وجهة نظر الاختيار

  • بقلم ايمن صلاح

     

    لم يعط لنا مسلسل (الاختيار) الاختيار فى متابعته من عدمه بل أظن أن هذا المسلسل قد أجبر المجتمع المصرى بأسره فى كل شبر على أرض مصر من شمالها الى جنوبها ومن غربها الى شرقها على متابعته، لقد جعل هذا المسلسل الأسرة المصرية بكل فئاتها من رجال ونساء، من شيوخ وشباب يلتفون كل ليلة من ليالى رمضان حول جهاز التلفاز ليس فقط لمجرد مشاهدة مسلسل رمضانى شائق اعتدنا ان نتابع مثله فى كل رمضان من كل عام ولكن كان المعنى أكبر من ذلك بكثير، لقد كان التفاف المصريين حول هذا المسلسل الرائع لاجترار روح البطولات التى يتمتع بها الانسان المصرى الأصيل، ولاسترجاع ذكريات الايثار والفداء والبسالة للمقاتل المصرى فى قصة من آلاف القصص التى يزخر بها التاريخ العسكرى المصرى فى الدفاع عن تراب هذا الوطن العزيز ودحر كل عدو يظن أنه قادر على اختراق الصف أو النيل من مصر المحروسة.

     

    مسلسل (الاختيار) استطاع بسلاسة أن يجمع بين الدراما الروائية والفيلم الوثائقى حيث عرض أحداثا تاريخية بكل تفاصيلها الدقيقة وبأمانة شديدة فى ثوب من الدراما الشيقة حتى أن مخرج العمل الفنى استطاع بحرفية يحسد عليها ربط الحدث وقت حدوثه فى المسلسل بالواقعة الحقيقية، وبعيدا عن الدخول فى تفاصيل فنية يمكن من خلالها تقييم العمل الفنى فاننا نستطيع اجمالا الحكم بأن هذا العمل سيظل من الأعمال الوطنية التى تعتبر نبراسا يحتذى به فى انتاج الأعمال الفنية الوطنية التى تبقى عالقة فى الذهن الجمعى المصرى تماما كأعمال أخرى مثل الممر والطرق الى ايلات على سبيل المثال لا الحصر.

     

    ولكن ما هى النتائج  والدروس المستفادة من هذه التجربة الفنية الرائعة بكل المقاييس؟ هناك العديد من النتائج والدروس المستفادة التى يجب أن نضعها جميعا نصب الأعين ومن أهمها على الاطلاق هى أن قدر مصر أن تظل مستهدفة دائما وأبدا وهذا أصبح من المسلمات على مدار التاريخ منذ الهكسوس والتتار والصهاينة، ثم فى عصرنا هذا الاخوان وداعش ومن على شاكلتهم من التكفيريين والارهابيين مما يستلزم أن يظل جيشنا على أهبة الاستعداد فى كل لحظة وأن يظل وراء هذا الجيش مائة مليون مقاتل يساند هذا الجيش ويدعمه، ومن الدروس المستفادة أيضا ان القوى الناعمة المتمثلة فى كل ألوان الفن المصرى الراقى والهادف هى القوى ذات التأثير الفعال ليس فقط على المستوى المحلى ولكن على المستويين الأقليمى والعالمى وفى ذات الوقت لها عظيم التأثير المدمر فى نفوس الأعداء، وليس أدل على ذلك مما نراه من اعلام وقنوات الاخوان من حالة تذمر ويأس واحباط بعد عرض المسلسل الذى استطاع تعريتهم أمام الرأى العام، كما أن المسلسل أستطاع أن يضرب مخططاتهم المستقبلية من جذورها حيث أنهم بعد يأسهم من تغيير الوضع القائم فى مصر بعد التفاف الشعب حول قيادته وجيشه بدأوا فى مخاطبة عقول الشباب لاستمالتهم وتأليب رأيهم ومحاولة زرع الفتنة بينهم وبين وطنهم وجيشهم وقيادتهم على أمل النفاذ من جديد الى الداخل المصرى مستقبلا مستغلين فى ذلك قلة خبرة هؤلاء الشباب أو قصور المعلومات الصحيحة لديهم عن وطنهم، فجاء المسلسل الذى أستطيع أن أجزم أنه قد ارتفع بمستوى الوعى الوطنى لدى فئة الشباب الذى أدرك من خلال أحداث المسلسل التضحيات الجسام التى يقدمها جيشهم المصرى الباسل فأصبح ذلك كحائط الصد والأمان الأول أمام ما يبثه اعلام الاخوان من سموم وأكاذيب وتضليل. ومن أهم نتائج المسلسل أيضا اعادة تعريف القدوة والمثل الأعلى لشبابنا وأطفالنا فى المجتمع المصرى حيث أصبح شهداؤنا ومقاتلونا هم الذين يشار اليهم بالبنان والنبراس الذى يضىء طريقهم الى الدرجة التى جعلتنا نستمع الى بكاء كثير من أطفالنا وهم يقسمون على أنهم سيكونون ضباطا فى المستقبل للثأر لشهدائنا الأبرار واستعادة حقوقهم وعدم التفريط فيها مهما طال الزمان.

     

    لقد أوضح المسلسل شيئا مهما ربما كان خافيا علينا جميعا الا أنه ينسف عقيدة هؤلاء الارهابيين التكفيريين الزائفة ويؤكد أننا جيشا وشعبا على الحق المبين باذن الله، فهم يطلقون علينا (الطواغيت) وهو مايعنى فى الشريعة الاسلامية اننا نعبد ما دون الله وهو ما ينافى الواقع والحقيقة فنحن ولله الحمد لا نعبد سوى الله الواحد الأحد ولا نشرك به شيئا، بينما فى حقيقة الأمر هم (الطواغيت) حيث الههم هو هواهم ونبيهم اما مرشدهم أو أميرهم وعقيدتهم هى سفك الدماء وقتل النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق، وقد حكم الله فى كتابه الحكيم بيننا فنحن لنا احدى الحسنيين ان شاء الله اما النصر واما الشهادة بينما هؤلاء الطواغيت قد جعلهم الله فى الأذلين وسيعلم الذى ظلموا أى منقلب ينقلبون.

     

    تحيا مصر ...........................................

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن