كشف مركز محمد بن راشد للفضاء خلال مؤتمر صحفي اليوم عن التفاصيل الكاملة لمهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء مجموعة من التجارب العلمية.
وسلط المركز الضوء على الكثير من التفاصيل الخاصة بمهمة هزاع المنصوري والتي شملت تفاصيل المهمة العلمية ولائحة المرفقات التي سيأخذها معه إلى الفضاء وكيفية إرسالها وعمليتي الإطلاق والهبوط ومراحل التدريبات ومرحلة العزل الصحي التي تسبق نقطة الصفر وهي موعد الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية.
وأعلن سعادة يوسف حمد الشيباني مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء عن توقيع شراكات واتفاقات تعاون مع جهات ومؤسسات محلية واتحادية من مختلف المجالات لتكون جزءا من هذا الحدث التاريخي ومنها شراكة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية وقام المركز من خلالها باختيار الطبيبة الإماراتية حنان السويدي "كطبيب رواد الفضاء" في مهمة انطلاق أول رائد فضاء إماراتي.
وقال إن مهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر المقبل تضم طاقما رئيسيا يتكون من هزاع المنصوري والروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير فيما يتضمن الطاقم البديل للمهمة سلطان النيادي وسيرغي ريزيكوف وتوماس مارشبيرن.
تجارب علمية:
وأشار الشيباني إلى أن رائد الفضاء هزاع المنصوري سينفذ 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الروسية روسكوسموس ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا"، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام والاضطرابات في النشاط الحركي والتصور وإدارك الوقت عند رائد الفضاء إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء وأثر العيش في الفضاء على البشر.
سلامة الطاقم:
وتعد المرحلة التي تسبق الانطلاق إلى المحطة الدولية عاملا مهما في نجاح رحلات الفضاء بشكل عام والتجارب العلمية؛ حيث يتم العمل على المحافظة على سلامة طاقم رواد الفضاء خلال هذه المدة في بيئة نظيفة لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق إلى المحطة الدولية ونقله إلى المحطة.
لذا يتم عزل رائدي الفضاء لمدة أسبوعين قبل الانطلاق في مدينة "بايكونور" في كازاخستان استعدادا للإطلاق في 25 سبتمبر 2019 وفي هذه الفترة من العزل الصحي يكون طاقم الرحلة الأساسي والبديل في موقع يكون فيه الاحتكاك مع العالم الخارجي شبه معدوم.
وخلال هذه المدة تتحمل الوكالة الطبية الحيوية الفيدرالية الروسية المسؤولية الكاملة عن صحتهم حيث تتكفل بمنع الجراثيم من دخول منشآتهم الأرضية والفضائية إضافة إلى تنفيذ الوكالة عملية تعقيم شاملة من الميكروبات وتخضع المرافق والأدوات التي يستخدمونها للتعقيم المتكرر وتشمل مكان الإقامة وحافلاتهم ومواقع تدريبهم.
ويأخذ الخبراء في الوكالة باستمرار عينات مخبرية من مختلف المرافق والأدوات للتحقق من وجود الجراثيم ومنعها من الانتقال إلى المركبة والمحطة الفضائية الدولية والفضاء الكوني بشكل عام.
وقبيل الرحلة مباشرة يعمل خبراء الصحة على تعقيم مقصورة مركبة الفضاء الروسية "سويوز أم أس 15" إضافة إلى وضع رواد الفضاء فيما يسمى بـ"الغرفة النظيفة" حيث يخضعون والحمولة التي تنطلق معهم إلى المحطة الدولية للتعقيم الصحي الأخير استعدادا لرحلة الإقلاع.
وسيعقد رواد الفضاء عشية انطلاقهم إلى محطة الفضاء الدولية مؤتمرا صحفيا للإجابة عن أسئلة الصحفيين حيث يفصلهم زجاج واق عن الصحفيين أثناء عقد المؤتمر.
لائحة المرفقات
ومن جهته أفاد سعيد كرمستجي مدير مكتب الرواد بمركز محمد بن راشد للفضاء بأنه خلال هذه الفترة سيقوم رواد الفضاء من الطاقمين الرئيسي والبديل برفع أعلام الدول الثلاث الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وعلم روسيا الاتحادية.
وأضاف كرمستجي أن رائد الفضاء هزاع المنصوري سيزرع شجرة في ممر حديقة رواد الفضاء بمركز بايكونور الفضائي ضمن تقاليد لرواد الفضاء الذين يغادرون إلى الفضاء وسيهدي هذه الشجرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وكل الشعب الإماراتي والوطن العربي.
عمليتي الإطلاق والهبوط
ولفت إلى أن عملية إطلاق مركبة "سويوز إم 15" تتم باستخدام صاروخ سويوز والذي يحتوي في الجزء العلوي على مركبة الفضاء سويوز وتتكون المركبة من ثلاثة أجزاء تشمل الوحدة المدارية التي تحتوي على مرافق مختلفة للرواد تمكنهم من النوم والأكل واستخدام دورة المياه فيها كما تحتوي على مخزن بضائع وفي المقدمة وحدة الالتحام والجزء الأوسط ويشمل وحدة الهبوط؛ حيث يجلس رواد الفضاء أثناء عمليات الإقلاع والهبوط ومن خلاله تتم عمليات التحكم بالمركبة والجزء الأخير ويشمل وحدة الدفع التي تحتوي على وقود ومحركات مركبة سويوز.
وأوضح كرمستجي أن الصاروخ المحمل بمركبة سويوز أم أس 15 سينطلق في تمام الساعة 5:56 مساء بتوقيت دبي والوصول سيكون في منتصف الليل أما فتح بوابة المركبة الى محطة الفضاء الدولية فسيكون بعد ساعتين من التحام المركبة وذلك للتأكد من إجراءات السلامة بشكل واف.
وبين أنه في عملية الهبوط والتي ستكون في يوم 4 أكتوبر فتحدث عملية الانفصال خلال المدار النهائي من قبل حوالي ثلاثة ساعات ونصف من لحظة الهبوط على الأرض.
وعلى ارتفاع يتراوح بين 1.1 و 0.8 متر من الأرض يصدر مقياس الارتفاع أمرا بإطلاق محركات DMP ويتم إطلاقها على بعد حوالي 0.7 متر فوق سطح الأرض مما يقلل من سرعة نزول الكبسولة إلى ما بين 0 و 3 أمتار في الثانية وهبوطها على الأرض بهدوء وسلاسة شمال شرق مركز بايكونور.
الاتصال مع هزاع المنصوري
كما ذكر كرمستجي أن فريقا متخصصا من المهندسين الإماراتيين يعملون في محطة التحكم الأرضية لإدارة مهمة أول رائد فضاء يصعد على متن محطة الفضاء الدولية من خلال التواصل واستقبال المعلومات وتوزيعها على المحطات الأرضية الأخرى والتي تشمل 4 محطات.
وقال المهندس عدنان الريس مدير برنامج المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء ومسؤول المحطة الأرضية إن مهمة فريق المحطة الأرضية تقوم على التواصل مع هزاع المنصوري أثناء وجوده على متن محطة الفضاء الدولية إضافة إلى متابعة خطة العمل والنشاط اليومي لرائد الفضاء من خلال التواصل اليومي صباح كل يوم".
وأضاف الريس أن المحطة الأرضية ستكون مسؤولة عن استقبال المعلومات والفيديوهات والصور إضافة إلى نتائج التجارب العلمية التي سيجريها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري على متن محطة الفضاء الدولية
وأوضح أن فريق المحطة الأرضية الإماراتي خضع لتدريبات مكثفة في وكالة الفضاء الأوروبية على كيفية إدارة العمليات الخاصة برواد الفضاء الموجودين على متن المحطة الدولية اكتسبوا خلالها العديد المهارات والخبرات اللازمة لإدارة مهمة أول رائد فضاء إماراتي.
العزل الصحي
قام مركز محمد بن راشد بالتعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية بتعيين الدكتورة حنان السويدي كطبيب رواد الفضاء لهذه المهمة للتأكد من صحة رواد الفضاء خلال فترة العزل الصحي وسوف تتابع الحالة الصحية للمنصوري خلال تواجده على متن المحطة.
وستكون من ضمن الفريق الطبي الدولي المخصص الذي سيشرف على وضع هزاع الطبي فور عودته من الفضاء في مكان مخصص لفحص رواد الفضاء عند موقع الهبوط كما ستقوم بمتابعة حالته الصحية لفترة ما بعد العودة الى الأرض.
جدير بالذكر أن محطة الفضاء الدولية عبارة عن مختبر عملاق يسبح في الفضاء وعلى مدى قرابة العشرين عاماً استقبلت أكثر من 352 رائد فضاء من 81 دولة حتى الآن ويقضي رواد الفضاء معظم أوقاتهم على متنها في إجراء أبحاث علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض بهدف تطوير المعرفة العلمية الإنسانية والتوصل إلى استكشافات علمية لم يكن الوصول إليها ممكناً على سطح الأرض.