كتب : غادة حلمي
بالتزامن مع تسارع وتيرة اعتماد الذكاء الاصطناعي والتهديدات السيبرانية، أوضح 8 من أصل 10 من قادة الأمن الإلكتروني في الشرق الأوسط أن الممارسات المطبقة في مجال الأمن السيبراني تحتاج إلى تحديث وتطوير. وأظهرت بيانات استطلاع "حالة تكنولوجيا المعلومات" الأخير من سيلزفورس وجود إجماع تامّ حول التفاؤل بخصوص وكلاء الذكاء الاصطناعي، حيث أشار 100% من قادة الأمن السيبراني في الشرق الأوسط إلى قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي على تحسين جانب واحد على الأقل من جوانب القلق المتعلق بالأمن.
وعلى الرغم من هذا التفاؤل، إلا أن الدراسة العالمية التي شملت أكثر من 2,000 من قادة الأمن الإلكتروني في المؤسسات من أكثر من 24 دولة، بيّنت وجود تحديات كبيرة على صعيد النشر في المستقبل. وأعرب 48% من قادة الأمن الإلكتروني عن قلقهم من أن الأساس البياني لديهم غير مهيّأ بعد بالشكل الكافي لتحقيق أقصى فائدة ممكنة من الذكاء الاصطناعي الوكيل، في حين لا يشعر 55% بثقة كاملة بأن لديهم الضوابط الوقائية المناسبة لنشر وكلاء الذكاء الاصطناعي.
ويعتمد المختصين المكلّفين بحماية بيانات وأنظمة الشركات والجهات التخريبية التي تسعى لاستغلال الثغرات، على حد سواءً وبشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي ضمن أدواتهم. ويسهم وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلون في تقليل الأعباء اليدوية على فرق الأمن، ما يسمح للعنصر البشري بالتركيز على حل المشكلات الأكثر تعقيداً. لكن وبالرغم من ذلك فإن نشر الذكاء الاصطناعي الوكيل يتطلب بنية تحتية قوية للبيانات وحوكمة رشيدة للبيانات لضمان النجاح.
من جهته قال محمد الخوتاني، نائب الرئيس الأول والمدير العام في منطقة الشرق الأوسط لدى سيلزفورس: "يشكل تقرير حالة تكنولوجيا المعلومات الأخير مصدراً للتفاؤل والقلق في آن معاً، فعلى الرغم من أن نتائج البحث تسلط الضوء على ثقة المؤسسات في الشرق الأوسط في قدرة الذكاء الاصطناعي الوكيل على تحسين الجوانب الأساسية لعملياتها وإجراءاتها، إلا أنها تكشف في الوقت ذاته عن مجموعة من المخاوف الكبيرة التي يجب معالجتها. ولم يعد خافياً أن الكثير من قادة الأمن الإلكتروني يشعرون بالقلق إزاء عدة قضايا ومن ضمنها مدى جاهزية بنية البيانات لمؤسساتهم لاعتماد الذكاء الاصطناعي، ومدى كفاءة الضوابط الوقائية لديهم لنشر وكلاء الذكاء الاصطناعي، ناهيك عن التحديات المحتملة المرتبطة بالامتثال التنظيمي والناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي. وفي ظل هذه المخاوف، يتعين على المؤسسات في الشرق الأوسط التعاون مع شريك موثوق مثل سيلزفورس بما يمكنها من توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي الوكيل بسرعة وكفاءة وبشكل أخلاقي".
وبالإضافة إلى قائمة المخاطر المألوفة مثل تهديدات أمن السحابة والبرمجيات الخبيثة وهجمات التصيد الإلكتروني، أصبح قادة تكنولوجيا المعلومات يشيرون الآن إلى ما يُعرف باسم "تسميم البيانات" -حيث تقوم الجهات التخريبية باختراق مجموعات بيانات التدريب الخاصة بالذكاء الاصطناعي- على أنها أحد أبرز مصادر القلق. ويأتي ذلك بالتوازي مع زيادة الموارد المخصصة للتعامل مع هذه التحديات، حيث تتوقع 75% من المؤسسات زيادة ميزانيات الأمن السيبراني خلال العام المقبل.
وعلى الرغم من أن 80% من قادة الأمن الإلكتروني يعتقدون أن وكلاء الذكاء الاصطناعي يوفرون فرصاً لتعزيز الامتثال في جوانب متعددة مثل تحسين الالتزام بقوانين الخصوصية العالمية، إلا أن 79% منهم تقريباً يرون أن هذه التكنولوجيا تفرض كذلك تحديات تنظيمية يجب التعامل معها. ويُعزى ذلك جزئياً إلى البيئة التنظيمية التي تتزايد مستويات تعقيدها وتطورها في مختلف المناطق الجغرافية والقطاعات، إلى جانب اعتماد عمليات الامتثال الحالية إلى حد كبير على أساليب غير مؤتمتة ما يجعلها عرضة للأخطاء.
فقط 47% من المؤسسات واثقة تماماً من قدرتها على نشر وكلاء الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع اللوائح والمعايير التنظيمية كما ان 83% من المؤسسات تقول بأنها لم تقم بأتمتة عمليات الامتثال لديها بشكل كامل بعد.