ضغوط بيعية تركزت في أسهم التكنولوجيا

  • بقلم : احمد عسيري

    المحلل الاستراتيجي للابحاث في  Pepperstone

     

    تراجعت الأسهم الأميركية بوضوح في جلسة الأمس ، إذ أغلق مؤشر S&P 500  منخفض بنسبة 1.2%، بينما خسر ناسداك 100 اكثر من 2%  في ظل ضغوط بيعية تركزت في أسهم التكنولوجيا وشركات النمو بعد موجة الارتفاعات قوية خلال الفترة الماضية. حالة التراجع هذه تعكس رغبة المستثمرين في جني الأرباح وظل القلق من ارتفاع التقييمات التي اظهر المستثمرون حساسية من الامال المستقبلية المسعرة بالفعل.

    في المقابل ، تظهر مؤشرات التداول أن السوق لا يزال متماسك على المستوى العام رغم الهبوط ، إذ لم تصاحب التراجعات تدفقات كبيرة خارجة من الصناديق الاستثمارية أو ارتفاع مخيف في مؤشرات التقلب ، ما يشير إلى أن ما يحدث أقرب إلى عملية تراجع صحية مؤقتة بعد مرحلة من الزخم الصعودي.

    التأثيرعلى السوق السعودي

    الرياح المعاكسة للتقييمات المرتفعة في وول ستريت قد تمتد نحو السوق السعودية. فرغم النتائج القوية لأرامكو وتحسن أسعار النفط  الجانبية إلى منتصف الستينات للبرميل ، إلا أن موجة التراجع الأخيرة في الأسهم العالمية في جلسة الامس كشفت عن حساسية خاملة في مستويات التقييم المرتفعة التي لم تختبر منذ فترة. هذه الموجة ، وهي الأكبر منذ مطلع أكتوبر ، قد تفرض ضغوط بيع محدودة على تاسي نتيجة الترابط الكلي بين الأسواق.

    ورغم أن السوق المحلية لم تستفد من زخم الذكاء الاصطناعي الذي يقود أسواق وول ستريت ، إلا أن الحذر الحالي يأتي بعد استيعاب محفزات سابقة مثل زيادة ملكية المستثمر الاجنبي فوق 49% والتي أسيء تفسيرها. التراجع خلال الايام الماضية بنحو 3.5% يعكس إعادة تسعير واقعية أكثر من كونه ضعف في الأساسيات. هذا السياق يعيد التأكيد على أهمية تنويع المحافظ الاستثمارية نحو الأسواق الدولية ، فالتباين في الدورات الاقتصادية وطبيعة المحفزات يعظم منافع التنويع ويحد من تقلبات العوائد على المدى المتوسط والطويل.

    باختصار، الأسواق الأميركية تعيش لحظة إعادة توازن بين التفاؤل السابق والمخاوف الجديدة. ومع دفاع المشترين المرتقب عن المستويات المحورية في الأصول ، يبدو أن الأسواق تمر بمرحلة إعادة تموضع طبيعية أكثر من كونها بداية انعكاس في الاتجاه العام.

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن