أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، منتصف فبرير 2020، أول تجربة لمحاكاة الحياة في الفضاء الخارجي، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تطوير علوم الفضاء والوصول بها إلى الريادة عربيًا.
وفتح مركز محمد بن راشد للفضاء باب التسجيل للمشاركة في التجربة العالمية، التي تشارك فيها دولة الإمارات، كجزء من سلسلة تجارب مشروع البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة المعروف باسم سيروس20/21.
ويُعقَد مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء، الذي يستمر 8 أشهر، في المجمع التجريبي الروسي الخاص بأبحاث الفضاء في العاصمة الروسية موسكو، في إطار برنامج المريخ 2117، الرامي إلى بناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول العام 2117
ويمثل فتح باب التسجيل، فرصة لشباب دولة الإمارات، للمشاركة في إحدى أكثر التجارب العلمية تشويقًا، فهي متاحة لجميع التخصصات العلمية، وستصبح اللبنة الأولى لتصميم مهام فضائية مستقبلية وتنفيذها، وترسم خارطة طريق لاستكشاف المريخ والكواكب الأخرى، مع إسهامها في تطوير القدرات المحلية. وتتضمن التجربة دراسة تأثير العزلة والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات، عن يوسف الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن «مشاريع المحاكاة لها دور رئيس في مجال استكشاف الفضاء واستيعاب مختلف الجوانب المتعلقة به، وتساعد العلماء على تطوير آليات وتقنيات فعالة لتنفيذ مهام مستقبلية تخدم البشرية. واليوم؛ نقول لكل شاب إماراتي طموح لديه شغف بالعلوم، ويأمل أن يكون جزءًا من هذه الجهود العالمية، إن الفرصة متاحة أمامك اليوم لتصنع فرقًا وتكلل شغفك بالمساهمة في تشكيل مستقبل علوم الفضاء.»
وقال الشيباني «في مركز محمد بن راشد للفضاء، نبحث باستمرار عن فرص جديدة لتطوير إمكانياتنا المحلية في مجال علوم الفضاء وإشراك الشباب الإماراتي لنصل إلى الهدف الاستراتيجي المتمثل في جعل دولة الإمارات مركزًا عالميًا لعلوم الفضاء، وتنفيذ المشروع الإماراتي الطموح ببناء أول مستوطنة بشرية على سطح كوكب المريخ.»
وللتسجيل في التجربة اشترط المركز، أن يكون المتقدم مواطنًا إماراتيًا، عمره بين 28 و55 عامًا، ومتقنًا للغة الإنجليزية، والأفضلية للمتخصصين في مجالات الفيزياء والأحياء والطب الشرعي وعلم النفس وهندسة الميكانيكا وتقنية المعلومات والإلكترونيات.
وتقيم طلبات المتقدمين، لجنة متخصصة، لاختيار المرشحين الأنسب، عقب المقابلات الشخصية، ثم إخضاعهم لاختبارات، قبل اختيار أعضاء الفريق النهائي المشارك في تجربة سيروس20/21، ليحمل الفريق اسم مجموعة الطاقم رقم واحد. وسيخضع الفريق لاختبارات سلوكية ونفسية تساعد في إيجاد أجوبة حول تأثير بيئة الفضاء المنعزلة على الإنسان، للاستفادة منها في تصميم وتنفيذ المهام المستقبلية لإرسال مهمات استكشاف فضائية مأهولة.
ومن شأن تجارب المحاكاة، مساعدة العلماء في تطوير آليات خاصة لاتخاذ تدابير مضادة تساعد البشر على مواجهة مخاطر قد يواجهونها في الفضاء، واختبار تقنيات جديدة مصممة للاستخدام في بيئة الفضاء القاسية. ويمكن للمهتمين بالمشاركة في التجربة التواصل مع مركز محمد بن راشد للفضاء