وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، غداً، اتفاق تنفيذ لما وصف بـ”العصر الذهبي” للتحالف بين البلدين، وكان النص الموقع لا يتجاوز صفحة واحدة، كما وقعا اتفاقاً إطارياً لتأمين إمدادات المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة.
كما وقعا اتفاقيات أخرى تشمل التعاون في تطوير مشاريع الغاز الطبيعي المسال بولاية ألاسكا ووقف استيراد الغاز الروسي المسال، إضافة إلى اتفاق يتعلق بواردات اليابان من فول الصويا الأميركي، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.
واستقبلت تاكايتشي ترامب صباح اليوم في قصر أكاساكا بطوكيو، وهو دار الضيافة الرسمي للدولة، حيث استعرضا حرس الشرف التابع لقوات الدفاع الذاتي اليابانية.
وبعد مراسم الاستقبال، عقد الجانبان أول اجتماع مباشر بينهما. ومن المقرر أن يعقدا بعد ذلك غداء عمل لاستكمال المباحثات.
وقال البيت الأبيض إن تاكايتشي أبلغت الرئيس الأمريكي أنها تعتزم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، مشيرة إلى أنها تقدر بشدة التزامه بالسلام والاستقرار العالميين، معتبرة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني “إنجازاً تاريخاً غير مسبوق”.
وخلال اللقاء قال الرئيس الأمريكي إن تولي ساناي تاكايتشي منصب أول رئيسة وزراء في تاريخ اليابان هو “أمر كبير”، معرباً عن استعداده التام لمساعدتها في قيادة اليابان قائلاً “أيّ شيء يمكنني فعله لمساعدة اليابان، سأقوم به”.
وأضاف “ستقومين بعمل رائع، وسنحظى بعلاقة رائعة”. وأشاد ترمب بكون تاكايتشي أول امرأة تتولى هذا المنصب في اليابان، قائلاً: “هذا إنجاز كبير”، قبل أن يضيف “ستكونين واحدة من أعظم رؤساء الوزراء”.
كما أبلغ ترامب تاكايتشي أن عرضه دعم اليابان في جميع المواقف يمتد إلى أي “خدمات تحتاجينها”.
ومن جانبها، أشارت رئيسة الوزراء اليابانية في كلماتها الافتتاحية إلى علاقة معلمها السياسي رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي مع ترمب خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وقالت تاكايتشي “في الواقع، كان رئيس الوزراء آبي يحدثني كثيراً عن دبلوماسيتكم الديناميكية”.
ورد ترامب قائلاً: “كان شينزو آبي صديقاً عظيماً لي، وقد تحدث عنك دائماً بإعجاب كبير”، لافتاً إلى أن آبي “كان ليكون سعيداً جداً لو علم أنك أصبحت الآن رئيسة للوزراء”.
واغتيل آبي في 8 يوليو 2022 أثناء إلقائه خطاباً انتخابياً، واستعاد ترمب تلك الحادثة قائلاً إنه شعر بحزن عميق عند سماع نبأ اغتياله.
وقال البيت الأبيض في بيان بشأن الاتفاق الذي وقعه ترمب وتاكايتشي في طوكيو لتأمين إمدادات المعادن النادرة، إن البلدين يعتزمان التعاون باستخدام أدوات السياسة الاقتصادية والاستثمار المنسّق من أجل تسريع تطوير أسواق متنوعة وعادلة للمعادن الحيوية والعناصر النادرة.
وأوضح أن الاتفاق نص على أن يعمل البلدان على تأمين إمدادات مستقرة لهذه المعادن عبر دعم مالي مشترك، وتفعيل آليات التجارة والتخزين، إلى جانب تعزيز التنسيق بين الشركات في جميع مراحل الإنتاج لتوسيع وتنويع مصادر التوريد.
ويتضمن الاتفاق حزمة استثمارية مشتركة تشمل تمويل مشاريع تعدين ومعالجة من خلال المنح والقروض والضمانات، إضافة إلى ترتيبات الشراء المسبق والتأمين. كما نصّ على اختيار مشاريع استراتيجية لمعالجة الفجوات في سلاسل التوريد، تشمل إنتاج المغناطيسات الدائمة والبطاريات والمواد البصرية.
ووفق البيان سيعمل الجانبان خلال 6 أشهر على توفير دعم مالي للمشاريع المشتركة الموجهة للأسواق الأميركية واليابانية، إلى جانب تطوير آليات جديدة لجذب رأس المال الخاص وتعزيز الاستثمار في التعدين. كما تقرر عقد اجتماع وزاري ثنائي خلال 180 يوماً لتحديد أولويات الاستثمار والفرص المستقبلية في هذا القطاع.
ويشمل الاتفاق أيضاً تبسيط إجراءات الترخيص الخاصة بالتعدين والمعالجة، واتخاذ خطوات لضمان المنافسة العادلة ومكافحة الممارسات التجارية غير المنصفة، مع تطوير آليات تسعير تعكس التكلفة الحقيقية للإنتاج والتجارة المسؤولة.
ومن بين البنود اتفق الطرفان على إنشاء فريق استجابة سريعة أميركي-ياباني بقيادة وزيري الطاقة والاقتصاد في البلدين، لتحديد المعادن ذات الأولوية ومعالجة أي اضطرابات في الإمداد، إلى جانب دراسة إنشاء مخزون احتياطي مشترك يعتمد على الأنظمة الوطنية القائمة.
كما نص الاتفاق على آليات لمتابعة المشاريع ومراجعتها، وعقد اجتماعات دورية أو افتراضية لمتابعة التنفيذ، مع إتاحة خيار الانسحاب بإشعار خطي مسبق لأي من الطرفين.
وأكد الجانبان أن هذا الاتفاق لا تترتب عليه التزامات قانونية ملزمة، ويُعد خطة سياسية وبرنامج عمل لتنسيق الجهود المشتركة في مجال المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة.
وفي وقت لاحق سيزور ترامب القاعدة البحرية الأمريكية في يوكوسوكا، الواقعة جنوبي طوكيو، ويجري الترتيب لأن ترافقه تاكايتشي على متن مروحية “مارين وان” إلى القاعدة، حيث سيلقي الرئيس الأميركي خطاباً على متن حاملة طائرات هناك.








