من آلات ضخمة بطول مترين إلى كلاب رشيقة تقفز للخلف، هيمنت الروبوتات على أهم مؤتمر سنوي للذكاء الاصطناعي في الصين في شنغهاي، والذي انطلق يوم السبت.
وتوافد الآلاف لمشاهدة حركات مجموعة مذهلة من الروبوتات أثناء تأديتها لمهام مختلفة مثل تقديم الفشار والمشروبات (بشكل عشوائي)، تقشير البيض، الملاكمة في حلبة، لعب الماهجونغ، أو حتى مجرد التجول في قاعة المعرض الشاسعة.
زوايا تقنيةتسلا"تسلا" تتخلف كثيرًا عن وعدها بإنتاج 5 آلاف روبوت أوبتيموس هذا العام
وكانت الروبوتات الأكثر لفتًا للانتباه من ابتكارات شركات "Unitree" و"UBTech Robotics" و"Agibot"، التي اكتسبت شهرة واسعة بين مئات الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الكبرى المتنافسة لإنتاج أكثر الروبوتات الشبيهة بالبشر تطورًا في العالم، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، اطلعت عليه "العربية Business".
وكانت أعداد الروبوتات المعروضة أبرز دليل حتى الآن على الصعود السريع والمفاجئ للصين في مجال رئيسي من مجالات الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت شركة "Unitree"، ومقرها هانغتشو، روبوتًا من الفئة الابتدائية بسعر 6,000 دولار، بينما نشرت شركة بايت دانس -الشركة الأم لتيك توك- مقطع فيديو لروبوتها "Mini" وهو يُعلق قميصًا قبل أيام قليلة من انطلاق مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي.
وقال إريك وانغ، مدير شركة "Deep Robotics" في الأميركيتين، لتلفزيون بلومبرغ: "التكنولوجيا تتطور بسرعة كبيرة"، لكنه أضاف: "حتى الآن، في السوق الأميركية، لا نرى منافسين فعالين من حيث التكلفة وموثوقين. ولا نتوقع حدوث ذلك خلال عامين أو ثلاثة أعوام".
وتدفع الشركات الناشئة الصينية حدود الإمكانيات في مجال تكنولوجي يثير الخوف والانبهار على حد سواء. من "EngineAI" إلى "Leju"، تقود أسماء غير معروفة مجالًا فشلت شركات أميركية، مثل "Boston Dynamics"، حتى الآن في تحقيق تقدم واضح فيه على الرغم من سنوات من الجهد.
وفي عام 2025 وحده، ركضت الروبوتات نصف ماراثون، وتنافست في بطولة للكيك بوكسينغ، ولعبت كرة القدم. وحتى لو لم تكن تلك الفعاليات بمثابة انتصارات تكنولوجية حقيقية -فقد تعثر معظم المشاركين أو أخطأوا أو فشلوا في إكمال السباق- إلا أن كل واحدة منها أكدت طموحات الصين في هذا المجال.
ولا يزال الاندماج الواسع للروبوتات في الحياة اليومية احتمالًا بعيدًا، ربما يستغرق عقدًا من الزمن وفقًا لبعض التقديرات.
ومع ذلك، فإن التطورات التي تتكشف في الصين وأماكن أخرى تُعيد تشكيل مشهد الصناعة، حيث من المتوقع أن تلعب الروبوتات الشبيهة بالبشر دورًا متزايدًا في المصانع والمستشفيات والمنازل.
وتتوقع شركة سيتي غروب أن تصل قيمة سوق الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى 7 تريليونات دولار بحلول عام 2050، وهو سوق تتسابق الصين للهيمنة عليه بسرعة.
وتأسست مئات الشركات الناشئة في مجال الروبوتات بعد تأييد الرئيس شي جين بينغ لهذا القطاع ووفرة الحوافز.
وتُسرّع أشباه الموصلات المصنعة محليًا ونماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر من وتيرة هذا النمو، لكن ليس من المتوقع أن تصمد جميع الشركات الناشئة في قطاعٍ متعطشٍ للسيولة، حيث لا يزال هناك نقصٌ في الكوادر البشرية التي تطور الروبوتات.
وقال تيم وانغ، المؤسس المشارك لشركة مونوليث مانجمنت الاستثمارية التي تدعم شركة الذكاء الاصطناعي "ديب سيك": "تحدثنا إلى مزيد من المؤسسين هذا العام -فكمية المنافسة الهائلة التي لدينا- تفوق ما شهدناه في العامين الماضيين مجتمعين".
وأضاف: "الكثير من هذه الشركات لن تكون موجودة بعد خمس سنوات".
وتواجه الصين حاجةً ملحةً لدمج الروبوتات في العمل والحياة اليومية، حيث ُهدد التراجع الديموغرافي ونقص عمال المصانع هيمنتها على قطاع التصنيع. وقد تكون الروبوتات، وخاصةً تلك التي تشبه البشر، أحد الحلول.