انتصارات أكتوبر .. و45 عام من الكرامة

  •  

          بقلم : فريد شوقى

    بصرف النظر عن محاولات الكيان الصهيونى " اسرائيل " لافساد فرحة المصريين والعرب بذكرى انتصارات حرب السادس من اكتوبر 1973 ، والتى سيمر عليها قريبا نحو 45 عاما ، من خلال انتاجها لفيلم " الملاك " وما تتضمنه من إدعاءات مشككة فى وطنية بعض الرموز الوطنية المصرية أبرزهم الراحل أشرف مروان والذي نعتبره آخر شهداء حرب أكتوبر، وفقا للبيان الذى أصدرته مؤخرا هيئة الاستعلامات المصرية ، رافضة محاولة الموساد الإسرائيلي التشكيك في ولائه لوطنه، من خلال هذا  الفيلم مؤكده أنها اعترافا ضمنيا بقوة ونجاح خطة الخداع الاستراتيجي بقيادة الشهيد أنور السادات .

    ويؤكد الأنتصار التاريخى لقواتنا المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر 1973 ، بالتنسيق مع الجيش العربى السورى ، أن النصر لا يمكن أن يأتى من فراغ وإنما لابد من التنسيق و تكاتف الجهود وتعظيم الاستفادة من كافة الإمكانيات سواء القوة البشرية أو التخطيط الاستراتيجى أو المعدات العسكرية أو الثروات الطبيعية وستظل تشكل هذه الحرب منعطفا متميزا ليس على المسار الجغرافى العربى فحسب وإنما على مسارات العمل الاقليمى والدولى اذ أنها كانت أكبر المشرعات العسكرية المعاصرة أمتلاكا للمفاجآت التى تعددت وتنوعت من آليات وأستثمار الزمان والمكان وأعظم تلك المفاجآت على الاطلاق كانت الانسان المصرى العربى الذى كانت أنجازاته وممارساته مفاجأة للأصدقاء قبل الاعداء .

    وفى كل عام يحتفل الشعب المصرى بصفه خاصة والأمة العربية بصفة عامة بذكرى أنتصارات أكتوبر 1973 .. هذه الانتصارات التى أعادت لمصر والامة العربية عزتها وكرامتها .. هذه الانتصارات التى كانت بداية لعهد جديد عهد السلام ... عهد السلام ، القائم على العدل وعودة الحقوق لاصحابها ، الذى أنتهجه العالم أجمع وأصبح اليوم منهجا عالميا أقرته المحافل الدولية وتمارسه المجتمعات الدولية ..

    فأمتنا العربية يجمعها وطن واحد ودين واحد ولغة واحدة وتاريخ مشترك وظهرت الوحدة العربية بشكل كبير في عدة مواقف ، أبرزها تعاونهم الرائع في مساندة مصر أثناء الحرب حتى استطاعوا أن يهزموا العدو "الذي لا يقهر" !! فقد قامت الدول بمنع تصدير البترول إلى الولايات المتحدة الأمريكية -التي كانت الحليف الأساسي لإسرائيل- ؛ فقد كانوا يعرفون جيداً أن الأمة العربية بينها آلام وآمال ومصير مشترك و أدركوا أن دم الإنسان العربي أغلى من البترول.
    فمن أقوال الشيخ زايد رئيس دولة الامارات ، رحمه الله ، في هذا المجال " إن دولتنا جزء من الأمة العربية يوجد بيننا الدين والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصير المشترك فالبترول العربي ليس أغلى من الدم العربى أما عن الملك فيصل ملك السعودية ، رحمه الله ،  فقد قال إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية وأننا تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا وألا تصل إلى أعدائنا.

    أنا مصرى فخور بمصريتى لكنى أفخر أكثر بعروبتى ولكل العرب أن تفخر أن من أبنائها الرئيس البطل محمد أنور السادات فلا تغفلوا حقه كقائد لأعظم المعارك التى شهد التاريخ الحديث ،بين العرب بقيادة مصر وسوريا والعدوان الاسرائيلى ، فمصر لم تغفل دور العرب جميعا فى المعركة بدليل حرصها الدائم على التاكيد أن أحد نتائجها، وربما مقدماتها، أنها أعطت دليلاً راسخاً على ضرورة تضافر جهود العرب لمواجهة ما يهدد العرب برمتهم.

    ووفقا لاعترافات جولدا مئير رئيسة الوزارء الاسرائيلية حينئذا أن النجاح العربي في الحرب بدأ مع إطلاق الرصاصة الأولى، "عندها فقدنا الردع لأنه طالما لم يجرؤ العرب على مهاجمتنا كان ذلك قوة لنا" ومن هنا ندرك أن حرب أكتوبر أبرزت أعظم المفاجآت العربية التى تجلت فى وحدتهم وتضامنهم مع مصر فمن هنا نعرف أن الوحدة العربية صنعت مجدا نعتز به على طول الزمان .

    رحم الله السادات والأسد وشهداء مصر وسوريا ورؤوساء الدول العربية الذين وقفوا بجوارنا بشرف وامانة وكل من استشهد وأعز الله كل من شارك في تلك الحرب المجيدة التي تعلمنا أنه لا سبيل لكرامتنا كعرب مالم نتحد ونصبح على قلب رجل واحد ، وبغير ذلك فما نحن إلا شراذم لا يقيم لها أعداؤها وزنا.
    وكل 6 أكتوبر.. وكل مصرى وعربى بخير .

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن