بقلم : رانيا جول
محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
ارتفع سعر النفط الخام(WTI) ليصل إلى حوالي 75.50 دولار للبرميل خلال تعاملات ء. وأعتقد أن هذا الارتفاع يعود جزئياً إلى التفاؤل بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الأمريكية، والتي يمكن أن تحفز النمو الاقتصادي وتزيد الطلب على الوقود ومنتجات الطاقة.
فعلى الرغم من الهجمات المستمرة والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، هناك احتمال أن تواجه أسعار النفط الخام تحديات جديدة. حيث بدأت شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك MaerskوCMAوCGM، في العودة إلى البحر الأحمر بعد نشر قوة حماية متعددة الجنسيات في المنطقة. ومن المتوقع صدور قرار Hapag-Lloydبشأن استئناف الشحنات اليوم الأربعاء. ومن وجهة نظري، تشير عودة شركات الشحن العملاقة هذه إلى البحر الأحمر إلى استقرار حذر على الرغم من المخاوف الأمنية المستمرة في المنطقة.
كما أتمت الولايات المتحدة عقودًا لشراء ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام، بهدف تجديد الاحتياطي النفطي الاستراتيجي. وتأتي هذه الخطوة بعد أكبر عملية بيع في تاريخ الاحتياطي الاستراتيجي في العام الماضي. حيث أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية هذا الاجراء يوم أمس الثلاثاء، مما يشير إلى جهد استراتيجي لتعزيز احتياطيات الولايات المتحدة ومعالجة المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة.
وأعتقد أيضاً أن الأسواق تترقب باهتمام بالغ صدور بيانات مخزون النفط الخام الأسبوعي من معهد APIالأمريكي. ثم سيتحول الاهتمام إلى إصدار تقرير إدارة معلومات الطاقة (EIA) لتغيير مخزونات النفط الخام، مما يوفر نظرة مستقبلية ثاقبة لمستويات المخزون. كما، سيتم إصدار عدد منصات النفط الأمريكية من بيكر هيوز يوم الجمعة المقبل، والذي يقدم معلومات حول عدد منصات النفط النشطة، والتي يمكن أن تشير إلى الاتجاهات المستقبلية في استكشاف النفط وإنتاجه.
وفي النهاية أعتقد أن إعادة توجيه عدد كبير من الأساطيل إلى البحر الأحمر وسط المخاوف الجيوسياسية الحالية، يمكن أن يتسبب في قفزة قصيرة الأمد على أسعار النفط الخام خلال الأسابيع المقبلة. في الوقت الذي أعلنت فيه أنغولا يوم الخميس الماضي أن البلاد ستنسحب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بسبب الخلافات حول خفض حصص انتاج النفط.
ومن الجدير بالذكر، أن الدولار الأمريكي يتراجع حالياً عند 101.38 نقطة مع اتجاه الأسواق إلى تسعير خفض الفائدة في أوائل عام 2024. وتأتي هذه الخطوة متناقضة مع العديد من التحذيرات التي أطلقها أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، الذين وصفوا الأسواق بأنها متلهفة للغاية ومتحمسة للغاية بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2024. وهذا ليس لمصلحة سعر النفط الخام في المدى المتوسط والقصير.
ويبدو لي أن الفارق المرتفع في أسعار الفائدة بين عائدات الولايات المتحدة مقابل الدول الأخرى، وهو المحرك الرئيسي لقوة الدولار الأمريكي في عام 2023 بدأ يتلاشى، مما قد يؤدي على الأرجح إلى الفوضى والاضطراب بين بنك الاحتياطي الفيدرالي والأسواق العالمية في بداية عام 2024، مما قد يؤدي إلى تبعات اقتصادية وتذبذب عنيف في الأسعار.
التحليل الفني لـ سعر النفط الخام (WTI):
على الرسم البياني لكل أربع ساعات نرى أن أسعار النفط الخام قفزت مؤخراً إلى أعلى ولامست مستويات 76.36 دولار، حيث تواجه أوبك + مشاكل متزايدة بشأن قرارات خفض الانتاج. فمع خروج أنغولا من المنظمة، يمكن أن تنضم إليها عدة دول أفريقية أخرى. مما يجعل الأسعار تتحرك في مسار فني جانبي بين 76.36 و73.60 دولار في المدى القصير والمتوسط.
ولم يكن من الممكن أن يأتي مثل هذا القرار في وقت أسوأ من الوقت الحالي، حيث من المقرر أن تدخل البرازيل المنظمة كمراقب، وليس للمشاركة في قرارات الإنتاج. وعليه كلما فقدت أوبك سيطرتها على أسعار النفط، أصبحت حركة الأسعار أكثر عنفًا وتقلبًا. حيث سيعتبر الاختراق في أي من الاتجاهين مهم مستقبلاً لتحديد المسار الحقيقي للأسواق.