كتب : باكينام خالد
عاد "شات جي بي تي" إلى الواجهة مجدداً بميزة ثورية لا يعرفها كثيرون، تُدعى "ChatGPT Canvas"، وهي أداة تغير تماماً طريقة تعامل المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي، إذ تحول التجربة من مجرد دردشة نصية إلى بيئة عمل تفاعلية متكاملة تجمع بين الكتابة والتحرير والبرمجة في مكان واحد.
ورغم مرور أكثر من عام على إطلاق "كانفاس"، فإن التحديثات الأخيرة المصاحبة لإصدار "ChatGPT-5"، ونظام الذاكرة المحسنة جعلت الأداة أكثر ذكاءً وسلاسة، لتتحول من ميزة تجريبية إلى منصة إنتاج متكاملة تمنح المستخدم إحساساً بالتعاون الحقيقي مع الذكاء الاصطناعي، وكأنه زميل عمل يفهم احتياجاته لحظة بلحظة.
لطالما اشتكى المستخدمون من أن أي تعديل بسيط على النص في "شات جي بي تي" يؤدي إلى إعادة صياغة النص بالكامل، وفقدان الأفكار الأصلية، لكن مع "كانفاس"، تغيّر الأمر كلياً، إذ أصبح بالإمكان تعديل جزء محدد فقط من النص أو الكود، مع الحفاظ على بقية المحتوى كما هو.
تظهر الأداة واجهة منقسمة بين المحادثة والنص، تتيح لصق الفقرة أو الكود الذي ترغب في تعديله، ثم تظليل المقطع المطلوب وكتابة توجيه مباشر مثل: اختصر هذه الفقرة، أو أضف مقدمة مشوقة، أو خفف الألوان وعدّل الخطوط وبضغطة واحدة، يُنفذ "شات جي بي تي" التعديل فوراً على الجزء المحدد فقط، مع إمكانية مراجعة التغييرات أو التراجع عنها بسهولة.
لم تعد "كانفاس" حكراً على الكتّاب والمحررين، بل أصبحت أداة لا غنى عنها للمبرمجين، فهي تتيح مشاهدة الكود يتغير أمامك لحظة بلحظة سواء لإصلاح الأخطاء، أو تحسين الأداء، أو إعادة الهيكلة من دون الحاجة للنسخ واللصق بين النوافذ.
وتتعامل الأداة مع المشروع ككل، فتحافظ على ترابط الملفات وتحدث الأسماء والاستدعاءات تلقائياً عند الحاجة، ما يجعلها أقرب إلى العمل داخل "VS Code" مع مطور محترف يشرح خطوة بخطوة.
ويمكن أيضاً طرح أسئلة فورية حول أي سطر كود لتظهر الإجابة داخل اللوحة نفسها.
وعن كيف تستخدم "كانفاس"؟في الخطوة الأولى: افتح "شات جي بي تي" باستخدام GPT-5، ثم اختر خيار "Use Canvas"، ثم ألصق نصك أو كودك داخل اللوحة، ثم ظلّل الجملة أو الفقرة التي ترغب في تعديلها وفي الخطوة الثانية: اكتب توجيهك مثل اختصر، وضّح، غيّر النبرة، أضف مثالًا، ثم راجع النتيجة، واختر القبول أو التراجع.
كان أكبر عيب في الإصدارات السابقة من "شات جي بي تي" الإفراط في إعادة الصياغة، أما "كانفاس" فقد غيّر القواعد تماماً، عبر منح المستخدم تحكماً دقيقاً في النص أو الكود مع الحفاظ على الأسلوب الأصلي وهيكل الفكرة، لتتحوّل التجربة إلى تعاون حيّ وتفاعلي يرى فيه المستخدم تعديلاته تتجسّد أمامه في الوقت الفعلي.








