كتب : صابر محمد – عادل فريج
مع عودة "أسبوع جيتكس للتقنية" في نسخته الأربعين، عادت إلى دبي اليوم المؤتمرات الفعلية، حيث يشهد الحدث مشاركة واسعة من خبراء الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني الذي سلطوا الأضواء على قضايا الحوكمة الأخلاقية وما يرتبط بها من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وخلال اليوم الأول من جيتكس، تم تسليط الضوء على مبادرة "دبي المدينة الأكثر أمانًا في الفضاء الإلكتروني " والتي أطلقها مركز دبي للأمن الإلكتروني (DESC)، كما قام سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات بمناقشة أهمية "مرونة" الذكاء الاصطناعي أثناء فترة الجائحة.
مرونة الذكاء الاصطناعي خلال عصر الجائحة السيبرانية
أجبرت التهديدات الإلكترونية التقليدية، بالإضافة إلى التحديات التي أحدثتها جائحة كوفيد-19، المنظمات على التطلع إلى الأمام وبناء أنظمة وعمليات أكثر مرونة تمكنها من تحمل الأزمات المشابهة في المستقبل وبشكل أفضل.
وناقش الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، خلال معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات" (جيسيك) - الحدث الإقليمي الأبرز في مجال تقنيات الأمن السيبراني - والذي يقام تحت مظلة "جيتكس"، مشهد التهديدات السيبرانية وكيف يمكن لحكومة دولة الإمارات الاستفادة من تقنيات الذكاء اللاصطناعي لبناء عالم أكثر مرونة في ما بعد الجائحة. وقال الدكتور محمد حمد الكويتي: "من المهم العمل على ترسيخ ثقافة الاستعداد. ومن أجل ذلك حرصت قيادتنا الرشيدة على تأسيس "مجلس الأمن السيبراني"، وذلك من منطلق حرص الدولة على ضمان التأهب لمواجهة الهجمات السيبرانية، وضمان تفعيل دور مؤسسات القطاعين العام والخاص وكذلك الشركات العاملة في قطاع التقنيات والتي من شأنها لعب دور حيوي لتعزيز الأمن الرقمي لدولة الإمارات. وما تزال هجمات الاحتيال الرقمي وبرامج الفدية يمثلان أكثر أنواع الهجمات، والتي تستهدف في أغلب الأحيان قطاع الخدمات المالية والرعاية الصحية."
إضاءات على مبادرة "دبي المدينة الأكثر أماناً في الفضاء الإلكتروني" من مركز دبي للأمن الإلكتروني (DESC)
تهدف مبادرة "دبي المدينة الأكثر أمانًا في الفضاء الإلكتروني" والتي أطلقها مركز دبي للأمن الإلكتروني (DESC) إلى جعل دبي نموذجًا دوليًا يحتذى به في مجال الأمن السيبراني، وناقش مركز دبي للأمن الإلكتروني مبادرته خلال معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات" (جيسيك) - الحدث الإقليمي الأبرز في مجال تقنيات الأمن السيبراني - والذي يقام تحت مظلة "جيتكس" في مركز دبي التجاري العالمي.
وأوضح الدكتور مروان الزرعوني، مدير إدارة خدمات المعلومات في مركز دبي للأمن الإلكتروني أهمية وجود استراتيجية خاصة بدبي في مجال الأمن السيبراني، وذلك لحماية مكتسبات دبي من مجموعة من مخاطر الأمن السيبراني ودعم نموها الاقتصادي في بيئة آمنة. وقال الزرعوني: "جاء تأسيس مركز دبي للأمن الإلكتروني (DESC) بهدف جعل دبي المدينة الأكثر أمانًا في الفضاء الإلكتروني، وذلك من خلال التغلب وباستمرار على تحديات الأمن السيبراني، والاستفادة من التقدم الذي تحرزه التقنيات المتقدمة لتلبية احتياجات أصحاب المصلحة والتطلع نحو المستقبل. وقد تحقق لنا ذلك من خلال إنشاء إستراتيجية تستند إلى 5 ركائز أساسية هي؛ الأمن السيبراني والمجتمع السيبراني الذكي والابتكار والمرونة الإلكترونية والتعاون الدولي."
وكانت دبي أطلقت في شهر يوليو الماضي "مؤشر دبي للأمن الإلكتروني"، وهو عبارة عن مبادرة تسعى إلى تعزيز المنافسة البناءة بين مختلف الجهات الحكومية في مجال الأمن السيبراني وتشجيعهم على تطوير قدراتهم وتحقيق التميز في هذا المجال.
أضاف الدكتور الزرعوني "إن تعزيز استعداد الجهات الحكومية للتعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة للتهديدات السيبرانية، هو الهدف الرئيسي الذي جاء من أجله "مؤشر دبي للأمن الإلكتروني". ويقيس هذا المؤشر أداء الجهات الحكومية في عدة مجالات، ومن بينها سرعة الاستجابة للتنبيهات الأمنية وعدد الحوادث التي تم التعامل معها وكمية البيانات المرتبطة بمركز العمليات الأمنية."
آي بي إم ودبي الذكية يناقشان التقنيات المتعلقة بتحيز الذكاء الاصطناعي
كان الهدف من الذكاء الاصطناعي هو حل واحدة من أكبر مشاكل مجتمعنا وهي مشكلة التحيز. ومع ذلك، عندما يتم تدريب الخوارزميات التي يتم إدخالها إلى أجهزة الحاسوب والأنظمة على بيانات خاطئة ومتحيزة، فإنها حتمًا سترتكب أخطاءً، مما يؤثر سلبًا على التجارب البشرية وعملية صنع القرار.
وناقش هذه القضية على منصة الحوار كل من الدكتور سيث دوبرين، الرئيس التنفيذي للبيانات لدى أي بي إم السحابية، والبرامجيات المعرفية، ونائب الرئيس التنفيذي للبيانات في أي بي أم للتحليل، وسعادة الدكتور يونس الناصر، مساعد مدير عام مكتب مدينة دبي الذكية، والرئيس التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي.
وقال الدكتور يونس الناصر، مساعد مدير عام مكتب مدينة دبي الذكية، والرئيس التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي: "نسعى إلى ترسيخ الثقة في الذكاء الاصطناعي. ومن أجل ذلك نحرص على شرح التقنيات لأن ذلك يعد أمرًا ضروريًا لبناء الثقة وتطبيق التقنية على نطاق واسع. حيث تمتلك تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من التطبيقات الإيجابية. ومع ذلك، يجب أن تتوفر الشفافية والمقترنة بشرح كيفية استخدام البيانات لبناء هذه الثقة. فدعونا نعمل على تقديم شروح عما نحاول انجازه معًا. ومن خلال ذلك سنتمكن من جعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً وتأثيراً على حياتنا بشكل إيجابي. وإذا ما أردنا أن نجعل دبي أسعد مدينة في العالم، فنحن بحاجة إلى أن نشرح للمجتمع ما يمتلكه الذكاء الاصطناعي من قدرات."
ونجح الدكتور سيث دوبرين على مدار حياته المهنية في تقديم قيمة كبيرة لقطاع التقنيات من خلال تطبيق البيانات والذكاء الاصطناعي أخلاقيًا، وهو مسؤول حاليًا عن التحول الرقمي لعمليات البرمجيات السحابية والمعرفية باستخدام البيانات والتحليلات.
الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي: كيف تروض فرساً برياً؟
أوضح الدكتور يورجن رامل الرئيس التنفيذي للرقمنة واستشاري الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في بنك اتش اس بي سي، كيف يمكن تحقيق الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي في إطار يدعم الثقة ويحقق مصالح جميع أصحاب المصلحة، وقال الدكتور يورجن رام: "أحب تشبيه الذكاء الاصطناعي بالحصان البري، وذلك لما تمتلكه من إمكانات هائلة، ومع ذلك، يجب تسخيرها بالطريقة الصحيحة لتصبح مفيدة. ونحن بحاجة إلى إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي تتماشى مع المعايير الأخلاقية المؤسسية الحالية، وأن يتم وضعها في إطار يضمن الوصول إلى مستوى المسؤولية البشرية والشفافية الكاملة."
وناقش الدكتور يورجن رامل بتعمق كيف نجح في تطوير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومبادئ البيانات التي أصبحت الآن معيارًا لعالم التقنيات المالية، وقال رامل: "تعد الموهبة أمر محوري لتطوير إطار العمل الخاص بالمعايير الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، وذلك لأن تسخير البيانات لا يتطلب خبراء لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وحسب، بل يتطلب خبراء يتمتعون بالمهارات العالية لاستخدامها واستخراج البيانات المفيدة."