149 مليون وظيفة رقمية جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2025
كتب : محمد العطار – وائل الحسيني
أصدرت شركة " كورسيرا "، أحد أكبر منصات التعلم عن بعد في العالم ، تقرير المهارات الجامعية لعام 2022، ويكشف التقرير عن أهم الوظائف التي يسعى الطلاب في جميع أنحاء العالم إلى الحصول عليها ، وأهم المهارات التي يسعون الى إجادتها، كما يذكر التقرير الخطوات الرئيسية التي يمكن لمؤسسات التعليم العالي اتخاذها لتلبية احتياجات سوق العمل في القطاعات المختلفة ، وكي تزيد من فرص الخريجين في الحصول على الوظائف المناسبة ، ووفقا لتقرير "كورسيرا " فإن الطلاب المصريين يتجهون نحو الوظائف التقنية في عدة مجالات مختلفة مثل تطوير البرمجيات وعلوم البيانات وتعلم الألة.
وبينما يتطلب تخرج الطلاب اليوم مهارات جديدة إلى سوق العمل مهارات جديدة - أعيد تشكيلها نتيجة للتطور الذي مر به العالم والأزمات التي واجهها – يظل أصحاب العمل من جانب والطلاب من جانب آخر يعانون من عدم التوافق بين المهارات التي يتقنها الخريجون، وتلك التي يتطلبها سوق العمل، إلا أن تقرير المهارات الجامعية لعام 2022 يقدم دليلًا على حدوث تقدم ملموس في هذا الاتجاه ، حيث أصبح المتعلمون المصريون يدرسون هادفين إلى الحصول على وظائف تتماشى مع احتياجات سوق العمل، والتي تقدم ميزة تنافسية في بلد به أكبر عدد من الشباب في المنطقة حيث كان واحدا من كل اربعة بدون عمل عام 2019 .
ويعتبر الاستثمار في المهارات الرقمية هي الطريق الذي يسلكه المتعلمون ليكونوا مستعدين للحصول على وظائف سريعة النمو داخل المؤسسات القائمة، كما تمكنهم تلك المهارات، من إطلاق مشاريعهم الخاصة كشركات ناشئة خاصه في ظل تشجيع الدولة لهذا الاتجاه والذي يساهم في تحقيق التنمية بوتيرة أسرع، ومن بين الدول التسعة التي تم تسليط الضوء عليها، احتلت مصر أعلى نسبة في الطلاب الراغبين في الالتحاق بوظائف تطوير البرمجيات (22٪) عند التخرج.
بالإضافة إلى ذلك، ظهر أن 13٪ من الطلاب المصريين يأملون أن يصبحوا علماء بيانات، بينما اختار 7٪ منهم هندسة تعلم الالة كأفضل اختيار مهني، هذا ولم تحظ أي وظيفة أخرى بنسبة تزيد على 5٪ من الطلاب المصريين البالغ عددهم 2300 طالب.
اوضح التقرير أن خارطة المهارات المتغيرة تخلق مزيدا من التنوع والاحتياج لفرص عمل مختلفة، ومن المتوقع ظهور 149 مليون وظيفة رقمية جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2025 .
أضاف التقرير أن المتعلمين المصريين متحمسون بدرجة كبيرة للمسارات الوظيفية عالية النمو، وسيساعد التعاون بين مؤسسات التعليم العالي، والحكومات، والقطاعات الصناعية المختلفة على ضمان توجيه حماس الطلاب التوجيه الصحيح تجاه إتقان المهارات عالية الجودة المطلوبة، مما سيساعد على تضييق فجوات المهارات على المستويين المحلي والإقليمي.
وبالنسبة للطلاب الراغبين في وظيفة مطور برامج فإن نسبة الطلاب الذين اختاروا "تطوير البرامج" كمهنة مفضلة حيث تأتي مصر في المرتبة الأولى 22 % , وفي المرتبة الثانية الهند 18% ، والمرتبة الثالثة الولايات المتحدة 12% ، وفي المرتبة الرابعة جاءت تركيا 10 % .
كما كشف تقرير المهارات الجامعية 2022 أيضًا عن عدد من النقاط فعلى الصعيد العالمي، فإن أهم الوظائف التي طلبها المتعلمون هي: عالم بيانات، ومحلل بيانات، ومهندس برمجيات، ومهندس تعلم الآلة، وإخصائيى تسويق في حين أحرز بعض المتعلمين تقدما في تحقيق درجة كفاءة أساسية في المهارات ذات الصلة بالوظائف، إلا أن الغالبية لم تحقق درجة الكفاءة المستهدفة اللازمة للانتقال إلى هذه الوظائف والحصول عليها.
ويعطي طلاب الآداب والعلوم الإنسانية، الطامحون إلى أن يصبحوا أساتذة جامعيين، ومعلمين في المراحل التعليمية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، يعطون الأولوية لمهارات الاتصال والبحث العلمي والكتابة وأظهر طلاب إدارة الأعمال أظهروا اهتماماً بمجال تحليل البيانات والتحليل المالي مساوياً لاهتمامهم بمجال التسويق والاستشارات، وهؤلاء الطلاب يسعون الى الالتحاق ببرامج برمجة الكمبيوتر، وتعلم الآلة لبناء قدرات متميزة في التعامل مع البيانات.
ويفضل طلاب الهندسة يفضلون بالدرجة الأولى وظائف مهندس برمجيات وعالم بيانات، لذا فهم يعطون الأولوية للمهارات الأساسية مثل الرياضيات والبرمجة الإحصائية وبرمجة الكمبيوتر وتعتبر وظيفة عالم البيانات هي الوظيفة المفضلة لطلاب العلوم الصحية، لذلك فهم يتعلمون مهارات تحليل البيانات وإدارة البيانات والإحصاءات العامة التي يمكن أن تساعدهم في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية.
ومن أهم الوظائف التي يختارها طلاب العلوم الاجتماعية هي الباحث، ومحلل البيانات، وعالم الاقتصاد ، ولاستكمال مهاراتهم البحثية، يقومون باختيار مهارات البرمجة الإحصائية وتحليل الأعمال فبالنظر إلى 3.8 مليون متعلم لدى 3600 جامعة مستخدم تستخدم بنظام التعلم المجاني أو المدفوع على منصة كورسيرا، فإن التقرير يقيس كفاءة المتعلمين الجامعيين في مجالات ناشئة، ويحدد المسارات التي يسلكها هؤلاء المتعلمون من مرحلة تعلم المهارات إلى الحصول على الوظيفة في 10 تخصصات أكاديمية، كما يسلط الضوء على الاتجاه السائد فيما يخص اختيار المتعلمين للمهارات في 9 بلدان.
و لأجل إعداد الجيل القادم من الأيدي العاملة الموهوبة، تعمل مؤسسات التعليم العالي بشكل متزايد على ربط التعلم القائم على المهارات بتلك المطلوبة في عمليه التوظيف، وذلك باستخدام نماذج التعلم متنوعة العناصر لتقديم خبرات تعليمية عالية الجودة، ومنخفضة التكلفة، وشاملة للعديد من الجوانب، ويسهل على الطلاب الوصول إليها على نطاق واسع.