كتب : رشا حجاج
علّقت شركة "سينوبسيس" (Synopsys Inc)، المتخصصة في برمجيات تصميم الرقائق الإلكترونية، توقعاتها المالية للربع الحالي والسنة المالية بأكملها، بعد تلقيها إشعاراً من الحكومة الأميركية بشأن قيود تصدير جديدة تستهدف الصين.
وقالت الشركة في بيان إنها تسلّمت خطاباً من "مكتب الصناعة والأمن" التابع لوزارة التجارة الأميركية، يُخطرها بالقيود الجديدة. وأضافت: "تقوم سينوبسيس حالياً بتقييم التأثير المحتمل لهذا الإخطار على أعمالها ونتائجها التشغيلية ووضعها المالي".
وأغلق سهم "سينوبسيس" على تراجع بنسبة 1.6% بعد الإعلان، ليرتفع إجمالي خسائره في يومين إلى أكثر من 10%. كما تراجع سهم منافستها الأكبر "كادينس ديزاين سيستمز" (Cadence Design Systems Inc) بنسبة 1.4% أيضاً، بعد خسائر حادة يوم الأربعاء. وأكدت "كادينس" بدورها أنها تسلّمت خطاباً مماثلاً، وفقاً لما ورد في إفصاح تنظيمي قُدم بعد إغلاق السوق يوم الخميس.
تقييد بيع البرمجيات
وكانت "بلومبرغ نيوز" أفادت، يوم الأربعاء، بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب تتحرك لتقييد بيع برمجيات تصميم الرقائق للصين. وأرسل مكتب الصناعة والأمن خطابات إلى عدد من كبار مزودي أدوات التصميم الإلكتروني يوم الجمعة الماضي، تطلب منهم وقف الشحنات إلى العملاء الصينيين، وفقاً لأشخاص مطلعين. وتشمل أبرز الشركات المصنعة لهذه التكنولوجيا كلاً من "سينوبسيس"، و"كادينس"، وشركة "سيمنز" الألمانية.
عند إعلان نتائجها المالية يوم الأربعاء، قال الرئيس التنفيذي لشركة "سينوبسيس"، ساسين غازي، إن الشركة لم تكن تلقت الإشعار من المكتب بعد، مضيفاً: "لا يمكننا التكهن بأي تأثير محتمل لإشعار لم نستلمه بعد".
وتحصل "سينوبسيس" و"كادينس" على أقل من 20% من إيراداتهما من الصين، إلا أن هذه السوق تُعدّ من أسرع الأسواق نمواً في قطاع الرقائق، سواء من حيث الطلب أو الاستثمارات في الطاقة الإنتاجية.
وجاء في إفصاح "كادينس": "ذكر الخطاب أن المكتب قرر أن هذه الشحنات تشكل خطراً غير مقبول لناحية استخدامها أو تحويلها لأغراض عسكرية في الصين أو من قبل مستخدم عسكري صيني". وأضافت: "المتطلبات الجديدة معقدة، ونحن على تواصل مع المكتب للحصول على مزيد من التوضيحات، بينما نقيم تأثيرها على أعمالنا ونتائجنا المالية".
منتجات أساسية
تتكون الرقائق الحديثة من مليارات الترانزستورات والموصلات، ولا يمكن تصميم هذه الدوائر المجهرية إلا باستخدام برمجيات متطورة تتحقق أيضاً من أن الرقاقة ستعمل بالشكل المطلوب قبل إرسال التصميم إلى مرحلة الإنتاج.
وتُعد منتجات هذه الشركات عنصراً أساسياً في تصميم الرقائق المتقدمة، مثل تلك التي تنتجها "إنفيديا"، والتي تُستخدم في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وتواجه الصين عزلة متزايدة عن تكنولوجيا تصنيع الرقائق الأميركية في ظل تشديد واشنطن للوائح التصدير، مبررة ذلك بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
لكن صناعة الرقائق الأميركية أعربت عن قلقها من أن يؤدي هذا الإقصاء المتزايد إلى فتح الباب أمام منافسين محليين صينيين لملء الفراغ.
وعلى صعيد آخر، حصلت "سينوبسيس" على موافقة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية على استحواذها المخطط عليه بقيمة 34 مليار دولار على شركة تطوير البرمجيات "أنسيس" (Ansys Inc)، في صفقة أُعلن عنها أوائل عام 2024، لكنها لا تزال بانتظار موافقة الجهات التنظيمية في الصين.