تظهر صورة جديدة التقطها تلسكوب هابل الفضائي مجرة قزمة صغيرة تسمى IC 3430 تقع على بعد 45 مليون سنة ضوئية ، وتُصنف هذه المجرة على أنها مجرة قزمة بسبب صغر حجمها، ومجرة إهليلجية بسبب شكلها.
المجرات الإهليلجية ناعمة وعديمة الملامح، وتبدو مثل البقع ومنتشرة، على عكس المجرات الحلزونية، مثل مجرتنا درب التبانة، والتي لها بنية مميزة من محور مركزي وأذرع حلزونية ممتدة.
فى هذه الصورة، يمكنك رؤية الشكل البيضاوي الأملس لمجرة IC 3430، وتتكون المجرات الإهليلجية في المقام الأول من نجوم أكبر سنًا، لأنها تفتقر إلى الغاز اللازم لتكوين نجوم جديدة، ولكن في هذه الحالة، يمكنك رؤية قلب من النجوم الزرقاء الساخنة في مركز المجرة. هذه النجوم الساخنة أصغر سنًا، وهو أمر نادر بالنسبة للمجرات الإهليلجية.
وتظهر صورة هابل الحديثة الأخرى أيضًا مجرة قزمة، تُسمى NGC 5238 ، وتقع هذه المجرة على بعد 14.5 مليون سنة ضوئية، لكنها ذات بنية مختلفة وأكثر تعقيدًا ، وتحتوي على بقع متوهجة من المناطق الأكثر سطوعًا، وهي مجموعات من النجوم تسمى العناقيد الكروية.
كما إن بنية هذه المجرة تعطينا أدلة على تاريخها، يعتقد علماء الفلك أن البنية جاءت من اندماج تاريخي ، عندما اقتربت مجرة أخرى كثيرًا من هذه المجرة واندمجت المجرتان في مجرة واحدة ، وتسبب هذا في تكوين جيوب من النجوم بسبب الاضطرابات الجاذبية التي تدفع وتجذب الغاز.
وتشمل المؤشرات على حدوث اندماج تاريخي مجموعات من النجوم داخل مجرة ذات خصائص كيميائية مختلفة، مما يشير إلى أنها تشكلت في بيئة مختلفة عن جيرانها.
ومن خلال دراسة المجرات الأصغر مثل هذه المجرة، يمكن لعلماء الفلك بناء فهمهم لكيفية تشكل المجرات واندماجها.
وتتمثل إحدى النظريات الرئيسية لتطور المجرات في أن المجرات تشكلت "من الأسفل إلى الأعلى" بطريقة هرمية: كانت مجموعات النجوم والمجرات الصغيرة أول من تشكل من الغاز والمادة المظلمة،"
كما أوضح علماء هابل في بيان صحفي مرفق بهذه الصورة "بمرور الوقت، جمعت الجاذبية تدريجيًا هذه الأجسام الأصغر حجمًا في مجموعات مجرات وعناقيد مجرات عملاقة، وهو ما يفسر شكل أكبر الهياكل التي نراها في الكون اليوم.