الطريق الي المريخ محفوف بالمخاطر

  • الطريق إلى المريخ طويل جدًا، إذ تبلغ المسافة في أقرب مواضع المريخ من الأرض نحو 55 مليون كيلومتر، وعلى الرغم من تباين مدة الوصول بحسب سرعة السفر إلا أن الرحلة تستغرق خمسة شهور على الأقل. وقد يكون السبات الطريقة المثلى لتفادي هذه المشكلة وتقليل مشقة السفر، وهي فكرة لم تخرج حتى الآن من إطار عالم الخيال العلمي.

     

    درست لجنة خاصة من علماء من وكالة الفضاء الأوروبية، فكرة سبات رواد الفضاء، وكيفية تأثير ذلك على تصميم وحدات المعيشة وحجمها، كي تتمكن من إيصال إلى رواد الفضاء إلى المريخ مستقبلًا.

     

    وقرر العلماء التوصية بالسبات بصفته تقنية أساسية؛ وفقًا لبيان وكالة الفضاء الأوروبية، الصادر يوم الاثنين الماضي، وليست التوصية دليلًا على وجود خطة ملموسة إلا أنها تُظهر جدية تناول العلماء للفكرة.

     

    وأجرى فريق من العلماء المتخصصين في الابتكار وتقييم البعثات الفضائية المستقبلية، في وكالة الفضاء الأوروبية، تقييمًا لمزايا سبات الطاقم خلال المهام الطويلة.

     

    وقال العالم روبن بيسبروك، في البيان «عملنا على تعديل بنية المركبة الفضائية وإجراءاتها اللوجستية، ونظم حماية الطاقم من الإشعاع ومستويات استهلاك الطاقة، فضلًا عن التصميم العام للبعثة. وبحثنا عن أفضل طريقة لوضع فريق رواد الفضاء في حالة السبات، وما يتعين فعله في حالات الطوارئ، وكيفية التعامل مع السلامة البشرية، إضافةً إلى تأثير السبات على نفسية الفريق.»

     

    وتقوم الفكرة على عقار لم يُكتشَف بعد، سيمكن رواد الفضاء من السبات داخل الحجرات المظلمة والباردة أثناء مهمة تمتد إلى 180 يومًا نحو المريخ.

     

    ووجد الفريق إمكانية تخفيض كتلة المركبة الفضائية بمقدار الثلث من خلال التخلص من أماكن الطاقم والمواد الاستهلاكية. ويتوقع العلماء أن تكتسب أجساد رواد الفضاء دهونًا إضافية؛ مثل الحيوانات تمامًا، وسيحتاجون إلى ثلاثة أسابيع للتعافي بعد الاستيقاظ.

     

    وقالت قائدة الفريق جنيفر نجو أنج «إذا تمكنا من خفض معدل الأيض الأساسي لرائد الفضاء بنسبة 75% على غرار ما نلاحظه في الطبيعة لدى حيوانات ضخمة تمر بفترة سبات؛ مثل بعض الدببة، فقد نصل إلى تحقيق وفورات جوهرية في التكلفة والكتلة، ما يزيد من جدوى مهام الاستكشاف طويلة الأمد.»

     

    ولسبات رواد الفضاء في حجرات مظلمة ميزة أساسية إضافية، تتمثل في حمايتهم من الإشعاع في الفضاء السحيق، وهو أحد أكبر التهديدات التي سيواجهها المسافرون في الفضاء.

     

    إلا أن المشكلة الكبيرة تكمن في قيادة المركبة مع سبات رواد الفضاء لمدة نصف عام، لذا كان على العلماء افتراض قدرة المركبة الفضائية على السفر ذاتي القيادة.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن