-78% من الأعضاء لاحظوا تحسّنًا في أداء مجالسهم، في حين 5% منهم فقط يمتلكون خططاً مكتملة لتبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، و40% من المجالس لا تتضمّن تمثيلاً نسائياً.
كتب : محمد عصام
أصدر معهد أعضاء مجالس الإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالشراكة مع شركة هيدريك آند ستراجلز، المراجعة التاسعة لفاعلية مجالس الإدارة، والتي أظهرت أن 78% من الأعضاء لاحظوا تحسناً في أداء المجالس، ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات جوهرية في مجالات الإلمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التنوع بين الجنسين، إضافة إلى متابعة المخاطر الجيوسياسية. وتأتي هذه المراجعة في ظل تسارع وتيرة التحوّل في اقتصادات دول الخليج، ما يزيد من الضغوط على مجالس الإدارة في المنطقة لمواكبة متطلبات المرحلة الراهنة.
وتقدم مراجعة عام 2025 نظرة شاملة ومعمقة حول تطور مجالس الإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بناءً على استطلاع آراء 193 عضواً من أعضاء مجالس الإدارة والمديرين التنفيذيين، بالإضافة إلى 14 مقابلة سرية متخصصة. وتستند هذه المراجعة إلى الإطار المعياري الذي وضعه معهد أعضاء مجالس الإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي لقياس فاعلية مجالس الإدارة، والذي يغطي ثمانية أبعاد رئيسية للحوكمة المؤسسية، تتضمن: تركيبة المجلس، وكفاءات الأعضاء، والأخلاقيات المهنية، وآليات التقييم، والثقافة المؤسسية.
في هذا السياق، قال جون غوليفر، الرئيس التنفيذي لمعهد أعضاء مجالس الإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي: "تمضي مجالس الإدارة في دول الخليج اليوم إلى ما هو أبعد من الالتزام لتتبنى نهج الرعاية المؤسسية، مع التركيز على الغاية والمرونة وتحقيق القيمة طويلة الأمد. ومن المشجّع أن 78% من المشاركين أشاروا إلى تحسّن في الأداء. ومع ذلك، فإن المرحلة المقبلة تتطلب تركيزًا أكبر على تطوير الاستراتيجية، وتسريع اكتساب المهارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التنوع والتجديد في ممارسات المجلس، وذلك ضمن إطار حوكمة قائمة على الغاية. ومع وجود حدود واضحة لعملية الحوكمة وأجندات تحمل رؤى مستقبلية، ستكون المجالس قادرة على قيادة الفصل القادم من التحول في المنطقة."
هذا وتكشف نتائج المراجعة عن ملامح منطقة تشهد مرحلة انتقالية مهمة، حيث أصبحت مجالس الإدارة أكثر استراتيجية ومرونة في عملياتها. إلا أنها تفتقر إلى الجاهزية الكافية لمواجهة التحديات المعقدة والقوى المؤثرة، مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقلبات في المشهد الجيوسياسي العالمي.
من جهتها، قالت مليحة جيلاني، الشريكة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة هيدريك آند ستراجلز: "إن أقوى المجالس التي نتابعها هي تلك التي تعيد موازنة أجندتها، لتولي المزيد من الاهتمام بالاستراتيجية ورأس المال البشري، جنبًا إلى جنب مع تعزيز احترافية تركيبة المجلس، وعمليات التقييم، وتعاقب الموظفين. ومع ذلك، فإن 32% فقط يقرّون بوجود عمليات رسمية للاختيار، والاستقطاب، والتقييم، والتطوير، والاستبعاد، بينما أشار 67% إلى أن مجالسهم تفتقر إلى خطط تعاقب رسمية للموظفين – وهذه أدوات أساسية مهدرة كان من الممكن أن تعزز الأداء، والمساءلة، والمرونة. إنها فرصة مهمة أمام مجالس الإدارة لترسيخ هذه الممارسات."
بدوره، قال ماركوس فيسنر، الشريك الإداري الإقليمي في هيدريك للاستشارات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط والأسواق الناشئة: "بالرغم من أن قضايا الإشراف على الذكاء الاصطناعي باتت حاضرة على أجندات المجالس، إلا أن التعامل معها لا يزال محدودًا؛ إذ أشار 5% فقط إلى امتلاكهم خطة متكاملة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، في حين يرى 59% أن مجالسهم لا تخصص وقتًا كافيًا لفهم الذكاء الاصطناعي التوليدي والاستفادة من أدواته، ولا تتجاوز نسبة من يشعرون بالثقة تجاه انعكاساته الاستراتيجية 14%. وفي الوقت ذاته، تتصاعد المخاطر الجيوسياسية بسرعة على أجندات المجالس، لكن 15% فقط لديهم إطار متكامل لإدماج هذه المخاطر في قراراتهم الاستراتيجية. لذا، يحتاج رؤساء المجالس إلى تبني تخطيط منظم قائم على سيناريوهات واضحة، وتسريع عملية بناء القدرات، وفي بعض الحالات، رفد مؤسساتهم بخبرات جديدة".
لمحة عامة عن النتائج الرئيسية:
فعالية مجلس الإدارة في تحسّن: 78% أفادوا بأنّ الأداء شهد تحسناً كبيراً خلال العامين الماضيين.
الإستراتيجية لا تحظى بالأولوية الكافية: 83% يرغبون في أن يخصّص مجلس الإدارة المزيد من الوقت لصالح الإستراتيجية؛ حيث لا تزال أجندات الشركات تميل نحو الامتثال والأداء السابق.
استمرار الفجوات في تكوين أعضاء مجلس الإدارة وتجديدهم: 32% فقط يتمتّعون بمسارات رسمية لدورة حياة المديرين؛ 67% يفتقرون إلى خطط تعاقب الموظفين.
الإشراف على الذكاء الاصطناعي سطحي: 63% يفتقرون إلى إستراتيجية محدّدة للذكاء الاصطناعي؛ 5% فقط لديهم خطة تبنّي كاملة؛ 14% يشعرون بالثقة في تأثير الذكاء الاصطناعي الاستراتيجي.
المخاطر الجيوسياسية تتزايد: 40% يعتبرون عدم الاستقرار الإقليمي قضية رئيسية؛ 15% فقط لديهم إطار عمل رسمي للإشراف.
التنوّع بين الجنسين في بداياته: 40% من مجالس الإدارة لا تضم أي نساء؛ 6.8% فقط من الشركات المدرجة في البورصة تضم نساء في مجالس إدارتها؛ ومع ذلك، انخفضت العقبات الثقافية المتصورة التي تحول دون تعيين النساء من 33% في العام 2023 إلى 28% في العام 2025.
إلى ذلك، يشير التقرير إلى حدوث تحول من الامتثال التقليدي نحو حوكمة حديثة ومرنة، قادرة على مواكبة الاضطرابات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، والتقلبات الجيوسياسية، وتغير توقعات أصحاب المصلحة. وقد أبرز المديرون تزايد الحاجة إلى خبرات في مجالات التفكير الاستراتيجي (48%)، والتمويل (17% مقارنة بـ 6% سابقًا)، وإدارة الأداء (32% مقابل 21% سابقًا)، بالإضافة إلى المعرفة القانونية والتنظيمية وإدارة المخاطر. ويعكس ذلك إعادة تقييم شاملة لقدرات مجالس الإدارة في مختلف أنحاء المنطقة، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة.








