بقلم : خالد حسن
لاشك أن أحد أهم تحديات الرقمنة هو المعدل البطيء للاعتماد على الحلول التكنولوجية سواء من جانب الأفراد أو مؤسسسات الأعمال أو الجهات الحكومية. إذ للأسف ما زال هناك من يعتقد أن " الرقمنة " هي نوع من الرفاهية من الجيد الحصول عليه ولكن ليس ضروريا في الوفت الحالي، وربما في المستقبل !
وبالطبع فإن تداعيات جائحة فيروس " كوفيد – 19 " اثبتت للجميع ، وبما لا يدع مجالا للشك أن عملية التحول الرقمي كان يفترض القيام بها أمس قبل اليوم وكان علينا السير بمعدلات أكبر وأسرع فى تبني الحلول التكنولوجية بما كان يعني تحملنا استثمارات أقل وجني ثمار أكثر في الوقت الحالي وهو ما يخلق تحديا كبيرا أمام الجميع بضرورة تحقيق قفزات نوعية في عملية التحول الرقمي .
ولعل معرض ومؤتمر القاهرة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات " Cairo ICT 2020 " هو الحدث المحلي الوحيد ، على ما تسعفني الذاكرة ، الذي استضاف مجلس الوزراء بالكامل تقريبا ضمن فعالياته من خلال تواجد ومشاركة السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ونحو 14 وزيرا " منهم وزير الدفاع ، النقل ، الاتصالات، الإنتاج الحربي، التربية والتعليم ، التعليم العالى ، الكهرباء ، التجارة والصناعة، المالية، والبترول ، والتخطيط والتنمية الاقتصادية ، العدل ، قطاع الأعمال والسياحة والآثار " وهو بالطبع ما يحمل الكثير من الرسائل والمعاني المهمة .
ولعل أهم الرسائل هو مدى الاهتمام والدعم الذي تحرص الدولة المصرية وكل وزاراتها بالتنمية التكنولوجية ودفع مسيرة عملية التجول الرقمي للاستفادة منها في تطوير خدماتها التي تقدمها للمواطنين ومؤسسات الأعمال وهو ما يستوجب ضرورة بحث تعزيز ميكنة دورة العمل بجميع الجهات التابعة للوزارات وأن تستيطع اجهزة الدولة والحكومة مخاطبة بعضها بصورة إلكترونية بدلا من الجزر المنعزلة الذي للأسف ما زال موجودا في الكثير من الجهات الحكومية وتقع تبعاته على المواطن .
كذلك يؤكد هذا تواجد الحكومة " الأضخم " ، في المعرض ، إذ إنه في إطار الحديث عن التحول الرقمي لم نعد نقتصر الأمر على مجرد مخاطبة الشركات " المحلية والعالمية " المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فقط ، كقطاع راسي " وإنما علينا الحديث عن كيفية تعظيم استفادة كل القطاعات الاقتصادية والخدمية والإنتاجية من الحلول التكنولوجية التي تقدمها شركات التكنولوحيا باعتبارها قطاعا خدميا في الأساس وهذا ما أنعكس في حدوث تغيير هيكلي كبير في نوعية الشركات العارضة بمعرض " Cairo ICT 2020 " وأصبحنا نجد شركات وجهات حكومية مشاركة لعرض خدماتها الممكنة واستراتيجيتها للرقمنة من كل القطاعات .
في تصوري أن الدورة القادمة من معرض " كايرو اي سى تي 2021 " سنجد الكثير من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يستضيف في أجنحتها الكثير من عملائها لعرض قصص النجاح الحقيقية والتي تمت بالفعل لتكون أفضل نموذج " واقعي " على مدى أهمية دور التكنولوجيا في مساعدة وتعزيز التنافسية لكل المؤسسات .
في اعتقادي أن هذه القناعة الحكومية ، شبه الكاملة بأهمية الدور الاستراتيجي لمعرض القاهرة لتكنولوجيا المعلومات " Cairo ICT " وقبلها الدعم الذي يقدمه السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للمعرض يؤكد ان أهمية تبني حلول " الرقمنة " من أجل تعزيز بقاء المؤسسات والصمود في وجه متطلبات" العالم الرقمي " والعمل على تحسين حياة المواطن وبناء مستقبل افضل لنا جميعا .