أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، حديثًا، أول محطة تبريد ذكية تراعي البيئة في العالم، في إمارة دبي، في خطوة لدعم استراتيجيتها لتطوير المدن الذكية المستدامة.
وتخدم المحطة الجديدة، المُصنَّفة ضمن محطات الجيل الثالث، 52 مبنى في منطقة جميرا في إمارة دبي، بطاقةٍ تصل إلى 38 ألف طن تبريد، ضمن خطة لرفع العدد إلى 82 مبنًى خلال العام الحالي، بطاقة تبريد إجمالية تصل إلى 49 ألف طن تبريد.
وأعلنت مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي (إمباور) بالتزامن مع استمرار فعاليات شهر الإمارات للابتكار، عن إطلاق المحطة الجديدة ذاتية التشغيل، التي تتمتع بمزايا مراعية للبيئة، من خلال الاعتماد على نظام تخزين للطاقة الحرارية يخفف الضغط على شبكة الكهرباء، واستخدام مياه الصرف المُعالَجة للحفاظ على الموارد الطبيعية.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات، عن أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي، أن «المحطة الجديدة الأولى من نوعها على مستوى العالم، ستكون ضمن سلسلة محطات ذاتية التشغيل، تخطط المؤسسة لتشييدها، لتلبية الطلب المتزايد على خدمات التبريد الصديقة للبيئة. وهي مزودة بأحدث تقنيات أنظمة تبريد المناطق والذكاء الاصطناعي لمراقبة وتعديل تدفق المياه وكمياتها من وإلى محطة التبريد، من خلال نظام تقنية تخزين الطاقة الحرارية، ما يساعد على تخفيف العبء على شبكة الكهرباء خلال ساعات الذروة، مع استخدام مياه الصرف المُعالَجة.»
وقال بن شغفار إن «الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في قطاع تبريد المناطق يسهم في تخفيض تكاليف التشغيل السنوية، ويعزز كفاءة الاستخدام للمنشآت. هذه المحطات تهدف إلى توفير أكبر قدر من الطاقة ومواكبة الطلب المتزايد على خدمات التبريد الصديقة للبيئة التي تلعب دورًا مهمًا في مكافحة التغير المناخي، إيمانا منا بأهمية المساهمة في المحافظة على بيئة آمنة وصح
وتعمل دولة الإمارات على مواكبة أحدث التطورات التقنية العالمية وتعزيز اقتصاد المعرفة بما يتواءم واستراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، إذ حلت حديثًا، في المرتبة الأولى عربيًا والـ19 عالميًا في مؤشر استعداد الحكومات للذكاء الاصطناعي للعام 2019. ويأتي الترتيب المتقدم لدولة الإمارات، ثمرةً لتطبيق ومساعي الدولة للتحول إلى مدنٍ ذكية تُحقق التنمية المستدامة لأجيال المستقبل. وتشير تقارير محلية إلى أن الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، سجل نموًا وصلت نسبته إلى 70% منذ العام 2015.
وذكرت إمباور إن المحطة الجديدة مُصممة وفقًا لأعلى المعايير العالمية في إنشاء وتصميم المباني، مع مراعاة معايير الأبنية الخضراء المستدامة والتطورات العمرانية الحديثة لإمارة دبي، فضلًا عن المظهر العام للمنطقة والشكل الخارجي للمباني. مع ربطها بمركز التحكم الذكي سي سي سي، المعتمد على استخدام نظام سكادا المتقدم الذي يتيح قراءة مليونين من البيانات المتعلقة بأبراج التبريد والمبردات والمحولات وإمدادات المياه.
ويساهم استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التبريد، في تخفيض تكاليف التشغيل السنوية للشركات وتعزيز كفاءتها، بما يتواءم وتوجه دولة الإمارات الرامي إلى أن تساهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بنسبة تصل إلى نحو 35% من الناتج المحلي الإجمالي في مختلف القطاعات الاقتصادية بحلول العام 2030.
ويأتي المشروع في إطار استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 التي تهدف إلى خفض استهلاك الطاقة والمياه بنسبة 30% بحلول العام 2030، وخطة دبي 2021 بأن تصبح مدينة ذكية ومستدامة ذات عناصر بيئية نظيفة وصحية ومستدامة. فضلًا عن تماشيه مع استراتيجية الإمارات للطاقة.
استراتيجية الإمارات للطاقة
وأطلقت دولة الإمارات، في العام 2017، استراتيجيتها للطاقة 2050، الرامية إلى تحقيق توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية، بما يضمن بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات. وتهدف الاستراتيجية إلى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في دولة الإمارات من 25% إلى 50%، وتحقيق توفير يصل إلى نحو 700 مليار درهم حتى 2050