التحول الرقمى والنهضة العلمية المنشودة

  • بقلم : إسلام محفوظ

    يعانى البحث العلمى فى مصر والدول العربية من العديد من المشكلات التى تؤثر على جودة البحث العلمى وتؤدى الى خروج أبحاث دون المستوى وأحيانا تأخر ظهور البحث أو حتى عدم خروجه نظرا للصعوبات الكثيرة التى تواجه الباحث وتجعله يعزف عن اكمال بحثه نظرا للعقبات التى توضع أمامه ، وكثيرة هى المشكلات التى يعانى منها البحث العلمى والباحثين ومنها نقص التمويل اللازم لاجراء البحث العلمى وعدم الاهتمام الجاد من الجهات الرسمية بالبحث العلمى وتشجيع الباحثين ، بالاضافة إلى عدم الاهتمام بتطبيق ما ينتج عن البحث العلمى من حلول لعلاج الكثير من المشكلات  مما يصيب الكثير من الباحثين بالاحباط عندما يجدوا أبحاثهم وأفكارهم التى بذلوا فيها الجهد الكبير مصيرها إلى أرفف المكتبات . بالاضافة إلى العنت الشديد والمعاناة التى يلاقيها الباحثين فى العلوم الاجتماعية عند جمع البيانات اللازمة عن المشكلة موضع الدراسة باستخدام قوائم الاستقصاء، فأحيانا كثيرة يرفض مجتمع الدراسة التعاون مع الباحث لأسباب عديدة منها الخوف فكثير من المفحوصين يرفض الادلاء بأى بيانات للباحث خوفا من تعرضه لمشكلات بعد ذلك ، والبعض يكون لديه تحفظات على الباحث وأنه ربما يكون مايجمعه من بيانات لصالح جهات خارجية تضر بمصالح وأمن الوطن ، كما أن بعض المؤسسات الرسمية تفرض على أعضاءها والعاملين بها قيودا فيما يتعلق بالتعاون مع الباحثين ، وترفض اعطاء الباحثين أى بيانات أو حتى الاجابة على أى أسئلة من جانب الباحث ، وهذا بحجج وأسباب الكثير منها غير مقنع وغير مفهوم. لذلك أصبحت عملية جمع البيانات تمثل عقبة ومعاناة أمام الكثير من الباحثين خصوصا عند استخدام أداة قوائم الاستقصاء فى جمع البيانات عن الظاهرة موضع الدراسة، وتتمثل المعاناة فى ضياع الكثير من الوقت والجهد أثناء عملية توزيع القوائم على الجهات والأفراد المستهدفة فى الاستقصاء بالاضافة إلى ضياع كثير من الوقت والجهد أيضا فى أثناء جمع هذه القوائم مرة أخرى ،ومع كل هذا الجهد المبذول والوقت الضائع غالبا ما يكون نسبة الاجابة على القوائم متدنية جدا وقد لا تكفى لاجراء التحليل الإحصائى ، ويكون أمام الباحث سبيلين لمواجهة هذه المشكلة كلاهما له آثاره السلبية على جودة البحث العلمى .فالباحث إما يكتفى بالعدد الذى تم جمعه ولاشك أن النتائج فى هذه الحالة ستكون غير معبرة عن الواقع لكونها لم توصف الظاهرة محل الدراسة توصيفا تاما لأن عينة الدراسة لم تشارك فى الاجابة على الاستقصاء بنسبة معقولة. أما السبيل الآخر الذى قد يسلكه الباحثون بعد ما يلاقوه من جهد وعناء ومشقة وضياع كثير من الوقت والمال فى عملية توزيع وجمع القوائم وفى النهاية يكون معدل الاستجابة قليل جدا فى هذه الحالة قد يقوم الباحث وبمساعدة بعض زملائه مثلا بالاجابة على العدد المطلوب من القوائم وبالتالى يتدخل لتوجيه الاجابات من أجل الوصول إلى نتائج هو حددها سلفا . وكلا السبيلين يضر بالبحث العلمى لأنه يجعله يصل إلى نتائج لا تعبر عن الحقيقة وبالتالى تكون القرارات التى تم اتخاذها بناء على هذه النتائج قرارات خاطئة وتكون آثارها سلبية .

    . هذا ما استدعى التفكير فى وسيلة وطريقة تؤدى إلى سرعة جمع البيانات بالقدر الكافى وتحليل هذه البيانات من أجل رفع جودة البحث العلمى .

    تتمثل هذه الوسيلة فى انشاء موقع تواصل اجتماعى علمى يكون تابع لإحدى الجهات الرسمية او حتى الخاصة ولكن تحت اشراف حكومى. ويسمح لأى فرد بالتسجيل فى الموقع وانشاء حساب واحد فقط باسمه ورقمه القومى ووظيفته التى فى بطاقة الرقم القومى وبالتالى لن يتمكن أى فرد بإنشاء حسابين له ، ويكون لدى الموقع امكانية التحقق من الرقم القومى  لكل عضو مسجل فى الموقع . أما عن طريقة عمل الموقع فتكون كما يلى : إذا باحث أراد دراسة ظاهرة ما بقوائم استقصاء يتواصل مع الموقع  ويحدد التخصص العام ويحدد التخصص الدقيق ويحدد الجهات المستهدفة من الاستقصاء ويحدد العدد المطلوب الاجابة عليه ، يقوم الموقع بعد ذلك  بارسال اشعارات إلى الأعضاء بالموقع يطلب منهم فيه الاجابة على قائمة الاستقصاء لانها تقع فى نطاق تخصصكم وأن هناك مقابل مالى يحصلون عليه عند الاجابة على هذه القائمة يتسلمه باحدى وسائل الدفع الالكترونى ويوضح مقدار هذا المقابل وانه يمكن الاجابة على الاستقصاء فى أى وقت خلال مدة معينة يحددها الباحث .

    على سبيل المثال : عندما يريد باحث دكتوراة استطلاع رأى المحاسبين بالبنوك والمحاسبين القانونيين والمحللين الماليين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات حول موضوع بحثى ما .

    يقوم الباحث بمراسلة الموقع وطلب وضع قائمة استقصاء على الموقع للاجابة عليها ويحدد فى الطلب عنوان البحث والتخصص العام والتخصص الدقيق ،ويحدد عدد القوائم المطلوب الاجابة عليها ، والفئات المستهدفة من الدراسة ، ويحدد المدة المطلوب خلالها الاجابة على القوائم . أما الموقع فيقوم بتحديد التكاليف المطلوبة من الباحث بناء على ماسبق ، وبعد الاتفاق بين الموقع والباحث ورفع القائمة على الموقع يبدأ الموقع فى ارسال اشعارات الفئات المستهدفة يطلب منهم فيه الاجابة على قائمة الاستقصاء حيث تقع فى مجال تخصصهم وأن يتم الإجابة فى أى وقت بشرط أن تكون خلال المدة المطلوبة ، وأن هناك مقابل يحصل عليه كل من يجيب على القائمة . هذا وإن تم الاجابة على الاستقصاء بالعدد المطلوب حتى لو قبل انتهاء المدة يتم غلق باب الاجابة على الاستقصاء وارسال القوائم المجابة الى الباحث ليبدأ فى تحليلها .

    تكاليف اجراء الاستقصاء الكترونيا  

    يحدد الموقع التكلفة الكلية المطلوب من الباحث تحملها وتشمل رسوم إدارية ، ومقابل يدفع لكل مستقصى منهم ورسوم اختيارية تشمل المساعدة فى اجراء التحليل الاحصائى لقوائم الاستقصاء إذا أراد الباحث ذلك .

    فعلى سبيل المثال ممكن تحسب التكاليف كما يلى :

    -      100 جنيه رسوم ادارية للموقع .

    -      إذا أراد الباحث الحصول على 100 قائمة استقصاء مجاب عنها وكان كل مستقصى منه يحصل على 30 جنيه فى هذه الحالة يصبح جملة التكاليف المطلوبة من الباحث = 100 + 100× 30 = 3100 جنيه

    -      فاذا أراد الباحث أن يقوم الموقع بعمل التحليل الاحصائى للقوائم وكانت تكلفة ذلك 900 جنيه يصبح اجمالى التكلفة التى يتحملها الباحث = 4000 جنيه .

    مزايا هذا الموقع 

    يحقق هذا الموقع العديد من المزايا لكل من الباحث والمستقصى منهم والبحث العلمى والدولة أو الجهة المسئولة على الموقع .حيث يوفر الوقت والجهد على الباحث ،كما أن حصول الباحث على البيانات فى الوقت المناسب سوف يزيد من همة وحماس الباحث لاكمال بحثه وعدم شعوره بالاحباط ،بالاضافة الى ضمان سرية البيانات وتحقيق موضوعية البحث من خلال وجود نسخة من  النتائج على الموقع يمكن من خلالها التأكد من صدق وعدالة النتائج . كما ان وجود حافز مادى معقول يحصل عليه كل مستقصى منهم عند إجابته على القائمة سوف يولد هذا الدافع عند العديد من الفئات للاجابة على الاستقصاء وبالسرعة المطلوبة .سوف يساهم الموقع فى رفع ثقافة البحث العلمى فى المجتمع من خلال ارسال رسائل لكل الاعضاء بمفهوم البحث العلمى واهميته فى النهوض بالبلاد ، يقوم الموقع العلمى بعقد دورات بمقابل مادى للباحثين كل حسب تخصصه فى كيفية عمل الأبحاث العلمية ، وصفات البحث العلمى الجيد وكيف يمكن تحقيق هذه الصفات ، والنشر الدولى للأبحاث وغيرها .

    يمكن ألا يقتصر نشاط الموقع على الأبحاث العلمية بل من الممكن أن يشمل نشر استقصاء لاستطلاع الرأى العام فى موضوع ما لصالح جهة ما ، أو نشر استقصاء أعدته احدى الشركات لمعرفة رأى عملائها فى منتج معين أو خدمة معينة تقدمها الشركة وبالتالى فالوصول إلى النتائج بسرعة سوف يوفر للشركة إمكانية تطوير منتجاتها بسرعة لتدعيم قدرتها على تحقيق المنافسة وبالتالى حصول الموقع على مقابل نظير القيام بهذه الخدمات مما يوفر دخلا كبيرا للموقع والجهة القائمة عليه تمكنه من الاستمرار ودعم البحث العلمى وتحقيق التنمية المستدامة فى اطار رؤية مصر 2030 م.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن