النفط يستغل غياب البيانات المحبطة ويستمر في التقدم

  • بقلم : سامر حسن

    محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com

     

    يواصل النفط الخام تقدمه لليوم الثالث على التوالي عبر كلا الخامين، برنت وغرب تكساس الوسيط، اللذان ارتفعا بنسبة 0.35% و0.56% على التوالي وبذلك يكونا قد وصلا إلى أعلى مستوياتهما في أسبوع.

    تأتي هذه المكاسب على الرغم من غياب البيانات الهامة المحفزة للأسواق. ذلك أن غالبية الأرقام، خصوصاً من الولايات المتحدة، كانت تشير إلى استمرار توسع الاقتصاد إلا انها كانت تتسبب في النهاية بتشكل ضغط على أسعار النفط وذلك مع اذكائها للمخاوف حول إمكاني إبقاء سعر الفائدة مرتفعاً مطولاً، وهذا ما قد حصل بالفعل.

    فقد كانت احتماليات خفض سعر الفائدة خلال سبتمبر ونوفمبر القادمين، وفق CME FedWatch Tool، قد تراجعت على ضوء الأرقام الإيجابية وتصريحات ومحضر اجتماع صناع السياسة النقدية. في حين انتعشت هذه الآمال على نحو طفيف اليوم، بعد العطلة المطولة للأسواق الامريكية، وهو ما قد يساهم في تعزيز مكاسب سوق الطاقة.

    هذا الأسبوع يحمل جملة من البيانات الهامة مع الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة مع التوقعات بتعديل القراءة المتقدمة من نمو بنسبة 1.6% في الربع الأول إلى 1.3% وهو ما يمثل تباطؤاً ملحوظاً من 3.4% في الربع الرابع السابق. كما يتوقع أن تعود إعانات البطالة الأسبوعية إلى الارتفاع وثبات مبيعات المنازل المعلقة في أبريل إضافة إلى نمو ضئيل متوقع لأنشطة التصنيع في الصين.

    في المقابل، يتوقع أن تعود السحوبات من مخزونات الخام في الولايات المتحدة كما يتوقع أن تتماسك قراءة مؤشر أسعار الانفاق الشخصي الاستهلاكي الأساسي (core PCE) السنوية عند 2.8% وتباطؤ النمو الشهري من 0.3% إلى 0.2%.

     

    أما مع بداية الأسبوع القادم، سنشهد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط وحليفتها روسيا (OPEC+) بما يتعلق بمستويات انتاج النفط خلال الأشهر القادمة. في حين لا يتوقع أن يتم تغيير مستويات الإنتاج الحالية، إلا أن هذا قد لن يكون كافياً لتقديم الدعم الكافي للأسعار مع فائض المعروض والذي قد يفاقمه تسارع انتاج الخام من قبل إيران وبلوعه أعلى مستوياته منذ سنوات.

    أما على الجبهة الجيوسياسية، فلا أتوقع أن تستمر في تقديم الدعم للأسعار مع غياب المخاوف، إلى الأن، من اتساع الصراع خارج حدوده ليصل إلى حرب إقليمية. فيما قد توقظ الاشتباكات ما بين إسرائيل ومصر هذه المخاوف، إلا انني استبعد تماماً أن تكون هذه هي شرارة تلك الحرب الواسعة.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن