كتب : وائل الجعفري
يتمتع ماتيو-سيدرون بخبرة واسعة في التعاون مع نخبة من أكبر الشركات العالمية في مجالات استراتيجيات البيانات والذكاء الاصطناعي، وهو يعتقد بأن العديد من المؤسسات قد تسبق الخطوات العملية بالهيكل التنظيمي، إذ يرى أن غياب بنية تحتية متماسكة لإدارة البيانات، وضعف الحوكمة، وغياب التنسيق الداخلي، كلها عوامل تجعل من تعيين رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي (CAIO) خطوة غير كافية لتحقيق نتائج ملموسة. ومن خلال متابعته المباشرة، بات يلمس بوضوح أن نجاح الذكاء الاصطناعي المؤسسي مرهون بأسس تقنية وتنظيمية راسخة، وأن غياب هذه الركائز يزيد من احتمالية تعثر مشاريع الذكاء الاصطناعي.
فيما يلي أبرز المحاور التي يمكن للسيد ماتيو-سيدرون التطرق إليها خلال المقابلة:
الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي مقابل الرئيس التنفيذي للبيانات: من المسؤول الحقيقي؟ في ظل تزايد تعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي بالتوازي مع استمرار دور رؤساء البيانات، أو حتى استبدال المسميات الوظيفية دون تغيير فعلي في المهام، تجد بعض الشركات نفسها أمام هيكل قيادي مبهم قد يؤدي إلى تضارب في المسؤوليات، وازدواجية في الأولويات، ما يُعيق التقدّم في مبادرات الذكاء الاصطناعي ويُضعف من وضوح المساءلة.
البنية التكنولوجية القديمة تُقيّد مسيرة الذكاء الاصطناعي: رغم سعي مجالس الإدارة إلى تبنّي استراتيجيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، فإن فرق تقنية المعلومات ما تزال تُعاني من عبء إدارة بيانات متفرقة ونظم قديمة لا تواكب متطلبات الذكاء الاصطناعي. وبدون بنية تحتية موحّدة وحديثة لإدارة البيانات تتيح رؤية شاملة لدورة حياة البيانات وجودتها، فإن تدريب نماذج دقيقة أو توسيع نطاق التحليلات يبقى أمراً بالغ الصعوبة، حتى في ظل توفر الكفاءات.
القيمة الحقيقية للرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي تكمن في الترجمة الاستراتيجية، لا في التخصص التقني: يتنامى توجه الشركات نحو تعيين رؤساء للذكاء الاصطناعي من خلفيات غير تقنية. فالفعالية القيادية في هذا المجال لا ترتبط بالضرورة بالمؤهلات الفنية العميقة، بل بالقدرة على ترجمة إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى قيمة استراتيجية حقيقية، وربط طموحات مجالس الإدارة بواقع التنفيذ العملي.
يسعدني معرفة ما إذا كانت هذه المقابلة تندرج ضمن اهتماماتكم التحريرية، وسأكون على أتم الاستعداد لتنسيق موعد مناسب مع السيد فرانسيسكو ماتيو-سيدرون.