كتب : باكينام خالد
أكد جلالة الملك فيليبي السادس، ملك أسبانيا، أن الشركات الأسبانية الرائدة التي تعمل في مصر منذ عقود قد ترسخت مكانتها، فاليوم يوجد أكثر من 60 شركة أسبانية مستقرة في هذا البلد، وتسهم بخبراتها في تطوير علاقتنا الاقتصادية والتجارية لافتا أن هناك شركات مصرية أيضًا تعمل في أسبانيا، ويعكس هذا مدى الثقة، قائلًا: يمثل وجود هذه الشركات اسهامًا حاسمًا، سواء على الصعيد الاستثماري أو الابتكار أو القيمة المضافة، وذلك في قطاعات استراتيجية تُعرف بها أسبانيا عالميًا، وخاصة في المجالات المرتبطة بالاستدامة وحماية البيئة، والسياحة وغيرها من القطاعات.
جاء ذلك خلال كلمتة خلال الملتقى المصري الأسباني للأعمال، الذي عُقد مؤخرا بالقاهرة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، ومُمثلي القطاع الخاص من مصر وأسبانيا.
أضاف تشارك شركاتنا بشكل فعال في الإنجازات المبهرة التي تحققها مصر عبر تنفيذ مشروعات عملاقة في قطاعات رئيسة، لما لها من أثر مباشر على تحسين جودة حياة ملايين المواطنين، وهو جهد نفخر جميعًا بالمساهمة في تحقيقه. وتتجلى مساهماتنا في مشروعات مثل العاصمة الإدارية الجديدة وشبكة القطارات فائقة السرعة، ومحطات معالجة المياه، والمتحف المصري الكبير الذي يمثل أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة، والذي سبفتتح قريبًا.
أشار الملك الى ان مجال السياحة يعد انعكاسًا واضحًا للمصالح المشتركة بين البلدين، لافتا في هذا الصدد إلى أن مشروع حماية المواقع الآثرية الرئيسية، والذي يشمل الأقصر التى سيتم زيارتها هذا المساء، وكذا المواقع الأثرية بمنطقة أهرامات الجيزة، والتي قمنا بزيارتها مساء أمس، وأبهرتنا عراقة هذه المنطقة، قد تم تنفيذها من خلال منحة أسبانية بمشاركة العديد من الشركات المصرية والأسبانية باستخدام أحدث التكنولوجيات المطبقة في هذا المجال، وخاصة فيما يتعلق بالأمن والحماية والحفاظ على الإرث الثقافي التاريخي، معربًا عن فخره بمشاركة الجانب الأسباني في تنفيذ هذا المشروع الذي سيستفيد به أكثر من 15 مليون سائح سنويًا يزورون تلك الاماكن التاريخية العريقة.
أشار أننا نعيش في سياق دولي معقد للغاية يتسم بعدم اليقين والتغير المستمر، ولكنه أيضاً مليء بالفرص، لافتا إلى أن أسبانيا ومصر تواجهان العديد من التحديات، وخاصة ما يتعلق بالرقمنة، والابتكار، وضرورة تكييف نماذجنا الانتاجية، وهذه الأمور تؤثر في البلدين بشكل مباشر، وتتطلب استجابات مشتركة، مؤكداً في هذا الصدد أنه على الشركات أن تتكيف وتبتكر كي تحقق المزيد من الازدهار في هذا السياق الصعب والمعقد والمليء بالتحديات، مشدداً على ضرورة وأهمية التعاون بين المؤسسات العامة والقطاع الخاص، الذي يرتكز على رؤية استراتيجية، والتزامات طويلة الأمد، وهذا هو الذي يعد طريق وسبيل النجاح.