5.9مليار دولار حجم السوق العالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بصناعة النفط والغاز الطبيعي خلال 2023

  •  

     

    كتب : ساره نور الدين

    كشفت تحليل ، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنه نظرًا للمكاسب المتعددة التي يحققها قطاع النفط والغاز الطبيعي جراء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فإن حجم السوق العالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة النفط والغاز الطبيعي قد بلغ 5.86 مليارات دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع وصوله إلى 6.69 مليارات دولار بنهاية العالم الحالي 2024.وأشار التحليل إلى تعدد تجارب الشركات العملاقة في مجال صناعة النفط والغاز الطبيعي لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تلك الصناعة الحيوية وتحقيق نتائج فعالة، ومن بين هذه الشركات" إكسون موبيل وشل وأرامكو و أدنوك

    وأشار التحليل إلى أن الذكاء الاصطناعي (AI) أعاد تشكيل خارطة قطاع الطاقة، حتى باتت العديد من الشركات العالمية تتجه نحو دراسة استخدامه وتوظيفه في صناعة النفط والغاز الطبيعي، والتي تعتبر من الصناعات الأساسية للاقتصاد العالمي، ودخل البعض من هذه الشركات في اتجاه استخدامه بالفعل، وتحقيق نتائج وتجارب غير مُتوقعة في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، بل يسعى بعضها لتطوير وابتكار تقنيات حديثة في هذا المجال.

    أشار التحليل إلى تعدد استخدامات الذكاء الاصطناعي (AI) وما يُعرف بالتعلم الآلي (ML) في صناعة النفط والغاز الطبيعي حسب كل مرحلة من مراحل الإنتاج، فالمرحلة الأولى (الاستكشاف): وتشمل أنشطة التنقيب والمسح الزلزالي والحفر وتطوير الحقول؛ حيث يتعين على الجيولوجيين الحصول على كميات هائلة من بيانات المسح الزلزالي، والأقمار الصناعية، ونظام تحديد المواقع العالمي، وأجهزة الاستشعار عن بُعد وتحليلها لاختيار المواقع المحتملة، وعند استخدام تلك الطرق التقليدية، فإن شركات النفط تقضي الكثير من الوقت في نماذج تحليل بيانات الاستكشاف، ولن تقوم بالحفر إلا عندما تعطي هذه النماذج مؤشرًا جيدًا عن مصدر الصخور واحتمال العثور على النفط أو الغاز.

     

    ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير وتنفيذ أنظمة دعم الحفر، من خلال جمع البيانات عبر أجهزة استشعار وأجهزة مختلفة قيد التشغيل وتخطيط البئر وسلامته والتنبؤ به وعمليات تحسين الحفر وإدارة الخزان وغيرها من الأنظمة؛ مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض الوقت المُستغرق في تلك المرحلة بنسبة تصل إلى ما يتراوح بين 20% و40% في المتوسط مع انخفاض احتمالية الخطأ بنسبة تصل إلى 90%.

    على حين ان المرحلة الثانية (النقل): وتشتمل تلك المرحلة على معالجة الغاز، وإنتاج الغاز الطبيعي المسال، ومحطات إعادة الهيكلة، وأنظمة خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي، وهنا يتمثل دور الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة مراقبة مستمرة وموثوقة لضمان سلامة خطوط الأنابيب والمساعدة في إطالة عمرها الافتراضي واستخدام النماذج التنبؤية والمحاكاة لتقليل تكاليف الصيانة والتشغيل أما المرحلة الثالثة (التكرير): وتشتمل على تحويل الزيت والمكثفات إلى منتجات قابلة للتسويق بمواصفات محددة مثل البنزين أو الديزل أو المواد الأولية لصناعة البتروكيماويات، ويتم تضمين مواقع المصافي الخارجية مثل محطات تخزين الصهاريج وتوزيعها في تلك المرحلة.

    وبالنسبة للتحديات التى تواجه استخدا " AI " اولها نقص تبادل البيانات ،  مدى ذكاء العنصر البشري الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي ، حاجة أدوات الذكاء الاصطناعي إلى بيانات ذات جودة جيدة بحجم مناسب .

    وحول الاتجاهات والتوقعات المستقبلية فمن المتوقع أن تشهد صناعة النفط والغاز الطبيعي تحولًا نحو الإنتاج الآلي بالكامل ، الاعتماد المتزايد من قبل شركات النفط والغاز على الأتمتة سيجعل مرافق النفط والغاز أبسط وأكثر انسيابية وأقل تكلفة في التشغيل ، الطلب المتزايد عالميًّا على النفط سيكون له أثر إيجابي على مواصلة الشركات لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويرها .

    وأفاد التحليل في ختامه أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ساعدت على إحداث طفرة حقيقية في مستقبل صناعة النفط والغاز الطبيعي، من خلال عمل هذه التقنيات على تحسين جدول الإنتاج وتحسين السلامة وزيادة الكفاءة ومنع أعطال المعدات وتحسين عمليات الحفر وتحقيق الاستدامة البيئية، وما زالت التقنيات في طور التحديث والتطوير المستمر؛ مما سيجعل مستقبل تلك الصناعة مختلفًا تمامًا عما كان معتادًا عليه بالطرق التقليدية؛ ليُعاد تشكيل قطاع الطاقة بأكمله.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن