كتب : محمد الخولي
تواجه التكنولوجيا النظيفة في الولايات المتحدة الأميركية تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، حيث تتزايد أعداد الشركات «الخضراء» التي تغلق أبوابها نتيجةً ارتفاع معدلات الفائدة، وانخفاض الطلب، والمنافسة الشديدة مع قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والصناعات الدفاعية التي تجذب اهتمام المستثمرين.
هذه العوامل تهدد الأهداف الوطنية الأميركية المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون.
أغلقت شركة «سان باور» (SunPower)، المطورة الأميركية لمنشآت الطاقة الشمسية، أبوابها. ويُعد إفلاسها رمزًا للتحديات التي يواجهها قطاع صناعي حيوي في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة.
وتمتلك شركة «توتال إنرجيز» (TotalEnergies) نسبة 32% من «سان باور» (SunPower)، لكنها لم تستطع تجنب تأثير ارتفاع معدلات الفائدة وتراجع الطلب، بالإضافة إلى تقليص الإعانات الحكومية في ولاية كاليفورنيا للطاقة الشمسية في عام 2023.
إفلاس «سان باور» (SunPower) ليس حالة معزولة، فقد أشارت برناديت ديل تشيارو، رئيسة «جمعية كاليفورنيا للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة»، إلى أن عشرات الشركات في هذا القطاع أغلقت أبوابها، أو اضطرت لمغادرة كاليفورنيا في الأشهر الأخيرة.
وأكدت أن «الخفض في الإعانات، وانخفاض المبيعات، وارتفاع معدلات الفائدة» يشكل ضغطًا متزايدًا على منافسي «سان باور» (SunPower). وتوقعات جمعية صناعات الطاقة الشمسية ومعهد الأبحاث «وود ماكينزي» تشير إلى أن عدد المنشآت الشمسية السكنية في الولايات المتحدة قد ينخفض بنسبة 14% هذا العام، وفي كاليفورنيا، قد يصل الانخفاض إلى 40%.
لا تقتصر الإفلاسات على قطاع الطاقة الشمسية وحسب، بل يشهد قطاع التكنولوجيا النظيفة بأسره ضغوطًا كبيرة، وفقًا لتقرير «فاينانشال تايمز». فمنذ بداية العام، تقدمت العديد من الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة بطلبات إفلاس، بما في ذلك شركة «موكسيون باور» (Moxion Power) المتخصصة في صناعة البطاريات، وشركة «أمبري» (Ambri) التي تطور بطاريات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، و«إنفيفا» (Enviva) أكبر منتج عالمي لحبيبات الخشب.
كما أن هناك شركات أخرى تواجه صعوبات بسبب نقص التمويل اللازم لتوسعها، مثل «سويل إنرجي» (Swell Energy) التي توفر الطاقة الشمسية والبطاريات، و«فري واير تكنولوجيز» (FreeWire Technologies) المصنعة لمحطات شحن السيارات الكهربائية. وباتت هذه الشركات تواجه منافسة قوية من قطاعات ناشئة أخرى تجذب اهتمام المستثمرين، مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة والتكنولوجيا الدفاعية. ووفقًا لبلال زبيري من شركة «لوكس كابيتال» (Lux Capital)، فإن هذه المنافسة قد تعرقل أهداف إدارة بايدن في مجال الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الكربون.