تنطلق الكثير من الرحلات المأهولة بالبشر إلى الفضاء هذه الأيام، سواء لأغراض بحثية أو سياحية، ولكن ماذا لو مات شخص في الفضاء؟
فخلال ستة عقود من رحلات الفضاء البشرية، لقي ما مجموعه 20 شخصًا حتفهم، كان منهم 14 في مآسي مكوك الفضاء التابع لناسا في عامي 1986 و2003، وثلاثة رواد فضاء خلال مهمة سويوز 11 عام 1971، وثلاثة رواد فضاء في حريق منصة إطلاق أبولو 1 في عام 1967، ومع ذلك، لم يُقتل أي منهم في الفضاء نفسه.
وفقًا لما ذكرته صيحفة "ديلى ميل" البريطانية، لم تضع وكالة ناسا بروتوكولات للتعامل مع الموت في الفضاء، لكن الباحثين في جميع أنحاء العالم طرحوا كيفية التعامل مع مثل هذه المأساة.
وهناك عدد من الطرق التي يمكن أن يقتلك بها الفضاء، من أهمها التعرض لفراغ الفضاء دون ارتداء بدلة مضغوطة كحماية، ربما بسبب تلف الثوب أو بعض العطل غير المتوقع بمركبة فضائية التي قد تترك رائد فضاء معرضًا للكون.
يقدم رائد الفضاء الكندي والقائد السابق لمحطة الفضاء الدولية (ISS) كريس هادفيلد مثالاً على ذلك، وقال: "في أسوأ السيناريوهات، يحدث شيء ما أثناء السير في الفضاء".
وأضاف رائد الفضاء: "قد تصطدم فجأة بنيزك صغير، ولا يوجد شيء يمكنك القيام به حيال ذلك، يمكن أن يحدث ثقب في بدلتك، وفي غضون ثوان قليلة ستصبح عاجزًا."
سيجعل التعرض لفراغ الفضاء من المستحيل على الشخص التنفس وسيؤدي إلى غليان الدم وسوائل الجسم الأخرى، وفقًا لإيمانويل أوركويتا، أستاذ طب الفضاء في كلية بايلور للطب.
من المحتمل أن يكون لدى رائد الفضاء 15 ثانية فقط قبل أن يفقد وعيه، مما يجعل الاختناق أو تخفيف الضغط السبب الأكثر ترجيحًا للوفاة.
هذا لأنه في غضون 10 ثوانٍ تقريبًا، سيتبخر الماء الموجود في الجلد والدم، مما يتسبب في تمدد الجسم مثل البالون الذي يمتلئ بالهواء ويؤدي إلى انهيار رئتيهم، وفي غضون 30 ثانية ، سيصاب رائد الفضاء بالشلل، إن لم يكن قد مات بالفعل.
ماذا سيحدث للجثة؟
لن يتجمد الجسم على الفور، ففي الفراغ، الطريقة الوحيدة لفقدان الحرارة هي تبخر السوائل أو الإشعاع، والذي يحدث ببطء شديد بالنسبة لجسم بارد نسبيًا مثل جسم الإنسان.
ومع ذلك، ستدخل الجثة في النهاية في حالة مجمدة ومحنطة حيث ستبحر بعد ذلك عبر الكون لملايين السنين حتى تصادف يومًا ما كوكبًا أو نجمًا آخر وتدمرها الحرارة أو الإشعاع.
هل يمكن إعادة الجسد للأرض؟
يقول الخبراء إنه من المحتمل إعادته إلى الأرض إذا حدثت وفاة في مهمة قصيرة إلى أماكن مثل محطة الفضاء الدولية أو القمر.
لكن في رحلة ذهابًا وإيابًا إلى المريخ، لن يكون ذلك ممكنًا على الفور لأن الطاقم قد يكون على بعد ملايين الأميال عندما حدث ذلك.
بدلاً من ذلك، يمكن تجميد الجسم في برودة الفضاء لتقليل وزنه وتسهيل تخزينه في طريق عودته إلى كوكبنا، وفقًا للبروفيسور كريستوفر نيومان والبروفيسور نيك كابلان من جامعة نورثمبريا، أو يجب حفظه في كيس مخصص للجسم.
كما أن حرق الجثث لن يكون ممكنا على الكوكب الأحمر لأنه "يتطلب الكثير من الطاقة التي يحتاجها الطاقم الناجي لأغراض أخرى".
ولعل الدفن أيضًا ليس خيارًا لأن البكتيريا والكائنات الحية الأخرى من البقايا البشرية يمكن أن تلوث المريخ.
ويوجد لدى وكالة ناسا قوانين صارمة بشأن تلويث الكواكب الأخرى بميكروبات الأرض، وفقًا لكاثرين كونلي من مكتب حماية الكواكب التابع لناسا.