البطالة وريادة الأعمال .. 1

  •   

    مقال إسلام محفوظ 

     تعتبر مشكلة البطالة مشكلة عالمية تعاني منها اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ولكن مع مراعاة الفروق الواضحة في حدة هذه المشكلة بين الدول. وتعتبر ظاهرة البطالة في أسواق العمل العربية من أبرز التحديات التي تواجه هذه الاقتصاديات وذلك لما لها من تأثير على المستوى المعيشي ليس للعاطلين عن العمل فقط، بل وعلى أسرهم، وترتبط البطالة بشكل كبير بظاهر اقتصادية واجتماعية وإنسانية أخرى هي ظاهرة الفقر ويعود ذلك إلى أن البطالة من أهم أبواب انخفاض اإلنتائج، كما أنها تعني حرمان العاطلين عن العمل ليس من مصادر الدخل الضرورية لمعيشتهم فحسب، بل وأيضا حرمانهم من حقوقهم الإنسانية والسياسية المتمثلة بحقهم في الحصول على العمل المناسب لقدراتهم الشخصية وإمكانياتهم الجسدية والذهنية. كما تشكل البطالة إهدارا للموارد التي تم استثمارها في إعداد وبناء الإنسان وتربيته وتعليمه وتدريبه وتأهيله بهدف الدخول إلى سوق العمل ونتيجة لتفشي هذه المشكلة، فقد سعت الحكومات إلى مواجهتها بشتى السبل ومن خلال خططها التنموية والتشريعات، إلا أن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب ومرجع ذلك إلى أن نجاح السياسات الحكومية في مواجهة البطالة وصالح الاختلال الحاصل في سوق العمل له مقومات وشروط لا بد من توافرها حتى تؤتي هذه السياسات والخطط والتشريعات أكلها. وفي ضوء ذلك كان لا بد للقطاع الخاص من أن يعظم الدور الذي يقوم به لمواجهة مشكلة البطالة جنبا إلى جنب مع الحكومات.وقبل أن نشرع في بيان الدور الذي يجب على القطاع الخاص ً ورواد الأعمال القيام به مساهمة في حل مشكلة البطالة، يجدر بنا أولا أن نقوم بتحليل وتوضيح هذه المشكلة من حيث مفهومها وأسبابها وأنواعها والآثار المترتبة عليها حتى إذا اتضحت المشكلة وعرفت أسبابها عرف كيفية حل مفهوم البطالة يعبر المفهوم الاقتصادي للبطالة عن عدم قدرة الاقتصاد بما فيه من منشآت ومؤسسات عامة خاصة على توفير فرص العمل الكافية لاستيعاب من هم في سن العمل وقادرون عليه ويبحثون عنه ولا يحصلون عليه ـ وهم العاطلون عن العمل ـ ويعرف العاطلون عن العمل أنهم جميعا أشخاص فوق سن العمل، ممن لا يعملون بالأجر أو لا يعملون لحسابهم الخاص، والمستعدون وجاهزون للعمل بأجر أو لحسابهم الخاص، واتخذوا خطوات محددة بحثا ولكنهم لم يجدوا أي عمل .ويحسب معدل ً عن العمل بأجر أو لحسابهم الخاص 2 البطالة بقسمة عدد العاطلين عن العمل إلى مجموع قوة العمل وتتكون قوة العمل من مجموع العاطلين عن العمل والعاملين . أسباب البطالة البطالة إحدى أهم المشكلات التى تواجه معظم دول العالم والتي تهدد مستوى الاستقرار الاقتصادي وتماسك المجتمعات ويعود ارتفاع معدلات البطالة إلى أسباب اقتصادية، واجتماعية وأخرى سياسية كما يمكن أن يرجع انتشار ظاهرة البطالة لأسباب داخلية وأخرى خارجية في كثير، وقد تختلف أسباب البطالة من بلد إلى آخر، وذلك وفقا في أحيان للهيكل الاقتصادي والتركيب السكاني في كل بلد. وتختلف أسباب البطالة في بعض الأحيان من منطقة إلى أخرى داخل البلد الواحد .وفيما يلى استعراض لأهم أسباب البطالة في دول العالم.

      : 1إرتفاع معدل النمو السكاني بمعدلات تجعل من الصعب على القطاعات الاقتصادية استيعاب الأعداد الهائلة من قوة العمل

    . 2 إخفاق خطط التنمية الاقتصادية المتعاقبة في إيجاد آلية حقيقية لرفع معدلات التشغيل.

    . 3 ارتفاع معدل نمو قوة العمل مقارنة مع معدل نمو الناتج القومي.

      . 4غياب التخطيط الاقتصادي الممنهج وعدم وجود تطابق وتواؤم بين متطلبات سوق العمل ومخرجات قطاع التعليم.

     5 .تطبيق سياسات الانفتاح الاقتصادي وما صاحبها من تطبيق لبرامج الخصخصة التي أدت إلى التخلي عن أعداد كبيرة من العاملين

      . 6إخفاق معظم برامج الصالح الاقتصادي في إحداث نمو اقتصادي حقيقي يزيد من القدرة على استحداث المزيد من فرص العمل ولفترات زمنية طويلة.

     . 7التوزيع غير الأمثل للموارد المحلية.

     . 8عدم إقبال الشباب على العمل المهني والأعمال الحرة ( خاصة فى الدول العربية(.

       9نقص الاستثمارات الموجهة للتنمية الاقتصادية.

    . 10 تراجع الدور الحكومي كموظف رئيسي ومباشر بسبب إنتشار البطالة المقنعة والترهل الإداري وزيادة العبء على الموازنة العامة للدولة.

      . 11التطورات والعلاقات السياسية بين الدول المصدرة للقوة العاملة والمستوردة.

      . 12 عدم توفر مقومات نجاح السياسات الحكومية المالية والنقدية .

     . 13 ضعف التوجه إلى المشروعات الخاصة الصغيرة ومتناهية الصغر .

       . 14تدني مستوى الروح الريادية وحب المبادرة بين الأفراد، وغياب الأفكار التي تزيد من فرص العمل.

      . 15 إنتشار ثقافة العيب عند الأفراد.

     . 16 إنتشار ظاهرة البطالة الموسمية.

      17 ضعف قواعد البيانات والمعلومات حول الباحثين عن عمل. ويلاحظ أن كثير من أسباب البطالة يرجع خاصة فى الدول النامية إلى ضعف الإقبال على العمل الخاص وضعف الروح الريادية وانخفاض مستوى الإبداع والابتكار والبحث عن العمل الوظيفي ذو الأجر الثابت خصوصا لدى الحكومات . وتجدر الإشارة هنا إلى أن معرفة أسباب البطالة يجب أن ينعكس على نوعية الإجراءات المتبعة للحد منها، كما أنه يوزع المهام والمسئوليات بين كل من الحكومة والقطاع الخاص وقطاع األسر )الأفراد)، فالمسئولية التي تقع على طرف دون الآخر، بل يكملون بعضهم البعض ولكن لوضع الحلول واختيار الآليات اللازمة لمواجهة مشكلة البطالة، لا بد من التعرف على أنواعها، فالآليات والمسئولية تختلف تبعا لنوع البطالة السائد. وهذا ما سنتناوله فى المقال القادم بإذن الله . ً

    &63

     تعتبر مشكلة البطالة مشكلة عالمية تعاني منها اقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ولكن مع مراعاة الفروق الواضحة في حدة هذه المشكلة بين الدول. وتعتبر ظاهرة البطالة في أسواق العمل العربية من أبرز التحديات التي تواجه هذه الاقتصاديات وذلك لما لها من تأثير على المستوى المعيشي ليس للعاطلين عن العمل فقط، بل وعلى أسرهم، وترتبط البطالة بشكل كبير بظاهر اقتصادية واجتماعية وإنسانية أخرى هي ظاهرة الفقر ويعود ذلك إلى أن البطالة من أهم أبواب انخفاض اإلنتائج، كما أنها تعني حرمان العاطلين عن العمل ليس من مصادر الدخل الضرورية لمعيشتهم فحسب، بل وأيضا حرمانهم من حقوقهم الإنسانية والسياسية المتمثلة بحقهم في الحصول على العمل المناسب لقدراتهم الشخصية وإمكانياتهم الجسدية والذهنية. كما تشكل البطالة إهدارا للموارد التي تم استثمارها في إعداد وبناء الإنسان وتربيته وتعليمه وتدريبه وتأهيله بهدف الدخول إلى سوق العمل ونتيجة لتفشي هذه المشكلة، فقد سعت الحكومات إلى مواجهتها بشتى السبل ومن خلال خططها التنموية والتشريعات، إلا أن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب ومرجع ذلك إلى أن نجاح السياسات الحكومية في مواجهة البطالة وصالح الاختلال الحاصل في سوق العمل له مقومات وشروط لا بد من توافرها حتى تؤتي هذه السياسات والخطط والتشريعات أكلها. وفي ضوء ذلك كان لا بد للقطاع الخاص من أن يعظم الدور الذي يقوم به لمواجهة مشكلة البطالة جنبا إلى جنب مع الحكومات.وقبل أن نشرع في بيان الدور الذي يجب على القطاع الخاص ً ورواد الأعمال القيام به مساهمة في حل مشكلة البطالة، يجدر بنا أولا أن نقوم بتحليل وتوضيح هذه المشكلة من حيث مفهومها وأسبابها وأنواعها والآثار المترتبة عليها حتى إذا اتضحت المشكلة وعرفت أسبابها عرف كيفية حل مفهوم البطالة يعبر المفهوم الاقتصادي للبطالة عن عدم قدرة الاقتصاد بما فيه من منشآت ومؤسسات عامة خاصة على توفير فرص العمل الكافية لاستيعاب من هم في سن العمل وقادرون عليه ويبحثون عنه ولا يحصلون عليه ـ وهم العاطلون عن العمل ـ ويعرف العاطلون عن العمل أنهم جميعا أشخاص فوق سن العمل، ممن لا يعملون بالأجر أو لا يعملون لحسابهم الخاص، والمستعدون وجاهزون للعمل بأجر أو لحسابهم الخاص، واتخذوا خطوات محددة بحثا ولكنهم لم يجدوا أي عمل .ويحسب معدل ً عن العمل بأجر أو لحسابهم الخاص 2 البطالة بقسمة عدد العاطلين عن العمل إلى مجموع قوة العمل وتتكون قوة العمل من مجموع العاطلين عن العمل والعاملين . أسباب البطالة البطالة إحدى أهم المشكلات التى تواجه معظم دول العالم والتي تهدد مستوى الاستقرار الاقتصادي وتماسك المجتمعات ويعود ارتفاع معدلات البطالة إلى أسباب اقتصادية، واجتماعية وأخرى سياسية كما يمكن أن يرجع انتشار ظاهرة البطالة لأسباب داخلية وأخرى خارجية في كثير، وقد تختلف أسباب البطالة من بلد إلى آخر، وذلك وفقا في أحيان للهيكل الاقتصادي والتركيب السكاني في كل بلد. وتختلف أسباب البطالة في بعض الأحيان من منطقة إلى أخرى داخل البلد الواحد .وفيما يلى استعراض لأهم أسباب البطالة في دول العالم.

      : 1إرتفاع معدل النمو السكاني بمعدلات تجعل من الصعب على القطاعات الاقتصادية استيعاب الأعداد الهائلة من قوة العمل

    . 2 إخفاق خطط التنمية الاقتصادية المتعاقبة في إيجاد آلية حقيقية لرفع معدلات التشغيل.

    . 3 ارتفاع معدل نمو قوة العمل مقارنة مع معدل نمو الناتج القومي.

      . 4غياب التخطيط الاقتصادي الممنهج وعدم وجود تطابق وتواؤم بين متطلبات سوق العمل ومخرجات قطاع التعليم.

     5 .تطبيق سياسات الانفتاح الاقتصادي وما صاحبها من تطبيق لبرامج الخصخصة التي أدت إلى التخلي عن أعداد كبيرة من العاملين

      . 6إخفاق معظم برامج الصالح الاقتصادي في إحداث نمو اقتصادي حقيقي يزيد من القدرة على استحداث المزيد من فرص العمل ولفترات زمنية طويلة.

     . 7التوزيع غير الأمثل للموارد المحلية.

     . 8عدم إقبال الشباب على العمل المهني والأعمال الحرة ( خاصة فى الدول العربية(.

       9نقص الاستثمارات الموجهة للتنمية الاقتصادية.

    . 10 تراجع الدور الحكومي كموظف رئيسي ومباشر بسبب إنتشار البطالة المقنعة والترهل الإداري وزيادة العبء على الموازنة العامة للدولة.

      . 11التطورات والعلاقات السياسية بين الدول المصدرة للقوة العاملة والمستوردة.

      . 12 عدم توفر مقومات نجاح السياسات الحكومية المالية والنقدية .

     . 13 ضعف التوجه إلى المشروعات الخاصة الصغيرة ومتناهية الصغر .

       . 14تدني مستوى الروح الريادية وحب المبادرة بين الأفراد، وغياب الأفكار التي تزيد من فرص العمل.

      . 15 إنتشار ثقافة العيب عند الأفراد.

     . 16 إنتشار ظاهرة البطالة الموسمية.

      17 ضعف قواعد البيانات والمعلومات حول الباحثين عن عمل. ويلاحظ أن كثير من أسباب البطالة يرجع خاصة فى الدول النامية إلى ضعف الإقبال على العمل الخاص وضعف الروح الريادية وانخفاض مستوى الإبداع والابتكار والبحث عن العمل الوظيفي ذو الأجر الثابت خصوصا لدى الحكومات . وتجدر الإشارة هنا إلى أن معرفة أسباب البطالة يجب أن ينعكس على نوعية الإجراءات المتبعة للحد منها، كما أنه يوزع المهام والمسئوليات بين كل من الحكومة والقطاع الخاص وقطاع األسر )الأفراد)، فالمسئولية التي تقع على طرف دون الآخر، بل يكملون بعضهم البعض ولكن لوضع الحلول واختيار الآليات اللازمة لمواجهة مشكلة البطالة، لا بد من التعرف على أنواعها، فالآليات والمسئولية تختلف تبعا لنوع البطالة السائد. وهذا ما سنتناوله فى المقال القادم بإذن الله . ً

    &



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن