كتب : امير طه – وائل الحسينى
انسحبت شركة "أدوبي" (.Adobe Inc) من صفقة الاستحواذ على شركة "فيغما" (.Figma Inc) الناشئة بقيمة 20 مليار دولار، بعد نشوب خلافات مع الجهات التنظيمية في أوروبا والمملكة المتحدة.
قالت الشركتان ، إن "أدوبي" ستدفع مليار دولار لـ"فيغما" كرسوم نظير إلغاء الصفقة وقال أن الشركتين لم تجدا "مسلكاً واضحاً" للحصول على الموافقات التنظيمية من المفوضية الأوروبية وهيئة أسواق المال في المملكة المتحدة.
أجرت الجهات التنظيمية مراجعة لصفقة الشراء المقترحة من "أدوبي" منذ أكثر من عام، حيث طلبت من الشركتين جولات متعددة من الوثائق والمعلومات الأخرى.
كانت "أدوبي" قد ذكرت في بيان نُشر في وقت سابق من اليوم الإثنين، بأن الحلول التي اقترحتها هيئة أسواق المال البريطانية للسماح بالمضي قدماً في الصفقة كانت "غير متكافئة"، وأن الشركة رفضت تقديم حلول لذلك.
أعلنت "أدوبي"، وهي الشركة المهيمنة لسنوات في برامج مثل "فوتوشوب" و"إلستراتور" لمحترفي التصميم، عن صفقة لشراء "فيغما" في سبتمبر 2022. شكلت الصفقة، التي كانت من الممكن أن تكون واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ على الإطلاق التي تقوم بها شركة تصنيع برمجيات خاصة، بمثابة رهان كبير على أن الشركات الصغيرة والمستخدمين العاديين عبر الإنترنت سيقومون بمزيد من العمل الإبداعي، وهي السوق التي سرعان ما استحوذت عليها "فيجما". على الرغم من أن "أدوبي" طرحت منتجات مبسطة وأقل تكلفة لهذا الجمهور، فغالبية منتجاتها عبارة عن برامج تستهدف المتخصصين.
تعمل "فيجما" بشكل أساسي في مجال تصميم واجهات التطبيقات أو مواقع الويب، وتمكنت في السنوات الأخيرة من التفوق على منتج "إكس دي" (XD) المنافس الذي تنتجه شركة "أدوبي".
قالت "أدوبي" إن الصفقة لا تمنع المنافسة؛ لأن الشركة الناشئة ليست منافساً لمنتجات مهمة مثل "فوتوشوب"، الذي يستخدم لتحرير الصور، أو "بريميير"، الذي يستخدم لقص الفيديو.
ومع ذلك، فسرعان ما أثارت الصفقة مقارنات مع استحواذ قامت به "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms Inc) على "إنستغرام" (Instagram) في عام 2012، وهو استحواذ آخر على منافس صغير ولكنه صاعد، والذي كانت قد هددت الشركة العملاقة بسحبه.
حاولت "أدوبي" شراء "فيجما" في عامي 2020 و2021 مع اكتساب الشركة الناشئة زخماً سريعاً، وفقاً لملف يضم تفاصيل حول كيفية تحقيق الاندماج.
في نهاية المطاف، قبلت "فيجما" في عام 2022، عرضاً يضاعف تقييمها، في وقت كان فيه العديد من نظرائها يعانون انخفاضات. رأى محللو "وول ستريت" أن السعر يكشف عن ضغوط تنافسية شديدة على "أدوبي". لم تنجح "فيغما" في الحصول على عرض من "مايكروسوفت" قبل قبول عرض "أدوبي".