أوقفت وكالة ناسا جميع رحلات الفضاء المستقبلية لشركة بوينج بعد عطل مركبة ستارلاينر، مما أدى إلى ترك رواد الفضاء عالقين على متن محطة الفضاء الدولية دون العودة للأرض، وكشفت الوكالة هذا الأسبوع أن شركة SpaceX التابعة لإيلون ماسك ستصبح المرشحة الأوفر حظًا لإطلاق رحلات عام 2025، مما يجعل بوينج خارج الجدول الزمني تمامًا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تم اختيار SpaceX لإنقاذ رائدي الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور اللذين كانا على متن محطة الفضاء الدولية لمدة أربعة أشهر لتعيدهما إلى الأرض في فبراير المقبل، بينما كان من المقرر أن تستمر المهمة لمدة أسبوع تقريبًا.
وقالت وكالة ناسا، إن قرار إزالة بوينج كان للحصول على فهم أفضل لما حدث خطأ عندما فشلت المركبة الفضائية في مهمتها، والتي شهدت العديد من المشكلات خلال الرحلة التي استغرقت 24 ساعة إلى المختبر المداري في يوليو.
وكشفت وكالة ناسا: "سيتم تحديد توقيت وتكوين رحلة ستارلاينر التالية بمجرد التوصل إلى فهم أفضل لمسار بوينج نحو اعتماد النظام".
وأضافت الوكالة أن "هذا القرار سيتضمن اعتبارات لدمج الدروس المستفادة من اختبار رحلة الطاقم، والموافقات على منتجات الشهادة النهائية، والاستعداد التشغيلي".
ومن غير الواضح متى ستحصل بوينج على الشهادة اللازمة للسماح لستارلاينر بالتحليق بمهام مأهولة مرة أخرى.
وقالت الوكالة، إن ناسا تدرس خيارات مختلفة لشهادة نظام المركبة الفضائية، بما في ذلك فرصة لرحلة ستارلاينر محتملة في عام 2025، ولكن من غير المحدد أن هذه الرحلة قد يكون بها طاقم على متنها.
انطلق ويليامز وويلمور نحو محطة الفضاء الدولية على متن ستارلاينر التابعة لشركة بوينج في 5 يونيو، وكانت المركبة الفضائية، التي تم بناؤها وتطويرها باستخدام أكثر من 4 مليارات دولار، تعاني من تسرب الهيليوم ومشاكل الدافع في الأسابيع التي سبقت الإطلاق، وحتى في يوم الإطلاق.
نقلت مركبة ستارلاينر رائدي الفضاء بأمان إلى محطة الفضاء الدولية، ولكن بحلول الوقت الذي وصلت فيه، كانت قد تسربت المزيد من الهيليوم وفشلت خمسة من محركاتها الدافعة البالغ عددها 28.
كان من المقرر في الأصل أن يقضي ويليامز وويلمور ثمانية أيام فقط على متن محطة الفضاء الدولية، ولكن المشكلات الفنية التي لحقت بمركبتهما الفضائية أجبرتها على البقاء متصلة بمحطة الفضاء لمدة ثلاثة أشهر.
وخلال هذا الوقت، كان الخبراء على الأرض يناقشون ما إذا كان من الآمن لهم العودة إلى الوطن على متن ستارلاينر، وفي النهاية، عادت المركبة الفضائية إلى الأرض بدون طاقمها في 7 سبتمبر، تاركة ويليامز وويلمور عالقين على متن محطة الفضاء الدولية حتى فبراير 2025، وبحلول ذلك الوقت، سيكونان قد أمضيا ثمانية أشهر في الفضاء.