كتب : سماح سعيد – مصطفى ابراهيم
تلعب ريادة الأعمال دوراً حاسماً في دفع النمو الاقتصادي والابتكار في المجتمعات حول العالم، ومع ذلك، في المجتمعات المنقسمة، حيث غالباً ما تخلق الاختلافات الاجتماعية والثقافية حواجز، يصبح تعزيز الروابط الاجتماعية المتنوعة أكثر أهمية لنجاح ريادة الأعمال.
وتوضح الدراسات الحديثة أن روّاد الأعمال الذين ينشطون في تنمية شبكات اجتماعية متنوعة هم أكثر عرضة للوصول إلى موارد قيمة، مثل المعرفة والمعلومات والتمويل من خلال التعامل مع أفراد من خلفيات مختلفة، يتمكنون من الوصول إلى نطاق أوسع من وجهات النظر والتجارب والخبرات، وهذا التنوع في الروابط الاجتماعية يمكّنهم من الاستفادة من الأفكار الجديدة، وتحديد الاتجاهات الناشئة، وتطوير حلول مبتكرة للمشاكل المعقدة.
وفي المجتمعات المنقسمة، حيث توجد انقسامات وصراعات اجتماعية، يواجه رواد الأعمال تحديات فريدة في بناء روابط اجتماعية متنوعة، ومع ذلك، فإن التغلب على هذه العوائق ليس ممكناً فحسب، بل ضروري أيضاً لنجاح ريادة الأعمال ويمكن كسر الحواجز من خلال البحث بنشاط عن فرص للتواصل مع أفراد من خلفيات اجتماعية وثقافية وعرقية مختلفة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال المشاركة في فعاليات التواصل، والانضمام إلى المنظمات المهنية المتنوعة، والمشاركة في المبادرات المجتمعية التي تعزز الشمولية. وتمتد فوائد الروابط الاجتماعية المتنوعة إلى ما هو أبعد من رواد الأعمال الأفراد، وفي المجتمعات المنقسمة، يمكن أن يسهم تعزيز الشبكات الاجتماعية المتنوعة في تحقيق التماسك الاجتماعي، وسد الفجوات بين المجتمعات المختلفة، وتعزيز التفاهم والتعاون.
وعندما يجتمع رواد الأعمال من خلفيات متنوعة معاً، فإنهم يخلقون نظاماً بيئياً نابضاً بالحياة يعزز الابتكار والنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، ومن خلال الاستفادة من روابطهم الاجتماعية المتنوعة، يمكن لرواد الأعمال التعاون في المشاريع التي تعالج التحديات المجتمعية، وتخلق فرص العمل، وتدفع نحو التغيير الإيجابي.
ويبين البحث بوضوح أن الروابط الاجتماعية المتنوعة أمر بالغ الأهمية لريادة الأعمال، حتى في المجتمعات المنقسمة. ومن خلال البحث النشط عن علاقات مع أفراد من خلفيات مختلفة ورعايتها، يستطيع رواد الأعمال الوصول إلى موارد قيمة، وكسر الحواجز، والمساهمة في التنمية الشاملة ورفاهية مجتمعاتهم.