وزير الخارجية: مصر وتركيا يجمعهما تاريخ طويل وأواصر أخوة وعمل مشترك لترسيخ مبادئ السلام والاستقرار

  • أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر وتركيا، يجمعهما تاريخ طويل وأواصر أخوة وعمل مشترك منذ قديم الأزل لترسيخ مبادئ السلام والاستقرار.. مشيرا إلى أنه أجرى مشاورات مثمرة مع نظيره التركي هاكان فيدان، حول مختلف القضايا الثنائية والاقليمية والدولية التي تهم البلدين الصديقين.

    وأضاف د. عبد العاطي – خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة – أن التاريخ الممتد بين مصر وتركيا؛ يسهم – بطبيعة الحال – في دفع العلاقات الثنائية والتفاهم بين العديد من القضايا الاقليمية والدولية، ونظرا للأهمية التى توليها قيادة البلدين للتعاون؛ فقد تم تدشين المجلس الاستراتيجي المشترك رفيع المستوى برئاسة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أرودغان.

    ورحب الوزير عبد العاطي، بنظيره التركي هاكان فيدان، مقدما له خالص التعازي له والشعب التركي من القيادة المصرية والشعب المصري على من قضوا في حادث سقوط الطائرة العسكرية بالأمس، كما تقدم – بخالص التعازي القلبية – وسأل الله أن يتغمد من توفوا بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، مع خالص التعازي القلبية.

    وقال “أتوجه أيضا بخالص الشكر وعميق التقدير لصديقي العزيز وزير الخارجية هاكان فيدان، على حفاوة الاستقبال”.. معربا عن سعادته البالغة لزيارته تركيا للمرة الثالثة، قائلا: تشرفت بمقابلة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان وقمت بإجراء مشاورات مثمرة مع وزير الخارجية حول مختلف القضايا الثنائية والاقليمية والدولية التي تهم بلدينا الصديقين، وكذلك مجموعة التخطيط المشتركة في اجتماعها الأول التي تهدف للوصول الى العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب”.

    وأضاف: من دواعي سروري أن تتزامن زيارتي الحالية الى أنقرة مع احتفال البلدين الصديقين بمرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.. مهنئا نظيره التركي بهذه المناسبة.

    وقدم وزير الخارجية، إلى الجمهورية التركية؛ مستنسخا من تمثال أحد ملوك الفراعنة العظام الملك الفرعون “امنحتب السادس”؛ حتى يتم وضعها في إحدى المناطق المهمة في العاصمة “أنقرة”؛ تجسيدا للعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين.

    وتابع: إن هذا التاريخ الممتد بين البلدين؛ يسهم بطبيعة الحال في دفع العلاقات الثنائية والتفاهم بين العديد من القضايا الاقليمية والدولية، ونظرا للأهمية التي توليها قيادة بلدينا للتعاون؛ فقد تم تدشين المجلس الاستراتيجي المشترك رفيع المستوى برئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أرودغان.

    ولفت إلى أنه عقد المجلس دورته الأولى في أنقرة في الرابع من سبتمبر، بحضور الرئيس السيسي ونظيره التركي، معربا عن التطلع لعقد النسخة الثانية من اجتماعات المجلس الاستراتيجي المشترك رفيع المستوى في القاهرة، بحضور الرئيس رجب طيب اردوغان.

    وقال د. عبد العاطي: “عقدنا مباحثات ايجابية – خلال فعاليات الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة – بمشاركة كبار المسئولين المعنيين من البلدين؛ حيث تناولنا ملفات التعاون الثنائي بين البلدين”.

    وقال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطى إنه ناقش مع نظيره التركي أهمية استمرار العمل المشترك لتنفيذ توجيهات الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان؛ للوصول بحجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، والعمل على إزالة أي معوقات تحول دون تحقيق ذلك؛ فضلا عن استمرار الجهود المبذولة لتعزيز بيئة مواتية للاستثمار والعمل على تعزيز الاستثمارات التركية في مصر .

    وأعرب عن سعادته بالمستوى الراهن للاستثمارات التركية، مشيرا إلى أن هناك مجالا للمزيد في قطاعات مختلفة كقطاعات التصنيع والطاقة وأيضا اللوجيستيات وغيرها والشحن البحري والربط بين الموانىء المصرية والتركية ودعم كل أوجه التعاون الثنائي.

    ولفت إلى أنه تم تناول آخر التطورات ومستجدات القضية الفلسطينية؛ سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة عقب نجاح الجهود المصرية التركية القطرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لوقف هذه الحرب الضروس في قطاع غزة بعد جهود مضنية، وتم الاتفاق على اهمية العمل المشترك ومواصلة ذلك ودعم تنفيذ هذا الاتفاق وتثبيت وقف اطلاق النار والعمل على الانتقال الى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وعدم انزلاق الوضع الى التصعيد مجددا .

    وقال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي إنه جرت إعادة التأكيد على الرؤية المصرية التركية حول ضرورة تحقيق حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية .

    وأضاف أن المباحثات تناولت المفاوضات الجارية في نيويورك حول مشروع القرار الأمريكي والجهود المبذولة لصياغة هذا المشروع؛ وفقا للمرجعيات الدولية؛ وبما يوضح بطبيعة الحال؛ ويؤكد المرجعيات، ويضع ولايات محددة للكيانات التي سيتم إنشاؤها؛ سواء فيما يتعلق بقوة الاستقرار الدولية او غيرها من الكيانات .

    وأشار وزير الخارجية إلى أنه وجه الدعوة الى نظيره التركي للمشاركة في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي سوف تستضيفه القاهرة خلال الأسابيع القادمة؛ لحشد الجهود والموارد المادية الدولية لسرعة تنفيذ مشروعات التعافي المبكر وإعادة الاعمار في قطاع غزة؛ خاصة في ضوء حالة التدمير الشديدة التي شهدها القطاع، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وحقهم في إعادة تأهيل البنية الأساسية التي تم تدميرها خلال الحرب الاسرائيلية .

    وشدد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطى، على ضرورة الارتباط العضوي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والرفض الكامل وإدانة كل السياسات التي تستهدف فرض الأمر الواقع لكل أنشطة الضم والنشاط الاستيطاني وترويع المدنيين في الضفة الغربية.

    وأشار د. عبد العاطي – خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره التركي، هاكان فيدان في العاصمة التركية (أنقرة) – إلى التأكيد على الرفض الكامل لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.. وقال: طالبنا وأكدنا ضرورة وقف كل الممارسات الاحادية؛ بما فيها التوسعات الاستيطانية وانتهاك الوضع القانوني والتاريخي، للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشرقية المحتلة.

    وأضاف وزير الخارجية أنه ناقش مع نظيره التركي “فيدان” المستجدات في سوريا، مؤكدا – في هذا السياق – دعم مصر الداعم لأمن واستقرار وسيادة ووحدة سوريا.. مشيرا إلى التطلع لأن تعود سوريا الى القيام بدورها الفعال في إطار الأمتين العربية والاسلامية، وفي إطار المجتمع الدولي وهو ما سيتحقق – بشكل فعال – من خلال العملية السياسية الحقيقية الشاملة والتى لا تقصي أحدا، فضلا عن مكافحة الإرهاب والتطرف؛ بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق.

    وأوضح الدكتور عبد العاطي، أن بحث مع نظيره التركي – أيضا – سبل العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا الشقيقة.. حيث جرى التأكيد على أهمية دعم الجهود الليبية في إطار الملكية الليبية لتعزيز الحل “الليبي ـ الليبي”، واحترام دور المؤسسات الوطنية الليبية، مؤكدا التطلع إلى سرعة انهاء الانقسام الحالي في السلطة التنفيذية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتوازي والتزامن، وضمان خروج كل القوات الاجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد؛ بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها ويحقق الأمن والمصالح للشعب الليبي الشقيق.

    وأضاف وزير الخارجية أنه تحدث مع نظيره التركي عن الأزمة في السودان.. وتطابقت المواقف بشأن ضرورة وقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي والأهمية البالغة للحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، وأيضا على الرفض الكامل لأي مخططات للتقسيم في السودان والحفاظ على المؤسسات الوطنية والدعم الكامل لاستعادة الاستقرار والسلام.

    وقال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور عبد العاطي، إنه أطلع نظيره التركي هاكان فيدان على الاتصالات والجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية، خاصة خلال زيارته أمس إلى “بورتسودان”، مشيرا إلى لقائه مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، حيث جرى التوافق على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وإطلاق العملية السياسية الشاملة، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الميدانية، كما جرى التطرق إلى العديد من الملفات الإقليمية؛ بما في ذلك الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، لافتا إلى الاتفاق أيضا على أهمية تعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح القارة الافريقية.

    وأشار د. عبد العاطى، إلى أنه تباحث أيضا مع نظيره التركي حول العديد من الملفات الدولية وما تشهده الساحة الدولية من تحديات غير مسبوقه؛ بما في ذلك الأزمة الأوكرانية والتبعات الاقتصادية لهذه الأزمة على الدول النامية؛ خاصة الأمن الغذائي وأمن الطاقة.. وجرى الاتفاق على أهمية التوصل لتسوية سياسية للأزمة، فيما عكست المباحثات تقاربا واضحا في الرؤي بين البلدين حول العديد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

    وأوضح أنه تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق لتعزيز عملنا وتعاوننا المشترك حول القضايا كافة.. وقال إنه نقل إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحيات وتقدير رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما وجه الدعوة إلى الرئيس أردوغان لزيارة مصر العام القادم، لترؤسه النسخة الثانية من مجلس التعاون الاستراتيجي.

    واختتم د. بدر عبد العاطي كلمته بتجديد الشكر والتقدير لنظيره التركي على حفاوة و حسن الاستقبال، مؤكدا حرص مصر البالغ على مواصلة التنسيق والتعاون المشترك لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين ، وتحقيق تسوية وخفض للتصعيد في الصراعات التي تواجه الاقليم والعالم بأكمله.

    وردًا على سؤال حول تطورات تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والمسودة المقدمة لمجلس الأمن الدولي، أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي أن مصر وتركيا شاركتا في الاجتماع الذي عُقد في نيويورك بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب دول عربية وإسلامية؛ دعمًا لخطة ترامب الهادفة إلى تحقيق السلام في المنطقة وإنهاء الحرب على قطاع غزة.

    وقال عبدالعاطي: “بجهد وقيادة الرئيس ترامب، وفي إطار الخطة التي تم التوافق عليها، جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.. ونأمل الآن في العمل على تثبيت هذا الاتفاق وترسيخه على الأرض؛ لقد تم الوصول إليه بجهد مشترك من مصر وتركيا وقطر والولايات المتحدة خلال اجتماعات شرم الشيخ، ولولا دور هذه الدول الأربع لما كان من الممكن تحقيق هذا الاتفاق”.

    وشدد الوزير على أهمية العمل الجاد لضمان استمرار وقف إطلاق النار ومنع العودة إلى دائرة العنف، موضحًا أن الأولوية الآن تتمثل في: تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم، وجعل العودة إلى العدوان مرة أخرى؛ أمر صعب، إن لم يكن مستحيلا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات كبيرة لمعالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والتجسيد العملي للربط الكامل والارتباط العضوي بين الضفة الغربية وقطاع غزة لأنها جناحا الدولة الفلسطينية، ولابد من التأكيد على الوحدة العضوية بين الضفة والقطاع، والبدء في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب.

    وشدد على ضرورة وجود أفق سياسي؛ يؤدي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية لانه البديل الوحيد لتحقيق الاستقرار والامن المستدام لدول المنطقة بلا استثناء بما في ذلك اسرائيل .
    وأكد عبدالعاطي أن هناك تطابقًا كاملًا في المواقف بين مصر وتركيا حيال هذه القضايا، فضلًا عن توافق عربي وإسلامي واسع لدعم جهود السلام.

    وفيما يتعلق بمشروع القرار الأمريكي الجديد المطروح على مجلس الأمن، أوضح وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي أن النقاشات الجارية في نيويورك تتركز حول صياغة دقيقة لبنود القرار لضمان فاعليته وقابليته للتنفيذ.

    وقال: إن القرار سيكون على درجة كبيرة من الأهمية، ومن الضروري صياغته بعناية لضمان تحديد ولايات الكيانات التي سيتم إنشاؤها في إطاره بدقة، حتى لا يُمسّ بحقوق الشعب الفلسطيني المستقبلية، ولكي يكون القرار قابلًا للتطبيق على أرض الواقع.

    وأضاف عبدالعاطي أن الحوار مستمر مع الشركاء الدوليين، موضحًا أن المشاورات تجري بين مصر وتركيا والولايات المتحدة، إلى جانب الدول الأوروبية، والصين، وروسيا، بهدف التوصل إلى صيغة توافقية لمشروع القرار.

    واختتم وزير الخارجية بالتأكيد على أن الهدف هو الإسراع في اعتماد القرار ونشر قوة دولية تكون مهمتها الأساسية مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان التزام الطرفين به، مشددًا على أن تحقيق هذا الهدف لن يتم إلا عبر قوة دولية تمتلك صلاحيات واضحة ومحددة؛ تُمكِّن الدول المشاركة فيها من نشر قواتها بفاعلية على الأرض لضمان احترام وقف إطلاق النار واستدامة الهدوء في قطاع غزة.

     

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن