- 1.7 تريليون دولار حجم سوق الحوسية الهجين بحلول عام 2033 مقارنة 110 مليار دولار فى 2023
- التشفير ما بعد الكمومي .. الحوسبة الموفرة للطاقة .. الروبوتات متعددة الوظائف أهم التوقعات
كتب : محمد الخولي
أصدرت شركة " جارتنر " قائمتها لأول 10 توجهات استراتيجية في مجال التكنولوجيا والتي يتوجب على المؤسسات استطلاعها في عام 2025. واستعرض المحللون نتائجهم خلال مؤتمر جارتنر للرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات والتنفيذيين في قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي عقد.
من جهته قال جين ألفاريز، نائب الرئيس لشؤون التحليلات لدى جارتنر: "تشمل أهم التوجهات الاستراتيجية في قطاع التكنولوجيا لهذا العام المتطلبات والمخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والحدود الجديدة للحوسبة، والتناغم ما بين العنصر البشري والآلة. ومن شأن هذه التوجهات أن تساعد قادة تكنولوجيا المعلومات على رسم معالم مستقبل مؤسساتهم بواسطة الابتكار المسؤول والأخلاقي".
وشملت أول 10 توجهات استراتيجية في قطاع التكنولوجيا لعام 2025 ما يلي " الذكاء الاصطناعي الوكيل " تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي الوكيل وبصورة مستقلة بالتخطيط واتخاذ خطوات عملية من أجل تحقيق الأهداف المحددة من قبل المستخدم. ويقدم الذكاء الاصطناعي الوكيل وعوداً بقوة عاملة افتراضية قادرة على التقليل من أعباء العمل البشري وتعزيزه. وتتوقع جارتنر أن يتم اتخاذ نحو 15% على الأقل من قرارات الأعمال اليومية بصورة مستقلة من قبل ذكاء اصطناعي وكيل وذلك بحلول عام 2028، مقارنة بنسبة 0% في عام 2024. وستسهم قدرات هذه التكنولوجيا والمستندة إلى تحقيق الأهداف في تقديم أنظمة برمجيات أكثر قابلية للتكيف وقادرة على إتمام مجموعة متنوعة من المهام.
ويتمتع الذكاء الاصطناعي الوكيل بالقدرة على تحقيق رغبة الرؤساء التنفيذيين لشؤون تكنولوجيا المعلومات بزيادة الإنتاجية في جميع أرجاء المؤسسة. ويسهم هذا الحافز في دفع المؤسسات والمزودين إلى استطلاع وابتكار وترسيخ التكنولوجيا والممارسات المطلوبة لتقديم هذا النوع من الوكالة بطريقة مُحكمة وآمنة وموثوقة.
منصات حوكمة الذكاء الاصطناعي
تعتبر منصات حوكمة الذكاء الاصطناعي جزءاً من إطار عمل جارتنر الذي يجري تطويره لإدارة الثقة والمخاطر والأمن الخاص بالذكاء الاصطناعي (TRiSM)، والذي يمكّن المؤسسات من إدارة الأداء القانوني والأخلاقي والتشغيلي لأنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وتتمتع حلول التكنولوجيا هذه بالقدرة على إنشاء وإدارة وتنفيذ سياسات الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، إلى جانب شرح كيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وضمان الشفافية لبناء الثقة وتعزيز المساءلة.
وتتوقع جارتنر أن تواجه المؤسسات التي تقوم بنشر منصات شاملة لحوكمة الذكاء الاصطناعي نسبة أقل من الحوادث الأخلاقية بنحو 40% مقارنة بالمؤسسات التي لا تمتلك مثل هذه الأنظمة بحلول عام 2028.
الأمن المضاد للمعلومات المضللة
يعتبر الأمن المضاد للمعلومات المضللة فئة ناشئة من التكنولوجيا تميز بشكل منهجي ماهية الثقة، وتهدف إلى توفير أنظمة منهجية تضمن النزاهة وتقيم الأصالة وتمنع انتحال الهوية وتتبع انتشار المعلومات الضارة. وتتوقع شركة جارتنر أن يقوم نحو 50% من الشركات بحلول عام 2028 باعتماد منتجات أو خدمات أو ميزات مصممة خصيصاً للتعامل مع حالات استخدام الأمن المضاد للمعلومات المضللة مقارنة بأقل من 5% من الشركات في الوقت الحالي.
ومن المتوقع أن يؤدي التوافر واسع النطاق لأدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقدمها والتي يتم استخدامها في أغراض تخريبية، إلى زيادة عدد حوادث نشر المعلومات المضللة التي تستهدف الشركات، الأمر الذي قد يؤدي في حال عدم مواجهته بحزم إلى التسبب بأضرار جسيمة ودائمة لأي مؤسسة.
التشفير ما بعد الكمومي
يوفر التشفير بعد الكمومي حماية للبيانات والقدرة على مقاومة مخاطر فك تشفير الحوسبة الكمومية. ومع التطورات التي شهدتها الحوسبة الكمومية على مدار الأعوام الماضية، فمن المتوقع أن تنتهي العديد من أنواع التشفير التقليدي المستخدمة على نطاق واسع. ونظراً لصعوبة تبديل أساليب التشفير، لذلك يجب أن يكون لدى المؤسسات فترة أطول تتيح لها الاستعداد لحماية الأمور الحساسة والسرية.
وتتوقع شركة جارتنر أن تؤدي التطورات في الحوسبة الكمومية بحلول عام 2029 إلى جعل معظم أساليب التشفير التقليدي غير المتماثل غير آمنة للاستخدام.
الذكاء المحيطي غير المرئي
يتم دعم الذكاء المحيطي غير المرئي عبر مجموعة من العلامات وأجهزة الاستشعار الذكية الصغيرة ذات التكلفة المنخفضة للغاية والتي توفر إمكانية التتبع والاستشعار على نطاق واسع وبأسعار معقولة. وسيتيح الذكاء المحيطي غير المرئي على المدى الطويل، الدمج الأعمق لأدوات الاستشعار والذكاء في مجريات الحياة اليومية.
ومن المتوقع أن تركز الأمثلة المبكرة للذكاء المحيطي غير المرئي بحلول عام 2027 على حل المشكلات الفورية مثل فحص مخزون التجزئة أو الخدمات اللوجستية للبضائع القابلة للتلف وذلك من خلال تمكين التتبع والاستشعار الآني وبتكلفة منخفضة من أجل تحسين الكفاءة وإمكانية الاطلاع على الجوانب المختلفة للعمليات.
الحوسبة الموفرة للطاقة
يتجلى تأثير تكنولوجيا المعلومات على الاستدامة بطرق عديدة، وتمثل البصمة الكربونية الاعتبار الرئيسي لمعظم مؤسسات تكنولوجيا المعلومات خلال عام 2024. ومن المرجح أن تكون التطبيقات التي تعتمد على الحوسبة المكثفة مثل تدريب الذكاء الاصطناعي والمحاكاة والتحسين وتقديم الوسائط، المساهم الأكبر في البصمة الكربونية للمؤسسات نظراً لأنها تستهلك القدر الأكبر من الطاقة.
ومن المتوقع أن تشهد أواخر عشرينيات القرن الحالي ظهور العديد من التقنيات الجديدة للحوسبة مثل المسرعات البصرية والعصبية والمبتكرة والمصممة لمهام ذات أغراض خاصة مثل الذكاء الاصطناعي والتحسين، والتي ستستهلك مستويات أقل بكثير من الطاقة.
الحوسبة الهجينة
تواصل نماذج الحوسبة الجديدة ظهورها بما في ذلك وحدات المعالجة المركزية، ووحدات المعالجة الرسومية، ووحدات الحوسبة عند حافة الشبكة، والدارات المتكاملة الخاصة بالتطبيقات، وحوسبة التشكيل العصبي، والحوسبة الكمومية الكلاسيكية، ونماذج الحوسبة البصرية. وتجمع الحوسبة الهجينة بين آليات مختلفة للحوسبة والتخزين والشبكات بهدف إيجاد حلول لمشاكل حسابية. ويساعد هذا النمط من الحوسبة المؤسسات على استكشاف الجوانب المختلفة للمشاكل وإيجاد حلول لها الأمر الذي يساعد التكنولوجيا المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي على تقديم أداء يتجاوز الحدود الحالية للتكنولوجيا. وسيتم استخدام الحوسبة الهجينة لإنشاء بيئات ابتكارية تحولية عالية الكفاءة وتعمل بفعالية أكبر من البيئات التقليدية.
الحوسبة المكانية
تسهم الحوسبة المكانية في تعزيز العالم المادي رقمياً من خلال استخدام تقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، الأمر الذي يمثل المستوى التالي من التفاعل بين التجارب المادية والافتراضية. وسيساعد استخدام الحوسبة المكانية في زيادة فعالية المؤسسات خلال فترة الأعوام الخمسة إلى السبع المقبلة من خلال سير العمل المبسط والمستويات الأفضل من التعاون.
وتتوقع جارتنر أن تنمو الحوسبة المكانية لتصل إلى 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2033 مرتفعة عن الرقم المسجل في عام 2023 والبالغ 110 مليار دولار.
الروبوتات متعددة الوظائف
تتمتع الآلات متعددة الوظائف بالقدرة على أداء أكثر من مهمة واحدة، وستحل محل الروبوتات المخصصة للمهام والمصممة خصيصاً لأداء مهمة واحدة بشكل متكرر. وستسهم وظائف هذه الروبوتات الجديدة في تحسين الكفاءة وتحقيق عائد على الاستثمار بشكل أسرع، وتم تصميمها للعمل في عالم يوجد فيه عنصر بشري الأمر الذي يساعد بدوره في تسريع عمليات النشر وزيادة سهولة التطوير المستقبلي.
وتتوقع جارتنر أن يتفاعل 80% من البشر مع الروبوتات الذكية بشكل يومي بحلول عام 2030، في ارتفاع من النسبة الحالية التي تبلغ أقل من 10%.
تحسين القدرات العصبية
يساعد تحسين القدرات العصبية على تحسين القدرات الإدراكية البشرية باستخدام التكنولوجيا القادرة على قراءة نشاط الدماغ وفك تشفيره. وتقوم هذه التكنولوجيا بقراءة دماغ الشخص باستخدام واجهات الدماغ-الآلة أحادية الاتجاه أو واجهات الدماغ-الآلة ثنائية الاتجاه (BBMIs). وينطوي هذا التطور على إمكانيات ضخمة في ثلاثة مجالات رئيسية هي: رفع سوية مهارات الإنسان، والتسويق من الجيل التالي، والأداء. وسيسهم تحسين القدرات العصبية في تحسين القدرات الإدراكية، وتمكين العلامات التجارية من معرفة ما يفكر فيه المستهلكون وما يشعرون به، إضافة إلى تعزيز القدرات العصبية البشرية من أجل تحسين النتائج.
وتتوقع جارتنر أن يتم بحلول عام 2030 تحسين قدرات 30% من العاملين في مجال المعرفة بفضل تقنيات مثل واجهات الدماغ-الآلة ثنائية الاتجاه (BBMIs) (سواء كانت ممولة من قبل جهات العمل أو ممولة ذاتياً) للبقاء على صلة بانتشار الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل، وذلك في ارتفاع عن الرقم المسجل في عام 2024 والبالغ أقل من 1%.
وتسلط قائمة أهم التوجهات الاستراتيجية في مجال التكنولوجيا للعام الجاري الضوء على تلك التوجهات التي ستُحدث تغييرات جذرية وتتيح فرصاً فريدة للرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات وغيرهم من قادة تكنولوجيا المعلومات خلال الأعوام العشرة المقبلة. ويمكن لعملاء جارتنر الاطلاع على المزيد في تقرير جارتنر الخاص الذي يحمل عنوان: "أهم التوجهات الاستراتيجية في مجال التكنولوجيا لعام 2025".