كتب : شيماء حسن
تماشياً مع التزامها برفد القطاع الإقليمي بالأدوات اللازمة لمواكبة التحولات المتسارعة، ناقشت "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق" مؤخراً آليات مواجهة التحديات الحالية والناشئة وسبل توظيف الفرص المتاحة ضمن سوق إدارة المرافق المصري، وذلك خلال "ملتقى التواصل" الذي نظمته مؤخراً في "فندق جراند نايل تاور" في القاهرة وسط مشاركة رفيعة المستوى من الخبراء وكبار الشخصيات ضمن قطاع البناء والتشيَيد وملاك ومديري المرافق.
وحظي "ملتقى التواصل" الذي حمل عنوان "مستقبل إدارة المرافق في مصر.. الفرص والتحديات"، باهتمام لافت كونه شكل منصة استراتيجية لبحث آفاق الارتقاء بكفاءة وتنافسية واستدامة القطاع الحيوي في ظل تنامي وتيرة إنجاز المشاريع التنموية والعمرانية ومتعددة الاستخدامات في مصر، والتي تستدعي وجود استراتيجيات واضحة في إدارة وصيانة المرافق بما يتوافق والمعايير العالمية والقوانين المعمول بها محلياً وإقليمياً. وأثبت الحدث بأنه إضافة هامة لمساعي "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق" لضمان تطبيق أفضل الشروط وأعلى المعايير في الصيانة والتشغيل والإدارة، فضلاً عن رفد الكفاءات الشابة بالمعرفة والخبرة اللازمة للنهوض بقطاع إدارة المرافق والوصول به إلى مستوى جديد من النمو والتميز.
من جهته اكد جمال لوتاه، رئيس "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق" على ضرورة تبنّي أطر موحدة واستراتيجيات واضحة لإدارة المرافق في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط سعياً وراء الارتقاء بكفاءة وتنافسية القطاع الحيوي، لا سيما في مصر التي تشهد طفرة عمرانية لافتة في الآونة الأخيرة، معرباً عن سعادته بتنظيم "ملتقى التواصل" لاستشراف مستقبل إدارة المرافق، استناداً إلى أسس مستدامة تواكب التطور المتسارع الذي يشهده السوق المصري على كافة المستويات.
وتواصل "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق" جهودها السبّاقة في إرساء أفضل ممارسات إدارة المرافق ضمن الأسواق الإقليمية، محدثةً نقلة نوعية على صعيد توطيد جسور التواصل الفعال بين صنّاع القرار والرواد والرؤساء التنفيذيين لمناقشة أحدث الاتجاهات الناشئة ضمن قطاع إدارة المرافق في منطقة الشرق الأوسط في ضوء التقدم التكنولوجي والمتغيرات العالمية، مع وضع خارطة طريق لتطوير استراتيجيات ومنهجيات عمل تدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
أضاف ننظر بثقة وتفاؤل حيال مستقبل إدارة المرافق في مصر، ما يدفعنا إلى تكثيف جهودنا لرفد السوق المحلية بالمعرفة الحديثة والممارسات الفضلى التي تضمن الاستجابة بفعالية للتحديات المحتملة، فضلاً عن توفير السبل اللازمة لإرساء دعائم الاستدامة والابتكار والتحول الذكي لترسيخ دور قطاع إدارة المرافق كدعامة متينة من دعائم التنمية المستدامة محلياً وإقليمياً.
وشكل الحدث فرصة مثالية لنقل أنجح التجارب في منطقة الخليج العربي إلى مصر، التي باتت في حاجة ماسة لاعتماد منهجيات واضحة لإدارة المرافق في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التطوير العقاري والعمراني مع إطلاق وتنفيذ سلسلة من المشاريع الطموحة التي تستدعي اتخاذ إجراءات جديدة تضمن تحسين جودة الخدمات وكفاءة الطاقة وإطالة العمر الافتراضي للمرافق الحيوية."
وتخلل "ملتقى التواصل" مناقشة مستقبل إدارة المرافق في مصر، وذلك خلال عرض قدمه المهندس محمد عصام، مدير عام إدارة المرافق في "مجموعة طلعت مصطفى"، تلته حلقة نقاشية بمشاركة كل من أسامة عثمان، مدير عام "أي إف إس لخدمات المرافق" في مصر؛ والمهندس شريف ماجد، مدير أول إسكان، هيئة التدريس وخدمات النقل في "الجامعة الأمريكية بالقاهرة"؛ والدكتور المهندس الاستشاري عمرو محمد صبحي قنديل، مدير مشروع في "هيل إنترناشونال"؛ ومحمد أحمد مصطفى، مدير عام "إدارة المرافق الرئيسية – مصر"، حيث جرى خلالها الوقوف على سبل الارتقاء بمستوى أداء إدارة المرافق في ظل تنامي المشاريع العقارية في مصر، بما يدفع عجلة نمو القطاع الحيوي.
وتضمن جدول الأعمال أيضاً مناقشة عرض تقديمي حول أفضل الممارسات لقطاع إدارة المرافق في دول الخليج العربي، قدمه طارق نظام الدين، مدير تنفيذي أول تجاري في "مجموعة إجادة لإدارة الأصول"، للتعريف بأهمية إدارة المرافق في الحفاظ على قيمة المباني وزيادة العمر الافتراضي للأصول وتعزيز استدامة وترشيد الطاقة.
ومن ناحيته ناقش المهندس محمد عصام أيضاً أهم التحديات التي تواجه قطاع إدارة المرافق المصري، لافتاً إلى أنّ مصر شهدت خلال السنوات الخمس الأخيرة تطوراً ملحوظاً على صعيد التطوير العمراني، ما استدعى تكثيف جهود التوعية والتثقيف لتعريف المطورين العقاريين والكوادر الهندسية والمهنية والطلبة والخريجين بأهمية إدارة المرافق، وبالأخص في ظل التحديات الناشئة والحاجة الملحة للارتقاء بقدرة الكفاءات البشرية على التعامل بفعالية مع آليات الإدارة والصيانة التي من شأنها تعزيز الأداء والحد من التكاليف التشغيلية مع ترشيد استهلاك الطاقة.
أضاف تتنامى المنافسة القوية ضمن قطاع إدارة المرافق في مصر نتيجة تسارع وتيرة التنمية العمرانية، حيث ارتفعت التنافسية بنسبة لا تقل عن 60% بين الشركات المحلية. ويمكن القول بأنّ الشركات العقارية تتجه بصورة متزايدة نحو تبني أفضل ممارسات إدارة المرافق، لا سيّما الشركات الرائدة في السوق المصرية والتي تدرك الدور المحوري لمهام الإدارة والصيانة في تحسين الأداء والكفاءة، في الوقت الذي لا تزال تحتاج فيه الشركات الجديدة لبعض الوقت للوصول إلى فهم معمّق حول الدور المحوري لإدارة المرافق. ونتطلع بثقة حيال آفاق تطور إدارة المرافق في مصر التي ستشهد بلا شك نمواً ملموساً خلال السنوات القليلة المقبلة لتصبح سوقاً بارزاً في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص في ظل الجهود السبّاقة التي تبذلها "جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق" لتفعيل مساهمة إدارة المرافق في تلبية الاحتياجات التنموية المتنامية محلياً وإقليمياً."