لعبة الحياه

  • بقلم : أحمد علام 

    حقيقه لا مراء فيها ولا جدال وجودك فى هذه الحياه وإشتراكك فى لعبه سواء شئت أم أبيت بمستوى من المستويات المتباينه وليس لك إلا أن تعترف أمام نفسك أنك لاعب أساسى فى ذلك المضمار ، فلن يلعب أحد بدلا منك ولن تستطيع الإنسحاب وإلغاء دورك أو تغيير المستوى للعب إلا بعد إستيفاء دورك كاملا وإنكشاف نتيجة لعبك بذلك المستوى لتنتقل منه إلى مستوى أعلى أو أدنى ،فكلما زاد المستوى زادت الإثاره والتشويق وتعاظمت النتيجه حيث أنه فى لحظة دخولك اللعبه أنت لم تختار المستوى بل جذبك المستوى إليه كالمغناطيس لتوافق شفرتك الخاصه معه الجامعه لكل إمكانياتك وقدراتك وبالتالي ليس لك خيار بالمستوى ولكنك دفعت إليه دفعا من بين اّلاف المستويات وتنفرد اللعبه بميعاد توقفها نهائيا بالنسبه لك فقط أو الإعلان الرسمى لدخولك بمستوى اّخر وذلك لا يحدث إلا عند إطلاق صافره باللعبه تشير إلي تغير شفرتك الخاصه التى تستوجب تغيير المستوى .

    وجملة ما تريد أن تقوله اللعبه أن الشروط المنشورة للإرتقاء بالمستوى "إثنين" أولها رضا الإنسان بهذا المستوى كاملا بداية من وقت ميلاده ووالديه وإسمه وشكله ومدرسته وبيئته ومواصفات جسمه وقدراته الذهنيه وحالته الصحيه وعمله ومركزه و زوجته و أولاده وأقاربه ومعدل دخله وذلك الرضا لا يصلح أن يكون مفتعلا وغير حقيقى حيث أن اللعبه بها جهاز كشف الكذب على أحدث ما يكون . ومن ثم لا مفر إلا أن يكون الرضا نابع من القلب صادقا مسلما تماما بكل مؤهلات المستوى بلا ضجر أو إمتعاض أو تأفف ، وأشد العلامات قوه لوجود الرضا هى التعامل بحب ومودة وسعادة بكل ظروف المستوى فإنه يرتمى بنفسه فيها حتى يلامس القاع ولسان حاله يقول أنا ذلك المستوى والمستوى هو أنا فلا أنفك عنه ولا ينفك عني فهو يفخر به رافعا رأسه فتنطلق صافره معلنه وصوله إلى خمسين نقطه بذلك المستوى .

    ويتعالى صوت الشرط الثانى والأخير للإرتقاء بالمستوى فى اللعبه وهو التفكير الدائم المستمر وإعمال الذهن فى كل تفصيلات المستوى لتحسين صورته ،معاملته مع غيره، طريقة أدائه لعمله وعلاقته مع خالقه ،معدل دخله ،علاقته مع زوجته ووالديه وأولاده وأقاربه، أسلوب عمله ، صحته ،وقته ، كلماته ،إستعداده للخير والتقدم ، القراءه والعلم ،وطنه ، دينه ، نظافته ، إحترامه للنظام ، الأدب ، تذوقه للفن ، معاملته مع الحيوان ، إحترامه للمرأه ،تقديره للاّخر مهما كان مختلفا معه وبذلك يعيد برمجة عقله من جديد لإعادة تقنية ما يصلح ولا يصلح لتطوير ما يحتاج إلى تطوير بما يتناسب مع الإرتقاء لمستوى أعلى ويتبع التفكير إنطلاق الإرادة لترجمتها إلي عمل ومن ثم تنطلق صافرة اللعبه معلنة الوصول إلى درجه مائه وبذلك ينتقل الإنسان إلى المستوى الأعلى بعد ما حقق شرطى اللعبه للإرتقاء .

    هنا تبلغ الحياه ذروة القوه والجمال حيث أن من الممتع أن يكشف الإنسان الستار عن كنه هذا المعنى الجميل وهو الإرتقاء المستمر بالمستوى وذلك ما يجب أن يملك عنان خواطرنا فالدقة بأيدينا تماما فإما أن ترتقى بمستوى اللعبه أو تهبط بالمستوى الأدنى وتلك النقطه لا تدانيها شئ فى الأهميه فهى تؤثر أكبر الأثر فى حاضرنا ومستقبلنا فلا يملك أحد تغيير صورة المستوى فى عينيك إلا أنت لتحيا بسعاده داخليه وسلام نفسى ولا تسمح لغيرك أن يقتحم عالمك الخاص أو يهدم قصرك الهادئ الذى يسلط العقل نوره عليه ويحرق به الكلمات المترهله التى لا تبعث إلا على الكسل والفشل فى اللعبه لتطرد منها بقلب مكلوم ونظره حاسره لسان حالها ياليتنى تشربت الوعى بشروط اللعبه ولم أمنح عقلى لكل من هو زرعن فوضوي لم أستعير منه إلا الصلف و الغطرسة لتنفك بها عروة عقلى وإيمانى بشروط اللعبة ،ومن ثم تقتضى الحكمه فورا إستدعاء الوعى باللعبه وشروطها وإستحضار روح اللاعب الماهر المثابر الواعى باللعبه وشروطها وتلك هى لعبة الحياه .

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن