توقعات مؤشر الدولار DXY: ما هي السيناريوهات المحتملة بعد صدور تقرير ADP؟

  • بقلم : رانيا جول

    محلل أول لأسواق المال في XS.com

     

    يواجه مؤشر الدولار الأمريكي(DXY) تحديات كبيرة في الاستفادة من حركة التعافي التي استمرت يومين بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى له منذ يوليو 2023 عند 100.10 نقطة. فعلى الرغم من الارتفاع الأخير، يبدو لي أن المؤشر يتذبذب حول مستوى 101.00، مما يعكس حالة من الحذر بين المتداولين في ظل الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الحالية. ومن الواضح أن العوامل الأساسية تفرض ضغوطاً على الدولار، حيث يسعى المتداولون للبحث عن أدلة جديدة قد تساعد في توضيح الاتجاه المستقبلي للعملة الأمريكية.

     

    ومن وجهة نظري، تسهم تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في حالة الحذر هذه، والذي  أشار إلى أنه يرى خفضين آخرين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام مناسباً إذا كانت البيانات الاقتصادية تأتي كما هو متوقع.

     

    وتعزز هذه التصريحات من توقعات السوق حول السياسة النقدية، حيث يشير عدم اليقين بشأن التوجه المستقبلي للاقتصاد الأمريكي إلى أن المتداولين قد يقومون بإعادة تقييم مراكزهم. بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات الوظائف الشاغرة (JOLTS) إلى أن سوق العمل الأمريكي لا يزال قوياً، حيث ارتفعت عدد الوظائف الشاغرة بشكل غير متوقع إلى 8.04 مليون في أغسطس بعد انخفاضين شهريين. وهذا يعكس قوة استمرارية في سوق العمل، مما يدفع المتداولين لتقليل توقعاتهم بشأن أي تخفيضات نقدية كبيرة من قبل البنك المركزي.

     

    وتزامناً مع هذه الظروف، تظهر المخاطر الجيوسياسية كعامل آخر يدعم الدولار كملاذ آمن. فإذ تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط، سيؤدي هذا التصعيد إلى تفاقم حالة عدم اليقين في الأسواق، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من احتمال اندلاع صراع أوسع. وتساهم هذه الأجواء في زيادة الطلب على الأصول الأكثر أمانًا، مثل الدولار، وهو ما يظهر بشكل واضح في تحركات السوق الحالية.

    ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن السوق تتوقع احتمالات تفوق 35% بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر. وهذا برأيي يمثل ضغوطاً سلبية محتملة لمؤشر الدولار، ويستدعي من المتداولين أن يكونوا حذرين قبل اتخاذ أي قرارات بشأن مراكزهم. وهنا تزداد أهمية تقرير التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي، الذي من المقرر صدوره غداً، حيث ينتظر المشاركون في السوق هذا التقرير للحصول على زخم جديد قد يؤثر على حركة الدولار.

     

    وأعتقد إن تركيز الأسواق على تقرير الوظائف غير الزراعية، يعد دليلاً واضحًا على أهمية البيانات الاقتصادية في تحديد الاتجاهات المستقبلية. حيث إن استقرار الدولار في الوقت الراهن على الرغم من التحديات والضغوطات هو مؤشر على أن السوق تبحث عن إشارات واضحة تعزز من استدامة هذا الاستقرار. ولكن، يجب على المستثمرين توخي الحذر، لأن أي مفاجآت سلبية من بيانات الوظائف أو أي تطورات غير متوقعة في التوترات الجيوسياسية قد تؤدي إلى تحركات سريعة في الأسواق.

     

    ومن الناحية الأساسية يبدو لي، أن مؤشر الدولار الأمريكي يحاول الحفاظ على استقراره وسط بيئة معقدة تتسم بالتحولات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية. ومع اقتراب صدور تقارير مهمة من المحتمل أن تؤثر بشكل كبير على توقعات السوق، يبقى السؤال: هل سيتمكن مؤشر الدولار من الصمود في وجه هذه الضغوط، أم سيجد نفسه مجبرًا على التراجع؟ وهنا يعتمد الجواب على كيفية تفاعل الأسواق مع البيانات القادمة، ومدى قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على التحكم في توقعات السوق، في ظل الظروف الحالية التي تتخللها مخاطر عديدة. لذا، يبقى على المستثمرين متابعة التحولات بعناية ومرونة، واستعداد للتكيف مع أي تغييرات قد تطرأ على المشهد الاقتصادي.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن