تشهد مصر فى هذة الآونة العديد من التحديات والتهديدات التى ربما ترقى الى مستوى المؤامرة التى تستهدف استقرار مصر والتقدم الذى تشهده فى شتى مناحى الحياة منذ تولى الرئيس / عبد الفتاح السيسى زمام الأمور كرئيس للجمهورية، تلك التحديات التى تحاصر مصر من جميع الجهات ففى الغرب يوجد عربدة النظام التركى الفاشى فى ليبيا الذى يريد من جهة تحقيق أهدافه التوسعية التى ترسخت فى العقلية العثمانية منذ قديم الأزل والسيطرة على الثروة البترولية الليبية لدعم اقتصاده المهترىء فى الفترة الأخيرة، ومن جهة أخرى زرع شوكة ارهابية جديدة فى العمق الغربى المصرى لزعزعة الاستقرار واستنفاذ الموارد المصرية سواء كانت عسكرية أو اقتصادية، وفى الشرق حيث سيناء الحبيبة وما تعانيه من انتشار الجماعات الارهابية المدعومة من النظامين القطرى والتركى والتى تبذل قواتنا المسلحة الباسلة قصارى جهدها لتطهيرها من تلك البؤر والجماعات الارهابية، أما جنوبا فالتحدى الخارجى الأكبر والمتعلق بسد النهضة الذى قد يؤثر بشكل مباشر على موارد مصر المائية المحدودة بما يهدد الحياة بشكل عام للشعب المصرى. الا أن كل تلك التهديدات الخارجية والتحديات الكبيرة لم تجعلنى أشك لحظة فى قدرة مصر على تخطيها جميعا مهما كانت رياح التحديات عاتية أو براكين التهديدات متقدة ولعل التاريخ يشهد على أن مصر قد تخطت كل الصعاب التى واجهتها عبر كل الأزمنة السحيقة والحديثة منذ غزوات التتار وحتى حروب الصهاينة حيث خرجت مصر من تلك الأزمات مرفوعة الرأس محفوظة الهيبة والكرامة، ولذلك فاننى لا أخشى على مصر من أثر تلك التحديات الهائلة لقناعتى بسياسات مصر الحكيمة وبقدرة جيشها الباسل على الخروج بمصر الى بر الأمان باذن الله وعونه.
ان خشيتى الحقيقية على مصر تنبع من الداخل المصرى ذاته الذى تحاصره الآن تهديدات حقيقية أراها تماما كما رأيتها فى الماضى القريب فى هذا العقد من الزمان، تلك التهديدات التى بدأت بالفوضى بعد ثورة يناير 2011 وانتهت بنهاية حكم الاخوان عام 2013 وما شابها من أحداث تمثلت فى فقدان الأمن الداخلى وبروز الانشقاق والخلاف بين أبناء الشعب الواحد وأفراد الأسرة الواحدة بسبب جماعة الاخوان الخائنة للدين والوطن، الأمر الذى هدد السلم العام فى البلاد وكاد يودى بمصر الى آتون الحرب الأهلية كما حدث فى كثير من دول المنطقة التى قسمتها وأنهكتها الخلافات لولا قيادة مصر الحكيمة التى أتت بها ثورة يونيو 2013 والتى أعتبرها أكبر وأعظم ثورات التاريخ المعاصر، واليوم أزعم أننى أشتم فى هواء مصر تلك الرائحة الكريهة التى كنت أستنشقها ابان عام حكم الاخوان وأشعر نفس الكآبة وضيق الصدر اللذين شعرت بهما فى ذلك العام المشؤوم، وربما يكون مبعث ذلك هو رسول الشيطان الذى حل على شعب مصر فظهرت السوءات والخطايا، ذلك الصفيق الأرعن الذى يعف اللسان عن ذكر اسمه ويترفع القلم عن خط كينونته، هو أحد أعضاء المجلس النيابى الموقر الذى يسن التشريعات للوطن ويقر القوانين للشعب ثم يكون هو نفسه الذى يخترق القانون ويتعدى على التشريعات حيث السلب والنهب والسرقة فى ناديه الذى يترأسه دون رقيب أو حسيب، بل أنه يتعدى كل الخطوط الحمراء ليسب هذا ويقذف هذا ويطعن فى الذمم ويخوض فى الأعراض، حتى وصلنا الى الحد الذى أصبح شرف كل أم مصرية مستباحا وعرض ورجولة كل مواطن مصرى مستحلا، ولكن الغريب فى الأمر هو أن كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من كل أجهزة الدولة القائمة على تطبيق القانون واقرار العدالة وسيادة الأخلاقيات والمثل الرفيعة دونما أن يهتز لهذه الأجهزة رمش عين ولا يتحرك لها طرفا وكأنما الحصانة التى يتمتع بها ذلك المنبوذ أخلاقيا سيف على رقاب الشعب المصرى ودرع فى أيدى القائمين على حمايته، ان حالة التذمر الشعبى والغليان فى الشارع المصرى نتيجة لضياع الحقوق وتبدد مبادىء المساواة التى أقرها الدستور المصرى تنذر بعواقب وخيمة وأكاد أجزم أنه ما لم تنجح فيه جماعة الاخوان الخائنة على مدار سنوات طويلة لخلق حالة من التمرد فى الشارع المصرى ينجح فيه اليوم ذلك السفيه بأفعاله وأقواله تحت حماية كاملة من شخص أو جهة ما، لقد وصل به الأمر والاستهانة بمصر الى الحد الذى يهدد فيه بالحشد الشعبى مدعيا أن هذا الحشد هم من أنصاره من مشجعى ناديه الذى تحول من نادى ذى شعبية كبيرة الى عزبة خاصة به وبذويه ضاربا بالقوانين واللوائح عرض الحائط، ان المنهجية التى يتبعها ذلك السفيه وأذنابه من رويبضة المجتمع هى نفس المنهجية التى اتبعتها جماعة الاخوان لخلق حالة عدم الاستقرار فى الشارع المصرى ومن ثم اسقاط الدولة المصرية والفارق الوحيد بين الحالتين هو المواجهة الحاسمة للدولة المصرية بكل مؤسساتها ضد الاخوان وأذنابهم بينما تطلق الحبل على الغارب لذلك السفيه، اننى أخشى على مصر واستقرارها الى ما آل اليه الحال اليوم نتيجة الظلم والقهر وضياع الحقوق على ايدى هذا السفيه ومن يحميه ويعاونه ويسانده.
لمصلحة من اهانة رموز مصر وقواها الناعمة! لمصلحة من قتل روح الانتماء فى نفوس شباب مصر! لمصلحة من اطلاق قانون الغاب فى المجتمع المصرى! لمصلحة من خلق القدوة اللا أخلاقية بين جموع الشعب المصرى! لمصلحة من وضع الأمن الداخلى المصرى الذى هو الحصن الحصين لمصر فى كل مواجهاتها الخارجية على المحك نتيجة للظلم والقهر وضياع الحقوق! هل نحن تحت طائلة مؤامرة كبرى تحاك ضد مصر بطلها ذلك السفيه الذى ربما يكون خائنا للوطن هو ومن يحميه ويسانده ويعينه على الظلم والعدوان!
قال الله تعالى فى كتابه الحكيم "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب" .... فاستقيموا يرحمكم الله، واحكموا بالعدل والقسطاس عسى الله ينجينا من كل كرب وهم.