اكتشف باحثون رواسب مواد بلاستيكية دقيقة بعد تحليلها، ترصد في جسم الإنسان، سواء في الرئتين أو البراز أو الدم، لتحسين فهم التهديد الصحي المحتمل لهذه المواد التي لا تزال تبعاتها غير معروفة بدقة.
وفي السنوات الأخيرة، تم اكتشاف جزيئات بلاستيكية دقيقة في الرئتين والكبد والمشيمة، والدم في نهاية المطاف، بحسب خلاصات دراسة هولندية نشرت عام 2022 في مجلة "إنفايرومنت إنترناشونال".
وخلصت إلى أنه في كل يوم، يبتلع الإنسان أو يستنشق أو تلامس بشرته جسيمات بلاستيكية دقيقة (أقل من 5 ملليمترات)، هذه الجسيمات موجودة في الهواء، والماء، والطعام، والأغلفة، والمنسوجات الاصطناعية، ولكن أيضا في الإطارات أو مستحضرات التجميل.
ويدعو العلماء إلى الحذر في مقاربة هذه النتائج نظرا إلى صغر حجم العينة، فإن وجود اللدائن الدقيقة هذا يدعو إلى التساؤل بشأن طرق انتقالها إلى الأعضاء عبر نظام الدم.
في الوقت الحالي، لا تزال البيانات غير كاملة في ما يتعلق بالتأثيرات الصحية الحقيقية للتعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة، وهي مزيج معقد من البوليمرات والإضافات الكيميائية، والتي قد تضاف إليها ملوثات مختلفة عبر ما يوصف بأنه تأثير "حصان طروادة".
وقال الأخصائي في علم السموم كزافييه كومول، قائد فريق "ميتاتوكس" في المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي، للصحافة ": إن السنوات العشر الماضية، كان هناك المزيد من الأبحاث" حول تأثير اللدائن الدقيقة حتى لو، "كما الحال مع الاحترار المناخي، بدأ هذا المسار متأخرا لأن هذه التغييرات خبيثة".
وأوضح كومول "لا نعرف ما إذا كان مستوى التعرض لدينا سيؤدي إلى أمراض مزمنة أو حادة طويلة الأمد، (لكن) ثمة تساؤلات مشروعة في هذا الشأن".
واتخذت مكافحة التلوث البلاستيكي خطوة إلى الأمام في أوائل يونيو في باريس: فبعد خمسة أيام "من العمل الشاق"، قررت 175 دولة وضع "نسخة أولى" من معاهدة مستقبلية بانتظار المفاوضات المقبلة، في نوفمبر في كينيا.
وبالفعل، سيكون من الأفضل للجميع الحد من التعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة، وفق الخبراء، من خلال "مبدأ احترازي".
ويقترح الخبراء تهوية المنزل قدر الإمكان، وعدم تناول الطعام من الحاويات البلاستيكية، وتجنب المنسوجات الاصطناعية، وما إلى ذلك.