بقلم : أسامة الصيفي
المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في Traze.com
شهد الذهب بعض الضغوط يوم الأربعاء، ليتراجع من أعلى مستوى له في أسبوعين، مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح؛ بالتزامن مع تسجيل أول تدفق خارجي أسبوعي لصناديق الاستثمار المتداولة منذ أوائل أغسطس. حيث أظهر هذا التراجع ضعف الزخم الصعودي، لكن استمرار مكانة الذهب كملاذ آمن ساعد على الحد من حجم الخسائر.
فيما سجّلت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات اتسمت بقدر أكبر من الحذر، حيث انخفضت الحيازات العالمية بنحو 5.2 طن خلال الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس، نتيجة تراجع كبير بلغ 9.9 طن في أمريكا الشمالية. ومع ذلك، فإن الزيادة الأوروبية التي تجاوزت 5 أطنان بقليل لم تكن كافية لتعويض هذا التراجع.
في المقابل، استمر الطلب الفعلي في آسيا عند مستوياته المرتفعة، حيث تضاعف صافي واردات الصين عبر هونج كونج في يوليو مقارنة بـ يونيو، بينما استمر بنك الشعب الصيني تعزيز مشترياته من الذهب للشهر التاسع على التوالي.
فيما لا تزال التوترات السياسية المرتبطة بالاحتياطي الفيدرالي تتصدر المشهد، مع احتمال أن توفر دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب. حيث أثارت محاولة الرئيس ترامب إقالة عضو الاحتياطي الفيدرالي، ليزا كوك، بتهمة ارتكاب مخالفات، نقاشًا جديدًا حول مدى استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
وحول النظرة المستقبلية للأسواق، يترقب المتداولون الآن صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة، وهو المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم. ومن المحتمل أن يلعب هذا المؤشر دورًا محوريًا في تشكيل توقعات السوق، لا سيما بعد تصريحات باول ذات الطابع التيسيري في جاكسون هول. ومن المحتمل أن يدفع تضخم أقل من المتوقع عوائد السندات الأميركية إلى التراجع، ما يمنح الذهب مزيدًا من الدعم.
ومن المتوقع أن تظل التوترات الجيوسياسية عامل دعم رئيسي لأسعار الذهب، لا سيما بعدما أقرت أوكرانيا بتقدم القوات الروسية في منطقة دنيبروبيتروفسك، واستمرار تفاقم الخسائر الإنسانية في غزة بفعل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية. وعلى الصعيد الاقتصادي، ارتفعت حدة النزاعات التجارية عقب إعلان الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية على الهند، إلى جانب تهديدها باتخاذ إجراءات إضافية ضد الصين.
