يمثل الأرنب البلاستيكي الصغير حلًا لمشكلة تخزين هذه البيانات الضخمة. إذ تخزن البيانات حاليًا باستخدام أنظمة مغناطيسية أو بصرية مثل الأقراص الصلبة أو أقراص الفيديو الرقمية التي تعاني من محدودية مساحتها وعمرها الافتراضي الذي لا يزيد عن مائة عام.
تخزين البيانات على الحمض النووي
أظهر بحثٌ سابق إمكانية ترجمة الشفرات الحاسوبية الثنائية وتحويلها إلى القواعد النيتروجينية إيه وتي وسي وجي وإنتاج جزيئات حمض نووي اصطناعي تتضمن هذه الشفرات. وبإمكان غرام من الحمض النووي تخزين مليار تيرابايت من البيانات والاحتفاظ بها لآلاف الأعوام.
واكتشف فريقٌ من العلماء الأوروبيين طريقة لتخزين هذا الحمض النووي داخل أي شيء، واختبروها من خلال تخزين تعليمات إنتاج الأرانب البلاستيكية بالطباعة ثلاثية الأبعاد داخل أحد هذه الأرانب.
ونشر الباحثون دراستهم في دورية نيتشر بايوتكنولوجي يوم الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول 2019، وذكروا أنهم خزّنوا تعليمات طباعة الأرنب في الحمض النووي لأول مرة. وبعد ذلك غلفوا جزيئات الحمض النووي بخرزات زجاجية نانوية ومزجوها مع البلاستيك المستخدم في طباعة الأرنب.
وقال الباحث روبرت جراس في بيانٍ صحافي «يتضمن أرنبنا طريقة صنعه مثل الأرانب الحقيقية.»
أخذ الباحثون قطعة صغيرة من أذن الأرنب البلاستيكي بعد طباعته استخلصوا الخرزات التي تتضمن الحمض النووي. واستخدموا جهاز تسلسل الحمض النووي لفك تشفير بيانات الطباعة الموجودة فيه واستخدموها في إنتاج أرنب جديد مطابق للأرنب الأصلي، وكرروا العملية حتى أنتجوا خمسة أجيال من الأرانب المتطابقة.
وأضاف جراس «بإمكاننا إضافة تعليمات الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى أي شيء باستخدام هذه الطريقة، ما يتيح لنا استخلاص هذه البيانات مجددًا بعد عشرات أو حتى مئات الأعوام.»
ويرى العلماء أن استخدام هذه الطريقة جيد لتخزين البيانات في عدد لا يحصى من الأشياء والاحتفاظ بها لفترات أطول بكثير من الأقراص الصلبة المستخدمة حاليًا.