقوف السيارات. ومن المقرر أن تدخل القيود الجديدة حيز التنفيذ في يناير 2023.

في السياق ذاته، أدخلت باريس قواعد جديدة لاستئجار الدراجات البخارية الإلكترونية عام 2021؛ وذلك بعد وفاة أحد المشاة بسبب اصطدامه بسكوتر، وتحدد اللوائح الجديدة الحد الأقصى لسرعة تأجير الدراجات البخارية الإلكترونية عند 10 كم/ساعة في بعض مناطق العاصمة الفرنسية، بما في ذلك مناطق الجذب السياحي الرئيسة، مثل برج إيفل ومتحف اللوفر.

هذا، ويتم إبطاء الدراجات البخارية التي تديرها شركات التأجير "دوت" (Dott) و"تير" (Tier) و"لايم" (Lime)، والتي يتم تتبعها في الوقت الفعلي حسب الموقع الجغرافي، تلقائيًا إلى نصف سرعتها القصوى العادية بمجرد دخولها إلى المناطق المخصصة.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات في العديد من الدول الأوروبية لجأت أيضًا إلى حظر تأجير السكوتر الإلكتروني في أوقات معينة من اليوم لمحاولة الحد من الحوادث. ففي يوليو من عام 2021، حظرت العاصمة النرويجية "أوسلو" تأجير السكوتر الإلكتروني ليلًا بعد احتجاج الأطباء على عدد الإصابات التي تسبب فيها. كما حظرت السلطات في "هلسنكي" في سبتمبر 2021 تأجير السكوتر الإلكتروني بعد منتصف الليل في عطلات نهاية الأسبوع، وخفضت الحد الأقصى لسرعتها بعد سلسلة من الحوادث التي تسبب فيها ركاب يتعطون الخمور.

واتصالًا، جعلت عدة دول ارتداء الخوذات أمرًا إلزاميًا، بما في ذلك الدنمارك وإسبانيا. وفي النرويج، تُعد الخوذات إلزامية للركاب حتى سن 15 عامًا، كما أدخلت الدولة نفس حدود القيادة تحت تأثير المشروبات الكحولية لسائقي السيارات.

ختامًا، في المملكة المتحدة، يُعد استخدام السكوتر الإلكتروني قانونيًا فقط للتأجير على الطرق العامة، والدراجات البخارية الإلكترونية المملوكة للقطاع الخاص محظورة على الطرق العامة والأرصفة، وقد أوضحت الحكومة أن القواعد الجديدة لتوسيع الاستخدام القانوني للدراجات البخارية الإلكترونية تمثل أولوية لعام 2023.