بقلم : موزة البلوشي
محللة مرخصة في الاسواق المالية
تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام إلى ما دون مستوى 60 دولار للبرميل، وسط تنامي المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ولا تزال الرسوم الجمركية الأمريكية تُؤثر سلبًا على آفاق الاقتصاد العالمي، مما يثير العديد من المخاوف بشأن احتمال حدوث تباطؤ اقتصادي. وفي سياق متصل، جاء انكماش نشاط المصانع في الصين خلال أبريل - بأسرع وتيرة له منذ 16 شهرًا - ليزيد من حدة الضغوط على مستويات الطلب. وقد ساهمت هذه التطورات بشكل كبير في تراجع ثقة المتداولين، مما زاد من الضغوط على أسعار النفط.
علاوة على ذلك، انخفضت ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوياتها منذ ما يقارب 5 سنوات، مما أسهم بشكل ملحوظ في تصاعد المخاوف بشأن الآفاق الاقتصادية الأوسع. ورغم الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إدارة ترامب لاحتواء التوترات التجارية والتي ساعدت "مؤقتًا" في تهدئة الأجواء، إلا أن حالة الحذر لا تزال تسيطر على معنويات السوق. ولا تزال التحديات المرتبطة بالتجارة العالمية تلعب دورًا كبيرًا في زيادة حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية، مما يُعمّق من حالة عدم اليقين المرتبطة بالطلب المستقبلي على النفط.
وحول النظرة المستقبلية للأسواق، يترقب المتداولون صدور بيانات النمو الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، باعتبارها مؤشرات حاسمة على اتجاه أكبر اقتصادين في العالم وانعكاساته المحتملة على الطلب العالمي على النفط. أيضا، قد يتجه التركيز نحو بيانات مخزونات النفط الخام الأمريكي، لا سيما بعد ما أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاعًا في المخزونات تجاوز التوقعات.