أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية، ووزارة الصحة والسكان، والمعهد القومي للتغذية، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر، اليوم الإثنين، برنامج تعزيز رغيف الخبز البلدي المدعم.
ويركز هذا البرنامج على تعزيز الدقيق المدعم المستخدم في صناعة الخبز “البلدي” بإضافة المغذيات الأساسية مثل الحديد وحمض الفوليك، للوقاية والحد من انتشار أنيميا نقص الحديد في مصر.. وقد اعتمد المعهد القومي للتغذية المواصفات القياسية المناسبة لعملية تعزيز الخبز البلدي طبقا للاحتياجات التغذوية ومعدلات الأنيميا في مصر.. وبتمويل من الحكومة الألمانية، تم تأمين كميات كافية من المسحوق المعزز من الحديد وحمض الفوليك لتدعيم الخبز للمرحلة الأولى من البرنامج.
كما دعم برنامج الأغذية العالمي تدريب أكثر من 600 من العاملين في المطاحن على مستوى الجمهورية.. ومن خلال هذا التعاون، تعمل الحكومة وبرنامج الأغذية العالمي معًا لضمان وصول الخبز المدعم المُعزز بالمغذيات في 13 محافظة التي بها أعلى معدلات الأنيميا من خلال المخابز العامة.
وقال وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور شريف فاروق إن “هذا البرنامج يأتي ضمن جهود الوزارة المستمرة لتطوير منظومة الدعم الغذائي وضمان كفاءتها، حيث لا يقتصر دورنا على توفير الخبز المدعم فحسب، بل نسعى إلى تحسين جودته وتعظيم قيمته الغذائية بما يسهم في بناء مجتمع أكثر صحة وإنتاجية.”
وأضاف: “يتكامل البرنامج مع المشروعات الوطنية الأخرى التي أطلقتها الوزارة، مثل تعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، وتطوير البنية التحتية للصوامع، والتوسع في استخدام التكنولوجيا لضمان كفاءة عمليات الإنتاج والتوزيع. وسنواصل العمل على تطبيق أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، بالتعاون مع شركائنا، لضمان تحقيق أهدافنا في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة للمواطنين.”
وأعرب الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، عن سعادته بإطلاق البرنامج القومي لتعزيز الخبز البلدي بالحديد وحمض الفوليك للوقاية من الأنيميا، مقدماً شكره للمؤسسات التي ساهمت في إطلاقه مثل وزارة التموين والتجارة الداخلية وقطاع المطاحن والمعهد القومي للتغذية.. مؤكدا أن البرنامج يمثل خطوة مهمة في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالتغذية.
ويهدف البرنامج إلى الحد من فقر الدم، خاصة بين الأطفال والنساء. وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار أن فقر الدم يعد من أبرز المشكلات الصحية في مصر، حيث تنتشر نسب كبيرة من الإصابات بين الإناث والذكور في مراحل عمرية معينة، مما يؤثر على الطاقة الإنتاجية للفرد والاقتصاد الوطني.
واختتم بتقديره لدعم برنامج الأغذية العالمي، مشيراً إلى أن المشروع هو جزء من جهود الدولة المستمرة لتحسين التغذية والصحة العامة.
وأشار إلى أن البرنامج خطوة هامة ضمن جهود وزارة الصحة للوقاية من الأمراض، لافتا إلى أن تدعيم الخبز البلدي بالحديد يمثل خطوة محورية في استراتيجية الدولة لمكافحة فقر الدم، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال والنساء، مضيفًا أن الخبز البلدي، كأحد المكونات الأساسية للنظام الغذائي المصري، يشكل وسيلة فعالة لتحسين مستوى الصحة العامة، وخفض تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بنقص الحديد، مما يسهم في تعزيز الإنتاجية الاقتصادية ودفع عجلة التنمية.
وأوضح أن المسح الصحي الذي تم في إطار مبادرات “100 مليون صحة” كشف أن 40% من المصريين يعانون من فقر الدم، مما يسبب انخفاضًا في الطاقة الإنتاجية للفرد ويمثل عبئًا اقتصاديًا على الدولة، مشددًا على أن مكافحة الأنيميا هي أحد المحاور الأساسية للخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية.
وفي سياق متصل، دعا وزير الصحة إلى رفع الوعي المجتمعي حول مخاطر سوء التغذية، مثل السمنة، والأنيميا، والتقزم، مع التأكيد على ضرورة تكامل الجهود بين وزارات الصحة والتموين والمالية لتدعيم الخبز بمزيد من العناصر الغذائية، كما أشار إلى دراسة أجراها المعهد القومي للتغذية بشأن وضع ضوابط لاستهلاك السكر، بما يحقق التوازن الصحي والاقتصادي والاجتماعي، دون الإضرار بصحة المواطنين.
وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور خالد عبدالغفار عن أمله في أن يحقق هذا البرنامج، ضمن خطة شاملة ومتكاملة، نقلة نوعية نحو القضاء على الأنيميا وفقر الدم، وأن يكون الغذاء أداة للوقاية من الأمراض، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
من جانبه، قال جان بيير دومارجوري، ممثل ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر: “يمثل إطلاق البرنامج الوطني لتدعيم رغيف الخبز البلدي اليوم خطوة أساسية نحو تعزيز الأمن الغذائي والتغذية للجميع. وبناءً على تعاوننا المستمر منذ عام 2008، يفخر برنامج الأغذية العالمي بدعم مصر في ترجمة استراتيجيتها الوطنية للغذاء والتغذية إلى واقع ملموس.”
وأضاف: “ستسهم هذه المبادرة، جنبًا إلى جنب مع الجهود الأخرى للحد من أنيميا نقص الحديد، في تحسين التغذية، وتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، ودعم رؤية مصر 2030.”
بدورها، أوضحت الدكتورة سحر خيري، عميدة المعهد القومي للتغذية، أن “مشكلة الأنيميا، وخاصة أنيميا نقص الحديد، تُعد من أبرز تحديات سوء التغذية في مصر، حيث يُعد نقص عنصر الحديد في الغذاء السبب الرئيسي لها.
وقد أظهرت نتائج البحث السكاني لعام 2021 الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع معدلات الأنيميا في جميع الفئات العمرية، حيث بلغت 43% بين الأطفال دون سن الخامسة، ونسبة مرتفعة بشكل ملحوظ بين السيدات في سن الإنجاب. هذا الوضع يستدعي تفعيل وتعميم التدخلات الهادفة للحد من الأنيميا وعلاجها، ومن بينها البرنامج القومي لتعزيز الدقيق المدعم المستخدم في الخبز البلدي.”
من جهته، أوضح الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، أن دور الهيئة لا يقتصر على الرقابة، بل يشمل وضع خطط لضمان تطبيق الاشتراطات الصحية للمنتج النهائي.