كتبت : باكينام خالد
وقعت الشركة المصرية للاتصالات، أول مشغل اتصالات متكامل فى مصر وأحد
أكبر مشغلي الكابلات البحرية في المنطقة، توقيع اتفاقية تجارية مع
مجموعة4IG المجرية، إحدى الشركات الرائدة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات في منطقة البلقان وشرق أوروبا، لإنشاء ربط دولي مباشر عبر بناء
أول كابل بحري يربط مصر بدولة ألبانيا.
وذكرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الكابل سيخلق مساراً
بحرياً جديداً فى البحر المتوسط ومدخلا جديدا لقارة أوروبا من أجل استيعاب
النمو الكبير في حجم الطلب على حركة البيانات الدولية من الشرق إلى
الغرب، ومن خلال هذا الاتفاق التجاري يتم تأسيس كيان مشترك بين الشركتين
لبدء إنشاء مشروع الكابل البحري الجديد.
وقع الاتفاقية المهندس محمد نصر ـ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة
المصرية للاتصالات، وجيليرت ياساي ـ رئيس مجلس إدارة شركة ومجموعة 4IG.
من جانبه أكد الدكتور عمرو طلعت ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن
هذا التعاون يعزز من مسيرة العلاقات المتميزة التى تجمع بين مصر والمجر
منذ قرن من الزمان حيث افتتحت المجر لأول مرة قنصلية في مصر تحديداً في
الإسكندرية في الأول من فبراير 1924؛ كما توطدت العلاقات بين البلدين في
العديد من المجالات ومنها النقل والثقافة.
معربا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون المستقبلي بين مصر والمجر في مجالات
الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ موضحا أن أهم ما يميز هذا التعاون هو
كونه يأتي في إطار العمل على تنفيذ استراتيجية تستهدف منطقة شرق أوروبا
من أجل تعزيز استمرارية الأعمال والتوسعات المستقبلية.
وأشار طلعت إلى حرص الدولة على التوسع في بنيتها التحتية الرقمية الدولية
خاصة أن أكثر من 90٪ من حجم البيانات التي تنقل بين الشرق والغرب تمر من
خلال مصر بسبب موقعها الجغرافي المتميز؛ مضيفا أنه يوجد بمصر 14 كابلًا
بحريًا دولياً؛ وجاري العمل في إنشاء 5 كابلات بحرية دولية جديدة من خلال
تحالفات دولية.
من جانبه أعرب مارتون ناجى ـ وزير الاقتصاد الوطني في المجر عن تطلعه في أن
تساهم الاتفاقية التي تم توقيعها بين الشركتين في تعزيز مكانة مصر
والمجر، كل في محيطه الجغرافي، في مجال نقل البيانات.
وأشار إلى تميز العلاقات الثنائية بين مصر والمجر على المستوى السياسي
والاقتصادي، منوها إلى مشروعات التعاون العملاقة التي تجمع بين البلدين
خاصة في مجال النقل، بالإضافة إلى التعاون الحالي في مجال الاتصالات
وتكنولوجيا المعلومات خاصة في ضوء توقيع شركة 4IG المجرية اتفاق مع
الشركة المصرية للاتصالات لإنشاء كابل بحري بين محطات الإنزال في ألبانيا
ومصر.
وأوضح ناجى أن حجم التجارة بين المجر والدول العربية في عام 2010 كان
محدودا فيما شهد تضاعفا خلال الآونة الأخيرة حيث يرجع ذلك بشكل رئيسي إلى
التعاون التجاري بين مصر والمجر.
ويأتى توقيع الاتفاقية بعد توقيع مذكرة تفاهم بين الشركتين في شهر أكتوبر
الماضي. ويضيف الكابل البحري الجديد تنوعاً كبيراً لمسارات الحركة
الدولية الحالية بين مصر وأوروبا من خلال مدخل جديد للقارة الأوروبية في
غرب البلقان وصولاً إلى مراكز الإنترنت الرئيسية في غرب أوروبا عبر شبكات
أرضية متعددة.
وتم الاتفاق على تصميم الكابل ليدعم الوصول إلى نقاط متعددة في حوض البحر
المتوسط في دول مثل إيطاليا وليبيا وقبرص واليونان.
وبموجب هذا الاتفاق، ستقوم الشركة المصرية للاتصالات بتقديم خدمات الربط
على مجموعة متنوعة من الكابلات البحرية القادمة من آسيا وأفريقيا من خلال
البحر الأحمر، بالإضافة إلى توفير مسارات العبور على الشبكة الأرضية
الدولية المتميزة والتي تشكل تنوعاً فريداً يضم أكثر من 10 مسارات أرضية
عابرة لمصر لدعم ربط الكابل الجديد من البحر المتوسط إلى الكابلات
البحرية الدولية الأخرى على ساحل البحر الأحمر.
ومن جانب ألبانيا، سيوفر النظام أقصر المسارات الأرضية التي تمتد مباشرة
إلى مراكز الإنترنت بمدينة فرانكفورت، بالإضافة إلى وجهات دولية جديدة
أخرى في شرق ووسط أوروبا ومنطقة البلقان مثل صوفيا وفيينا وبودابست.
وقال المهندس محمد نصر ـالعضو المنتدب والرئيس التنفيذى للشركة المصرية
للاتصالات: “تسعى الشركة المصرية للاتصالات دوماً الى زيادة التعددية في
المسارات الدولية التي تربط مصر بالعالم،
أضاف نشهد توقيع اتفاق تجاري مع شركة4IG لإضافة مسار بحرى جديد يستوعب
النمو المتزايد لحركة البيانات الدولية القادمة من آسيا وأفريقيا عبر
شبكة العبور الأرضية المتعددة والمتنوعة التى تمتلكها المصرية للاتصالات
بين البحر المتوسط والبحر الأحمر.
ويساهم هذا المشروع الاستراتيجي المشترك في إثراء تجربة عملائنا وتحسين
مستوى الخدمات المقدمة للمجتمع الدولي والذي من شأنه العمل على زيادة
مسارات شبكتنا الدولية العابرة للبحر المتوسط وتنوعها.”
وقال جيليرت ياساى ـ رئيس مجلس إدارة شركة ومجموعة4IG : “تمثل اتفاقية
اليوم خطوة مهمة نحو جعل 4 IG جزءًا من شبكة ربط حركة البيانات الدولية،
وتمكينها من تسريع وتيرة النمو وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق
العالمية.
وأضاف لن يوفر هذا المشروع فرصًا تجارية عظيمة فحسب، بل سيساهم أيضًا في
تعزيز الربط الرقمي الدولي. ويمنحنا تواجدنا القوى في سوق ألبانيا قدرة
أكبر في الاستثمار في بنية تحتية لخدمة المشروع وفتح بوابة بيانات جديدة
لأوروبا بالتعاون مع المصرية للاتصالات.”
جدير بالذكر أن الشركة المصرية للاتصالات تمتاز بكونها الشريك المفضّل
لأكثر من 160 شركة من كبرى شركات الكابلات البحرية الدولية بفضل ما تتمتع
به من تاريخ عريق وخبرة عريضة في مجال الكابلات البحرية الدولية تمتد
لأكثر من 165 عاماً. وتواصل الشركة جهودها الدؤوبة لتطوير مجموعة متنوعة
من الخدمات باستخدام أحدث الحلول المتطورة لمواكبة الطلب العالمي
المتزايد على الاتصال الدولي، مع الحرص على توفير أقصر مسارات نقل
البيانات وأكثرها موثوقية لشركائها حول العالم.
وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال الاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها المصرية
للاتصالات في تطوير بنيتها التحتية الدولية لتنويع نقاط الإنزال وأنظمة
الكابلات والمسارات الأرضية والبحرية سواء داخل مصر أو خارجها.
&