العقيد حاتم صابر: الدولة المصرية نجحت في التصدي لحروب الجيل الرابع ومنعت تقدمها
كتب : باكينام خالد
قال العقيد حاتم صابر الخبير في مجال مكافحة الإرهاب الدولي؛ أن الأمن القومى المصري هو قدرة الدولة على حماية كيانها الذاتي من أى متغيرات عدائية قد تأتي من خارج نطاق الدولة أو من داخلها، وترتكز أعمال الأمن القومي المصري على قدرة قوتي الجيش والشرطة، مشيرا الى أن الأمن القومى المصري هو قدرة الدولة المصرية على حماية قيمها والحفاظ على هويتها ومواجهة التحديات والتهديدات.
جاء ذلك خلال اللقاء التخصصي ل" منتدى الصفوة" بعنوان حروب الجيل الرابع .. تحديات ومواجهة ، بحضور المستشارة هالة عثمان رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة والدكتور علي نور الدين؛ الخبير الإنمائي بالأمم المتحدة؛ وعدد من أعضاء منتدى الصفوة.
وأوضح صابر خلال اللقاء؛ أن الأمن القومي المصري يرتكز على الإدارك والوعي بالتهديدات التي تواجه الدولة واستراتيجية لتنمية موارد الدولة، ودعم قوى الدولة الشاملة لتحقيق الأمن والاستقرار بالاضافة للتخطيط الاستراتيجي لسيناريوهات مواجهة كافة التهديدات والتحديات التي تواجه الدولة والإجراءات اللازمة لها.
وأشار صابر، إلى أن معادلات الأمن القومي تتمثل فى توفير الاحتياجات والحريات فينتج عنه استقرار؛ أو توفير الاحتياجات والكبت فينتج عنه عدم استقرار ، أو عدم توفير احتياجات و كفالة حريات فينتج عنها مطالب أو احتجاجات ، أو عدم توفير احتياجات وكبت للحريات فينتج عنه استقرار ظاهري ينهار فجأه.
وتابع العقيد حاتم صابر قائلا: إن هناك نظريات للتهديد الغربية منها نظرية" السيطرة على قلب اليابس" والتي اطلقها هالفورد ماكندور البريطاني والتي تنص على انه اذا اردنا السيطرة على الأرض فلا بد من السيطرة على قلب الأرض وهو مصر ، ونظرية اخرى لأحد ضباط البحرية قال فيها إن الدول صاحبة القوى العسكرية البحرية الأعظم سيكون لها السيطرة على العالم، بالإضافة لنظرية تفكيك الدول لديفيد بن جورون الذي قال فيها ان عظمه اسرائيل ليست فى امتلاكها قنبله نوويه او ترسانه عسكرية ولكن عظمتها تكمن فى انهيار مصر وسوريا والعراق.
ولفت صابر إلى أن حروب الجيل الأول هى الحروب التقليدية بين جيشين نظاميين تدور فى أرض معارك محددة بين جيشين لدولتين كحروب 48 و67 و73 التى خاضتها مصر ضد قوات الاحتلال، وحروب الجيل الثاني هي حرب العصابات والتى تقع بين عصابات او تنظيمات ارهابيه في مواجهة جيش نظامى وليس لها ارض معركة محددة فهي متعددة الأماكن ويتم استخدام جميع الأسلحة الثقيلة والتقليدية كحرب فيتنام، وحروب الجيل الثالث هي الحروب الاستباقيه او الوقائية وقد تم تطويرها لتكون حرب مناورات تميزت بالمرونه والسرعه والحركه واستخدام عنصر المفاجأة مثل الحرب على العراق فى 2003، وعن حروب الجيل أكد أنها حرب المعلومات وابتكرها الجيش الامريكى بعد احداث 11 سبتمبر ويواجه من خلالها تنظيمات محترفة تنشط لضرب المصالح الأمريكية فيتم التعاون معاها والتنسيق لتنفيذ المخططات الامريكية.
وذكر صابر ان عناصر حروب الجيل الرابع تقوم على الارهاب والعمليات النفسية المتطورة واستخدام كل الضغوط المتاحة السياسية والاقتصاديه والاعلامية وغيرها واستخدام تكتيكات استنزاف قوى الدولة الشاملة من اعتصام وتمرد واعمال عنف ضد الدولة والممتلكات العامة والخاصة.
واشار صابر الى ان حروب الجيل الخامس يتم من خلالها احلال العقل من أجل احتلال الأرض، والحرب بالوكالة لصالح هيئات ومنظمات غربية، والتفكيك الساخن للدولة باستخدام العنف المسلح فى مجموعات عقائدية تستخدم تكنولوجيا متقدمه، وتوسع فى العمليات الانتحارية الاغتيالات، بالاضافه لاستبدال شعارات الديمقراطية والحريات بشعارات الاقليات والفتنة الطائفية والترويج لشخصيات سياسية تهدف لتنفيذ المخططات.
وقال العقيد حاتم صابر، إن مراحل هدم الدولة طبقا للنظريات الاجنبية ترتكز على اعداد مسرح عمليات لوجستيكى داخل الدولة لتخزين الاسلحة والمعدات لاستخدامها عند بدء عمليات التمرد، وانشاء وتجهيز جماعات وميليشات مسلحه تقوم بعمليات ارهابيه صغيرة لقياس رد فعل الاجهزه الامنيه، ثم القيام بعمليات ارهابيه كبيرة للتأثير فى الرأى العام، وتوحد الجماعات الارهابية تحت رايه واحده للتأثير على الرأى العام ومحاولة اقناعهم بقوة التنظيم كولاية سيناء وغيرها، ومن ثم الاعلان الجيش الاسلامى الخر الموازى لجيش الدولة وقيامه باستيلاء على اراضي الدولة وبسط النفوذ والسيطرة. والاعلان بعد ذلك عن سقوط دولة النظام وقيام دولة المتمردين كما حدث فى العراق وسوريا، وتهدف هذه المراحل الى تحويل المنكقة العربية لامارة همجية تنتشر فيها اعمال القتل دون اسباب واضحة.
الجدير بالذكر أن فريق عمل المنتدي يضم عدد من الأسماء الشابة في مختلف التخصصات والمجالات؛ و المنتدى يعتبر مركز فكري منبثق عن واحدة من مؤسسات المدني المعنية بقضايا المجتمع وهي مؤسسة عدالة ومساندة المشهرة برقم 10452 – القاهرة.
و المنتدى اسسه مجموعة من شباب جيل الوسط في مختلف التخصصات والمجالات؛ وتنبع تسمية المنتدى "الصفوة " من أنه تجمع للنخبة المدنية بمختلف أطيافها وتنوعاتها الفكرية والأيديولوجية للنقاش حول صفوة القضايا والموضوعات التي تهتم بها الدولة المصرية ( حكومة وشعباً ) ؛ ويهدف إلى دعم دوائر صنع القرار بالتحليلات وأوراق السياسات وتقديرات المواقف والاستشارات حول القضايا ال مهمة ؛ و دراسة التجارب والخبرات الإقليمية والدولية، وتقديم دراسات معمقة عنها لصناع القرار ؛ وتوليد أفكار جديدة، وطرح سياسات خلاقة تضمن توظيف جيد للموارد والأصول التي تملكها الدولة.