كتب : أمير طه
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن علاقات مصر مع شركاء التنمية، تقوم على ثلاثة عوامل رئيسية، هي الشمول لكافة الفئات وتمكين المرأة والشباب، والتحول الرقمي، والاستدامة والتحول الأخضر، لافتة إلى أنها ثلاثة عوامل رئيسية أصبحت تحكم أيضًا توجه الشركات الناشئة بل والاقتصاد العالمي، في ظل السعي نحو تحقيق النمو والتعافي الشامل والمستدام.
أشادت الوزيرة أن فكر الاستدامة أصبح جزءً رئيسيًا من استراتيجيات الدول والمؤسسات ويحكم أيضًا العلاقات مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين.
أضافت الدكتورة رانيا المشاط أن العديد من شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين يساهمون في صناديق رأس المال المخاطر التي تقوم بالتبعية بضخ هذه الاستثمارات في الشركات الناشئة، فضلاً عن المساهمات الأخرى التي يقوم بها شركاء التنمية مثل الدعم الفني وآليات رفع الكفاءة للشركات، بالإضافة إلى الدعم المالي سواء باستثمارات مباشرة أو غير مباشرة أو من خلال المنح والأدوات التمويلية الأخرى، موضحة أن وزارة التعاون الدولي بصدد التنسيق مع شركاء التنمية والقطاع الخاص لتوحيد الجهود وتعزيز الدعم الموجه من خلال الشراكات الدولية للشركات الناشئة في مختلف المجالات.
تحول الشركات الناشئة إلى الاقتصاد الأخضر حيث أشارت الوزيرة إلى أنه في ظل استضافة ورئاسة مصر لمؤتمر المناخ cop27 والجهود التي تعمل عليها الحكومة لتحفيز التحول الأخضر، فإن الشركات الناشئة أصبحت مطالبة بمزيد من الأفكار التي تحفز التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتعزيز الاستدامة البيئية، مشيرة إلى أن وزارة التعاون الدولي أطلقت خلال مؤتمر المناخ واحدة من أكبر المسابقات الدولية في مجال الشركات الناشئة Climatech Run لتحفيز الشركات التكنولوجية العاملة في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وقد شهدت المسابقة مشاركة مئات الشركات من مختلف أنحاء العالم.
أوضحت أن المبادرة وضعت الشركات الناشئة سواء في مجال التكنولوجيا الناشئة أو الفن الرقمي، في صدارة الاهتمامات خلال مؤتمر المناخ، بالشراكة مع الأطراف ذات الصلة من بينهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى جانب شركات القطاع الخاص وكبرى شركات التكنولوجيا وهي جوجل ومايكروسوفت، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وأفريلابس، وفلك ستارتبس، وشبكة شباب رواد الأعمال.
تطرقت الوزيرة إلى إطلاق الوزارة مبادرة فريق العمل الأممي المشترك حول التكنولوجيا والابتكار، بمشاركة ممثلي 18 وكالة تابعة للأمم المتحدة و9 وزارات، والتي تستهدف تعزيز التعاون بين الجهات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مصر، من خلال عقد عدد من ورش العمل لصياغة مشروعات حكومية غير نمطية ومبتكرة تكون قائمة على التكنولوجيا، تتسم بالابتكار وتكون قائمة على أحدث التكنولوجيات وقادرة على جذب تمويلات من شركاء التنمية.
كما تهدف الورشة إلى إنشاء شراكات وثيقة بين الجهات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة من أجل تحقيق أهداف إطار الشراكة مع الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة للفترة 2023-2027، بالإضافة إلى تبادل أفضل الممارسات الدولية من أجل البناء عليها.
شركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار أول شركة برأسمال حكومي في مجال رأس المال المخاطر: تحدثت وزيرة التعاون الدولي أيضًا عن شركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار Egypt Ventures، قائلة إنها تعد أول شركة برأسمال حكومي بمشاركة شركاء التنمية تعمل في مجال رأس المال المخاطر، لدعم بيئة الشركات الناشئة في مصر، موضحة أنه منذ تأسيسها في عام 2017 ، استثمرت الشركة أكثر من 383 مليون جنيه في أكثر من 197 شركة ناشئة ؛ منها 222.2 مليون جنيه استثمارات مباشرة و166.3 مليون جنيه استثمارات غير مباشرة، كما تستثمر الشركة في مسرعتي الأعمال Falak Startups وFlat6Labs، اللتين استثمرتا في العديد من الشركات الناشئة ودعمت قدرتها على النمو، فضلاً عن مسرعة الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية Fintech EFG EV التي تم تدشينها بالشراكة مع شركة إي إف جي هيرمس.
ووجهت وزيرة التعاون الدولي، نصيحتها للشركات والشباب المشاركين في قمة "رايز أب"، مؤكدة أن العالم يمر بتحديات متتالية منذ عام 2020، وأهم ما يجب أن تتسم به الشركات الناشئة وحتى الأفراد لمواجهة هذه التحديات هو المرونة، والقدرة على التأقلم مع المتغيرات.