بقلم أيمن صلاح
دائما ما تأتى الفرحة بالانجاز مضاعفة اذا ما كان هذا الانجاز قد تولد من رحم معاناة شديدة وصبر جم وجهد جهيد، ولم يكن فوز النادى الأهلى بالثلاثية التاريخية متمثلة فى بطولة الدورى العام وكأس مصر ودورى الأبطال الأفريقى الا مثالا لهذا الانجاز الذى ربما لم يتكرر مع أى نادى فى العالم الا نادرا بل اننا يمكننا القول ان هذا الانجاز يضع النادى الأهلى فى مصاف الأندية العالمية الأكثر استحواذا على الثلاثية فى تاريخ كرة القدم العالمية، ولم يكن طريق الأهلى لتحقيق هذا الانجاز مفروشا بالورود ولم يكن أبدا سهل المنال حيث عانى النادى الأهلى طوال الموسم الكروى الذى ربما كان أطول موسم فى التاريخ من العديد من الصعوبات والعراقيل سواء كان على مستوى فريق كرة القدم أو على مستوى الادارة، ولذلك كانت الفرحة الطاغية بهذا الانجاز من قبل النادى وجماهيره على نفس مستوى الانجاز ذاته.
أما عن الصعوبات التى واجهها الأهلى فى طريق تحقيق هذا الانجاز التاريخى بالفوز بالثلاثية الذى قد يرتفع الى خماسية حال فوز الأهلى بكأسى السوبر المصرى والأفريقى فهى كثيرة وتبدأ من توقف النشاط الرياضى لعدة أشهر فى منتصف الموسم نتيجة لانتشار فيروس كورونا فى البلاد وهو ما أثر فنيا بشكل سلبى وملحوظ على شكل وأداء الفريق بعد العودة، اضافة الى النقص العددى فى اللاعبين نتيجة للاصابات العديدة والمتكررة حتى أن الأهلى لعب مباراتى الدور قبل النهائى والنهائى للبطولة الأفريقية بقائمة ينقصها أكثر من اثنى عشر لاعبا مما جعل الفوز بتلك البطولة بمثابة الاعجاز وليس فقط الانجاز، أما على مستوى الادارة فقد واجهت ادارة النادى الأهلى طوال الموسم كثيرا من الحملات الاعلامية المغرضة التى استهدفت استقرار النادى والتشكيك فى ذمم وشرف أعضاء مجلس الادارة المحترمين بل ان الأمر تعدى كل الحدود بتجاوزات غير مسئولة من البعض بالتطاول على عرض وشرف رئيس النادى الأهلى الكابتن / محمود الخطيب لا لشىء الا بباعث من حقد وكره وغيرة من بعض الشخوص النكرة تجاه رمز وقدوة من عظماء كرة القدم المصرية على مر تاريخها. تجاوز النادى الأهلى بكل عناصره كل تلك المصاعب والمحن ولم يواجهها الا بالترفع والصبر والعمل الدؤوب لتحقيق هذا الانجاز التاريخى لارضاء جماهيره العريضة التى تنتشر من شرق الدنيا الى غربها.
ولكن كيف يحقق النادى الأهلى مثل تلك الانجازات والقفزات فى جميع مجالات نشاطه الرياضى وغير الرياضى؟!
فى ظنى أن النادى الأهلى كان وسيظل مثالا يحتذى به فى تحقيق النجاحات والانجازات لعدة أسباب أهمها هى ثقافة النادى التى ينشأ على أساسها أبناؤه وهى ثقافة تعتمد بالأساس على زرع الروح الرياضية وروح التحدى وبذر مبادىء وقيم النادى الأخلاقية فى النفوس، وهو أمر لا يتوافر فى العديد من الأندية الأخرى بل ان بعضها يبث فى نفوس ناشئيه كره النادى الأهلى والادعاء بأن بطولاتهوانجازاته التاريخية مصطنعة بفعل عوامل أخرى غير شريفة، وربما هم يصنعون ذلك للتغطية على فشلهم الذريع والمستمر ومحاولة ايجاد أسباب مضللة يخفون بها فشلهم أمام ناشئيهم، ومن الأسباب الأخرى لنجاحات الأهلى أيضا هو مبدأ "الأهلى فوق جميع أبنائه" حيث تتمثل روح الايثار وانكار الذات وتجنيب المصالح الشخصية واعلاء مصلحة النادى العليا فوق أى مصالح فردية ولذلك لا يمكن أن تجد بين جدران النادى الأهلى أى صراعات بينية أو خلافات قد تؤدى الى معوقات داخلية لا طائل منها سوى فشل النادى تماما كما يحدث فى بعض الأندية الأخرى، وأيضا تجد أنه من العوامل الفاعلة التى تميز أبناء النادى الأهلى هى روح الانتصار التى لا يرضى بديلا عنها لاعبوه وجماهيره وهذا أمر جعل المركز الثانى للأهلى فى أى بطولة مثيلا للمركز الأخير.
النادى الأهلى قدوة ومثالا يحتذى به، ثقافته تعتمد دائما على السعى الى التتويج أما الآخرون فيعتمدون سياسة الفشل والتشكيك وثقافة التهريج.