كتب : باكينام خالد
أطلق بنك «جيه بي مورغان تشيس» تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع، مستهدفاً تعزيز الكفاءة وتحسين أداء العمل داخل أكبر بنك في الولايات المتحدة.
فإن أداة (LLM Suite)، والتي تُعد نظاماً للذكاء الاصطناعي التوليدي مطوراً خصيصاً لدعم العمليات الداخلية في البنك، أصبحت الآن متاحة لـ200 ألف موظف، فيما يبرز الرئيس التنفيذي جيمي ديمون كواحد من أبرز داعمي ومستخدمي التكنولوجيا الجديدة، ما أسهم في تسريع تبنيها عبر فرق العمل.
بدورها، قالت تيريزا هيتسينريثر، كبيرة مسؤولي البيانات والتحليلات والمسؤولة عن تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي للبنك، إن الأدوات الجديدة تمثل نقلة نوعية في طريقة العمل.
أضافت خلال حديثها في فعالية (Evident AI Symposium): «الهدف ليس فقط تحسين الكفاءة لدقائق معدودة، بل لإحداث تغيير جذري يوفر ساعات من الإنتاجية اليومية».
لاقى إطلاق الأداة ترحيباً واسعاً بين الفرق المختلفة، وأوضحت هيتسينريثر أن إدارة الثروات كانت السباقة في تبني الذكاء الاصطناعي عبر مشروع «مساعد مشترك» لدعم البنك الخاص، مضيفة: «عندما علم قسم الاستثمار بالمشروع، طالب بالمشاركة فوراً».
بدوره، قدم البنك لتعزيز عملية التبني جلسات تدريبية مكثفة، إلى جانب الاعتماد على «المستخدمين المتميزين»، وهم مجموعة من الموظفين الأكثر مهارة واهتماماً، الذين يساعدون زملاءهم في فهم واستخدام التقنيات الجديدة بشكل فعال.
لا يزال البنك، رغم النجاح المبكر يواجه تحديات في التغلب على مقاومة بعض الموظفين لاستخدام التكنولوجيا الجديدة.
وأكدت هيتسينريثر ضرورة معالجة هذه المقاومة بشكل استباقي،كلما تمكنّا من إشراك هؤلاء الموظفين مبكراً، قلّت شكوكهم تجاه التكنولوجيا، وزادت قدرتهم على رؤية كيف يمكن أن تعزز وظائفهم بدلاً من أن تهددها».
وضربت مثالاً بمطور برمجيات يستخدم الذكاء الاصطناعي لتسريع كتابة حالات الاختبار، قائلة: «عندما يدرك الموظف أن الأداة تضيف قيمة لعمله بدلاً من أن تستبدله، يصبح أكثر تقبلاً لها».
بحلول العام المقبل، تأمل هيتسينريثر أن يتمكن كل موظف من الاستفادة من مساعد شخصي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مصمم خصيصاً لدوره الوظيفي.
من جانبها، أوضحت سوميترا غانيش، عضو فريق أبحاث الذكاء الاصطناعي في البنك، أن تحقيق هذا الهدف يتطلب المزيد من العمل في المرحلة التجريبية الحالية، مؤكدة أن الالتزام بضمان دقة وموثوقية هذه الأنظمة أمر بالغ الأهمية في قطاع يخضع لتنظيم صارم مثل الخدمات المالية.
وقالت جانيش: «حالياً، نحن بحاجة إلى وجود خبير يشرف على مخرجات الذكاء الاصطناعي لضمان جودتها، آملة أن تصل إلى مرحلة تُستخدم فيها الأنظمة بثقة وبدون إشراف مكثف، تماماً مثل نزع عجلات التدريب عن الدراجة».