قال وزير البيئة الماليزي إن شركات التكنولوجيا العالمية يجب أن تتوقع دفع أموال إضافية مقابل الوصول إلى الطاقة والمياه لخدمة مراكز البيانات في ماليزيا.
يأتي تصريح وزير البيئة في وقت يفرض فيه الطلب المتزايد على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ضغوطًا على الموارد في ماليزيا.
وبرزت ماليزيا بوصفها نقطة اتصال عالمية لمراكز البيانات، ومرافق التخزين التي تمكن التقنيات سريعة النمو مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتعدين العملات المشفرة، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اطلعت عليه "العربية Business".
واجتذبت البلاد أكثر من 16 مليار دولار من التزامات الاستثمار على مدار العام الماضي من شركات تكنولوجيا عالمية هي أمازون، وإنفيديا، وغوغل، ومايكروسوفت، وبايت دانس مالكة "تيك توك"، وكان معظمها لتطوير مركز بيانات في ولاية جوهور الجنوبية، على حدود سنغافورة.
لكن مراكز البيانات تتطلب كميات هائلة من الطاقة والمياه لمنع ارتفاع درجة حرارتها، مما أثار مخاوف بين المسؤولين الماليزيين ودعاة حماية البيئة.
وقال نيك نظمي نيك أحمد، وزير البيئة الماليزي، إن الحكومة أصبحت "أكثر انتقائية" بعدما وضعت "الطفرة الهائلة" في مراكز البيانات "الكثير من الضغط" على موارد المياه والطاقة في البلاد.
وأضاف الوزير، لصحيفة "فاينانشال تايمز": "لا نريد أي مركز بيانات، لكن إذا كان سيأتي بالذكاء الاصطناعي أو بعض التقنيات الأكثر تقدمًا، فسنأخذها في الاعتبار". لكنه أضاف: "البيانات هي النفط الجديد للقرن الحادي والعشرين، لذا نريد أن نكون جزءًا من هذا".
جوهور
برزت ماليزيا، وجوهور على وجه الأخص، كمركز لمراكز البيانات في السنوات الأخيرة بفضل وفرة الأراضي الرخيصة والعمالة وقربها من سنغافورة.
وقال نظمي إنه يتوقع أن تدفع مراكز البيانات أموالًا إضافية للوصول إلى إمدادات المياه والطاقة، مضيفًا أن العديد منها على استعداد للقيام بذلك للعمل في البلاد.
واجتذبت ماليزا استثمارات بفضل وقف مؤقت لمرافق البيانات الجديدة في سنغافورة في الفترة بين 2019 و2022 بسبب المخاوف بشأن استهلاك الطاقة.
وبدأت ماليزيا في عام 2024 السماح لمشغلي مراكز البيانات بسحب الطاقة مباشرة من منتجي الطاقة الخضراء، متجاوزين شبكة البلاد.
وقال نظمي إن التغيير من شأنه أن يدعم تطوير نظام الطاقة المتجددة في البلاد، حيث تدفع شركات التكنولوجيا مقابل الوصول إلى إمدادات موثوقة من الطاقة النظيفة.
وأضاف: "نظرًا لأن مراكز البيانات هذه على استعداد لدفع أموال إضافية، فيمكنها دفع الحدود فيما يتعلق بالطاقة المتجددة (و) إعادة تدوير المياه في أمور قد لا يتمكن المستهلكون العاديون فحسب بل حتى الصناعات العادية من القيام بها لأنها غير قادرة على تحمل التكاليف".
ويوجد 22 مركز بيانات في جوهور، مع ثمانية أخرى قيد الإنشاء، وفقًا لمنصة معلومات مراكز البيانات "Baxtel".
وقالت ماليزيا في وقت سابق من عام 2024 إن هناك أكثر من 30 مشروعًا في مراحل مختلفة من التخطيط في جوهور، على الرغم من قلة المعلومات بشأنها منذ ذلك الحين.
وقال برايان تان، الشريك المتخصص في التكنولوجيا في شركة المحاماة "Reed Smith" إن "إمكانات مراكز البيانات في جوهور هائلة"، مضيفًا أن الولاية لديها حاليًا القدرة على استيعاب ما يصل إلى 40 منشأة.
وتابع تان أن جوهور تهدف إلى مضاعفة قدرتها على الطاقة إلى أكثر من 2.7 غيغاوات بحلول عام 2027، وهو ما قد يدعم ما يصل إلى 90 مركز بيانات. لكنه أشار إلى أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال توليد المزيد من الطاقة النظيفة.