قصة المرأة المصرية فى تحمل المسئولية

  • بقلم :ايمن صلاح 

     



    المرأة المصرية هى ذلك المخلوق الذى وهبه الله سبحانه وتعالى قدرا كبيرا من الجمال والرقة والحنان والايثار، فاذا نظر اليها الرجل سرته واذا أحبها بكل قلبها عشقته واذا تزوجها

    صانته واذا غاب عنها فى غيبته حفظته واذا اشتاق اليها فناداها بوجدانها هرولت اليه وأتته وحين الضيق والشدة لم تبخل فساندته. لقد كانت المرأة المصرية على مر تاريخها رمزا للحب والعطاء وفى بيتها أو مجتمعها مثالا يحتذى به فى الولاء والفداء وحين المأزق أو الأزمة كانت

    دائما حائط الصد أمام البلاء. ولم يقف دور المرأة المصرية وبخاصة فى عصرنا الحديث عند حدود كونها أنثى تعطى الحب والحنان لأسرتها أو لمن حولها ولكنها تعدت هذا الدور لتصبح الركن الأساسى والعامود الفقرى فى حركة حياة المجتمع المصرى بأسره فى زمن يعج فيه هذا المجتمع

    بالكثير من السلبيات والظواهر القيمية المستحدثة والغريبة التى حادت بهذا المجتمع عن الطريق القويم، ولولا وجود المرأة المصرية ودورها المستنير فى هذا المجتمع لكان وقع تلك المتغيرات أعنف وأشد وما احتفظ هذا المجتمع ببقية باقية من مثله وقيمه وأخلاقياته.

     

     

    المراة المصرية فى عصرنا الحديث أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها هى التى أخذت بزمام الأمور وقادت مسيرة وطن كان على حافة الانهيار، وليس أدل على ذلك مما قامت به المرأة المصرية

    فى ثورة الثلاثين من يونيو حينما هب الشعب المصرى ثائرا فى وجه حكم بغيض وجماعة ارهابية ظنت أنها قادرة على طمس هوية وتاريخ أمة، فثار أكثر من ثلاثين مليون مصريا ملأوا ميادين مصر وساحاتها طلبا لازاحة ذلك الحكم العنصرى الفاشى الخائن فنجحوا فى ذلك بعزيمتهم واصرارهم،

    وبفضل هؤلاء الثائرين الذين كان من بينهم ما يقارب الثلثين من نساء مصر العظيمات اللائى أبين أن يعدن الى بيوتهم الا بعد تطهير أرض وتراب مصر المحروسة من دنس أنجاس أهل الأرض وكلاب أهل النار حتي يعود تراب مصر المحروسة طاهرا نقيا كقلوبهن ونفوسهن الأبية، بفضلهن عادت

    مصر الى المصريين محتفظة بتراثها وتاريخها وقدرها وقيمتها بين الأمم رغم كل التحديات المجتمعية والاقتصادية التى تشهدها مصر اليوم.

     


    أما عن الدور المجتمعى الذى تقوم به المرأة المصرية فيكفى أن نذكر انه طبقا لأحدث الاحصائيات الصادرة عن المجلس القومى للمرأة والجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء فان 30% من الأسر

    المصرية تقوم المرأة باعالتها وهى نسبة كبيرة بل كبيرة جدا تنم على تراجع دور الرجل فى المجتمع المصري وعدم قدرته على الاضطلاع بمسئولياته ربما نتيجة لضعف معدلات النمو الاقتصادى وتفشى البطالة وخاصة فى المناطق الريفية والنائية، ولكن ما يعنينا هنا هو دور المرأة المجتمعى

    وتحملها المسئولية فى ظل غياب الرجل وعدم قيامه بدوره المنوط به، أضف الى ذلك ارتفاع نسب الطلاق فى المجتمع المصرى الذى وصلت نسبته طبقا لبعض الاحصائيات والمسح المجتمعى الى نسبة 40% أغلبها يتعلق بعدم قدرة الرجل على القيام بمسئولياته تجاه اسرته سواء كان ذلك اقتصاديا

    أو معنويا.


    ورغم الدور الكبير الذى تقوم به المرأة المصرية فى المجتمع المصرى الا انها رغم كل ذلك تواجه العديد من التحديات والصعوبات ابتداءا بالتمييز المجتمعى ضدها مرورا بارتفاع نسب

    الأمية بينهن وانتهاءا بتعرضها لكل أنواع التحرش الذى يقلص شاءت أم أبت من انطلاقتها ونجاحاتها سواء فى سوق العمل أو حتى على مستوى مجتمعها الصغير، وتظهر العديد من الاحصائيات تعرض المرأة المصرية للعديد من أشكال العنف الجسدى واللفظى والمعنوى والجنسى، وعلى سبيل المثال

    لا الحصر فان 46% من النساء اللاتى سبق لهن الزواج تعرضن للعنف على يد أزواجهن، كما أن هناك احصائية تدل على أن امرأتين من كل ثلاث تعرضن لظاهرة التحرش الجنسى.


    ان أحد معايير تقدم وتحضر الأمم هو قدرتها على احترام وتقدير المرأة وأيضا نجاح تلك الأمم فى القضاء على كل مظاهر التمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى شتى

    مناحى الحياة، وعلى الدولة المصرية والمجتمع المدنى وكل القطاعات الأهلية والفئوية العمل بكل جد واجتهاد فى وضع البرامج التوعوية والتثقيفية لكل أفراد الشعب كل فى مجاله لابراز دور المرأة واحترامها وتقديرها ومساعدتها فى القيام بدورها السياسى والاقتصادى والمجتمعى.


    المرأة المصرية قدوة ومثل أعلى يحتذى به بين نساء العالم فى تحمل المسئولية، وكنز من ذهب وجب علينا جميعا الحفاظ عليه واعداده أفضل اعداد عملى ومعنوى للنهوض بهذه الأمة.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن