كتب : باكينام خالد – سماح سعيد
يدخل النضال الألماني من أجل إنعاش الاقتصاد، مرحلة تجريبية عنوانها "أسبوع عمل من 4 أيام" بهدف تحسين إنتاجية عمالها والتغلب على خسائر النظام الوظيفي لديها.
وتفصيلا، تبدأ ألمانيا تجربة برنامج مدته ستة أشهر، في الأول من فبراير 2024، يجعل أيام العمل الأسبوعية 4 أيام لمئات الموظفين مع إبقائهم بأجر كامل، وفقا لوكالة بلومبرغ للأنباء.
وتهدف الدراسة إلى معرفة ما إذا كانت النقابات العمالية على حق، في أن هذا الأسلوب في العمل لا يترك الموظفين أكثر صحة وسعادة فحسب، بل أيضًا أكثر إنتاجية.
ويعتقد سورين فريك، المؤسس المشارك لشركة Solidsense لتنظيم الفعاليات، وهي واحدة من 45 شركة تشارك في البرنامج التجريبي، أن البرنامج سيؤتي ثماره لأنه يزيد من الرفاهية والتحفيز، وبالتالي تزيد الكفاءة".
كما أظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة غالوب، أن العمال غير السعداء يكلفون ثمنا باهظا، إذ كلف انخفاض المشاركة العمالية الاقتصاد العالمي 8.8 تريليون دولار في العام الماضي. ويمثل ذلك 9% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتقول منظمة 4 Day Week Global غير الربحية ومقرها نيوزيلندا، والتي تقود التجربة، إنه في حين أن الموظفين يعملون ساعات أقل خلال التجربة بنفس الأجر، إلا أن إنتاجهم يجب أن يظل ثابتًا أو يزيد وبصرف النظر عن هذه الزيادة في الإنتاجية، من المتوقع أيضًا أن تستفيد الشركات من انخفاض حالات الغياب المكلفة، بسبب التوتر والمرض والإرهاق.
فإحصائيا، قال المعهد الفيدرالي للسلامة والصحة المهنية، إن متوسط 21.3 يوم كان فيها الألمان غير قادرين على العمل، في عام 2022، يعني خسارة مذهلة بقيمة 207 مليارات يورو من القيمة المضافة.
ويجادل المدافعون عن الأسبوع المكون من أربعة أيام أيضا، بأنه يمكن أن يجذب إمكانات غير مستغلة إلى سوق العمل في ألمانيا، وهي دولة لديها واحدة من أعلى نسب العاملين بدوام جزئي في الاتحاد الأوروبي، وأيضا بين النساء، وفقا ليوروستات.
وفي سياق مشابه، أشار موقع 4 Day Week Global، إلى أن التجارب السابقة في الولايات المتحدة وكندا أظهرت أن المكاسب ممكنة.
إذ أفاد العمال الذين شاركوا في التجارب بأن الصحة البدنية والعقلية تحسنت في حين انخفض الإرهاق. وبعد الدراسات، لم تخطط أي من الشركات المشاركة للعودة إلى أسبوع مكون من خمسة أيام.
وأظهر برنامج في المملكة المتحدة، وهو الأكبر حتى الآن بمشاركة 61 شركة، مكاسب مماثلة، بما في ذلك انخفاض بنسبة 65% في أيام المرض، وفي البرتغال، تراجعت مستويات القلق ومشاكل النوم بنسبة 20% تقريبًا.
وتأمل الشركات الألمانية في تحقيق مكاسب مماثلة، ويخطط بعض العمال المشاركين لتقديم عينات من الشعر وبيانات من ساعات اللياقة البدنية لتتبع مستويات التوتر بشكل أكثر دقة.
لكن من جهة أخرى، توقع مارتن أديمر، من بلومبرغ إيكونوميكس، أنه "قد يؤدي أسبوع مكون من أربعة أيام إلى زيادة الإنتاجية في الساعة، ولكن من غير المرجح أن تؤدي زيادة الإنتاجية إلى تعويض ساعات العمل المنخفضة. وجنبا إلى جنب مع تقلص القوة العاملة، فإن هذا سيكون عائقا رئيسيا أمام النمو الاقتصادي".
كما وجه وزير المالية كريستيان ليندنر، عضو حزب الديمقراطيين الأحرار الصديق لرجال الأعمال، انتقادات أكثر وضوحا لقصر الأسبوع، قائلا إن مثل هذه الخطوة ستهدد النمو الاقتصادي والرخاء الألماني.
