25 مليار دولار تمويل الذكاء الاصطناعي عالمياً في الربع الثاني

  • كتب : رشا حسين

    أوضح تقرير صادر عن شركة «القابضة ADQ»، بالتعاون مع مجلة «إيكونوميست»، أن الشركات المتخصصة في نماذج اللغة الكبيرة، وتصنيع الرقائق، ومراكز البيانات، شهدت في الأشهر الأخيرة تدفقاً هائلاً من الاستثمارات ونمواً بارزاً. ومع ذلك، يمثل التبني الشامل للذكاء الاصطناعي في الشركات تحدياً رئيسياً لتحقيق إمكاناته الاقتصادية الكاملة.

    وفي ظل هذا التحول، يقوم المستثمرون بتقييم كيفية تطور صناعة الذكاء الاصطناعي، على مدار العقد القادم، حيث يتساءلون عما إذا كان مطورو الذكاء الاصطناعي، الذين ينشئون التقنيات والخوارزميات والأطر والأدوات، سيستمرون في تحقيق أغلب القيمة أو إذا كان المتبنون، الذين يستخدمون حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الأعمال أو العروض، سيحققون عوائد أكبر.

    ويعد النهج الاستثماري المتوازن بين المطورين والمستخدمين، ضرورياً لضمان تقدم وتوسع تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، مما يتجنب الاستثمارات الزائدة في مجال على حساب الآخر.

    وتُظهر البيانات الأخيرة في التقرير، الذي صدر بعنوان «الخوارزميات مقابل التطبيقات: منظور الاستثمار في الذكاء الاصطناعي»، أن التمويل العالمي للذكاء الاصطناعي، شهد انتعاشاً قوياً في الربع الثاني من عام 2024، حيث ارتفع إلى 24.9 مليار دولار، مقارنة بـ13.3 مليار دولار في الربع الأول.

    كما أن التمويل في عام 2024، يتجه لتجاوز الإجمالي المسجل لعام 2023، ما يعكس تحولاً في عقلية المستثمرين نحو التركيز على النمو الفعّال، من حيث رأس المال.

    وبينما كان السعي وراء الربحية عاملاً دائماً في قرارات المستثمرين، إلا أن الأولوية باتت الآن للمطورين، الذين يمكنهم إثبات قدرتهم على تحقيق الربحية، من خلال الانضباط في التكاليف وتقديم قيمة ملموسة للعملاء.

     

    وتزايد اهتمام المستثمرين بالمستخدمين، بعد إطلاق الذكاء الاصطناعي التوليدي (genAI)، الذي يعد بتحسين الإنتاجية. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، قد يطغى على التقنيات الراسخة مثل التحليلات التنبؤية وأتمتة العمليات، خاصةً في الصناعات التي تعتمد على الأصول الثقيلة، والتي قد تكون هذه الحلول التقليدية فيها أكثر فعالية، وبالتالي، فإن المستثمرين يفحصون عن كثب كيفية تنفيذ الذكاء الاصطناعي، ويركزون على قدرته في تعزيز الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، وخفض التكاليف، وزيادة الإيرادات.

    ومع تزايد الطلب على القوة الحاسوبية لدعم التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي، على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة، يتضح أن هناك حاجة متزايدة لاستثمارات طويلة الأجل في هذه البنية التحتية. وقد شهد عام 2024 زيادة حادة في التمويل العالمي لأجهزة وبرمجيات مراكز البيانات، حيث تم الإعلان عن استثمارات بقيمة 12.5 مليار دولار في أول ثمانية أشهر، مقارنةً بمتوسط سنوي قدره 2.5 مليار دولار بين عامي 2021 و2023.

    ويشير التقرير إلى ضرورة التوازن بين الاستثمار في مطوري الذكاء الاصطناعي والمستخدمين له، لضمان تحقيق النمو المستدام في القطاع. فبينما يتوقع البعض أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كبير في تغيير أنماط العمل وزيادة الكفاءة، فإن التطبيقات التقليدية للذكاء الاصطناعي قد تظل فعالة ومؤثرة في بعض القطاعات.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن